أقدم متحف بالعالم عربي... وهذا ما عليك معرفته عنه

متحف الإسكندرية القومي (يوتيوب)
متحف الإسكندرية القومي (يوتيوب)
TT

أقدم متحف بالعالم عربي... وهذا ما عليك معرفته عنه

متحف الإسكندرية القومي (يوتيوب)
متحف الإسكندرية القومي (يوتيوب)

هنالك كثير من المتاحف التاريخية والعظيمة المنتشرة حول العالم. ويبقى أفضلها وأكثرها زيارة من قبل السياح هو المتحف الأقدم بالعالم، متحف الإسكندريّة القومي، في وسط مدينة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية.
تمّ إنشاء متحف الإسكندريّة القومي عام 280 قبل الميلاد على يد بطليموس الأول. يحمل المُتحف الطابع الإيطالي في تصميمه، كما أنّه يَحمل الكثير من التحف الفنية القديمة من بين أربعة عصور مختلفة مرّت على مصر وهي: العصر اليوناني، والعصر الروماني، والعصر القبطي، وبعدها العصر الإسلامي.
تاريخه
متحف الإسكندرية القومي في الأصل عبارة عن قصر سابق لتاجر خشبٍ ثري في المدينة يُسمّى بأسعد الباسيلي، وكان القصر ضخم البناء ويحتوي على مجموعةٍ من قطع الأثاث الغالية والنّادرة، والتي أخذت الطّابع الإيطالي في ذلك الوقت.
وبقي القصر على ما هو عليه إلى أن تمّ بيعه في عام 1954 ميلادي للسفارة الأميركية بمبلغ وقدره ثلاثة وخمسون ألف جنيه مصري. وبعد ذلك، قام المجلس المصري الأعلى للآثار بشرائه من السفارة بمبلغ اثني عشرَ مليون جنيه مصريّ، ليتمّ تحويله إلى متحفٍ افتتح في الأول من شهر من عام 2003 على يد الرّئيس محمد حسني مبارك.
أهم محتوياته
يضمّ المتحف قرابة ألف وثمانمائة قطعةٍ أثريّة وُضعت به عبر العصور، وتختلف تلك القِطع من حيث الحجم والصّنع وطريقة العرض، وأهم تلك التحف:
- إله سيرابيس: هو تمثال انتشرت عبادته في العهد البطليموسي والعهد اليوناني، اخترعه الكهنة في عهد بطليموس الأول، وكان يُمثّل عند قُدامى المصريين إله الشّفاء والتّخلص من المرض.
- جدارية السلطان قايتباي: القايتباي هو المحمود الأشرفي، من المماليك البرجية التي حكمت الديار المصرية، ولد في عام 1412 ميلادي، أُنشئت في عصره كثير من التحف والآثار، وأهمّها الجداريّة الموجودة في متحف الإسكندرية القوميّ.
- تماثيل الناغرا: هي تماثيل تمّ العثور عليها بدايةً في اليونان، وبعد ذلك عُثر عليها في متحف الإسكندرية، ممّا أكد مرور العهد اليوناني في الإسكندرية، واتخاذ القصر مكاناً لتلك التماثيل، وتميّزت هذه التّماثيل بصغر حجمها وصناعتها من الطين المحروق، واستخدمت لتزيين القصور أو كألعاب للأطفال.
- الآثار الغارقة: وهي مجموعة من الآثار تمّ انتشالها من البحر وعرضها بأحد غُرف المتحف، ومنها تمثال لايزيس من الجرانيت الأسود، وتمثال لفينوس هو إله الحب.
- مجموعة من العملات المختلفة تعود للعصر البيزنطي والعصر الإسلامي، وكثير من تلك العملات تمّ العثور عليها من تحت ماء خليج أبي قير.
- مجموعة من المقتنيات العائدة لأسرة محمد بن علي، ومنها: الجواهر، والأواني المصنوعة من الذّهب والفضة.



مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
TT

مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)

«زهوري اليانعة في داخل خميلة»... كلمات للشاعر الجاغريو، وهي نفسها الكلمات التي اختارها الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر، لوصف السنوات التي قضاها في مصر، والأعمال الإبداعية التي قدّمها خلالها، وضمنها في البيان الخاص بأحدث معارضه بالقاهرة «احتفالية القرد والحمار».

تنقل المر خلال 15 عاماً قضاها في مصر ما بين حواري الحسين، ومقاهي وسط البلد، وحارات السبتية، ودروب الأحياء العتيقة، متأثراً بناسها وفنانيها، ومبدعي الحِرف اليدوية، وراقصي المولوية، وبائعي التحف، ونجوم السينما والمسرح؛ لتأتي لوحاته التي تضمنها المعرض سرداً بصرياً يعبّر عن ولعه بالبلد الذي احتضنه منذ توجهه إليه.

لوحة لرجل مصري مستلهمة من صورة فوتوغرافية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول المر لـ«الشرق الأوسط»: «أعمال هذا المعرض هي تعبير صادق عن امتناني وشكري البالغين لمصر، ويوضح: «جاءت فكرة المعرض عندما وقعت عقد تعاون مع إحدى الغاليريهات المعروفة في الولايات المتحدة، وبموجب هذا العقد لن أتمكن من إقامة أي معارض في أي دول أخرى، ومنها مصر التي عشت فيها أجمل السنوات، أردت قبل بدء الموعد الرسمي لتفعيل هذا الاتفاق أن أقول لها شكراً وأعبّر عن تقديري لأصحاب صالات العرض الذين فتحوا أبوابهم لأعمالي، والنقاد الذين كتبوا عني، والمبدعين الذين تأثرت بهم وما زلت، وحتى للأشخاص العاديين الذين التقيت بهم مصادفة».

اللوحات تقدم مشاهد مصرية (الشرق الأوسط)

استلهم الفنان 25 لوحة بخامة ألوان الأكريلك والأعمال الورقية من مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والـ«بوستال كارد» المصرية القديمة، التي تعكس بدورها روعة الحياة المصرية اليومية، ودفء المشاعر والترابط المجتمعي فيها وفق المر: «لدي نحو 5 آلاف صورة مصرية، جمعتها من (الاستوديوهات) وتجار الروبابكيا، ومتاجر الأنتيكات، ومنا استلهمت لوحاتي».

ويضيف: «مصر غنية جداً باستوديوهات التصوير منذ عشرات السنين، ولديها قدراً ضخماً من الصور النادرة المُلهمة، التي تحكي الكثير عن تاريخها الاجتماعي».

الفنان صلاح المر (الشرق الأوسط)

يستطيع زائر المعرض أن يتعرف على الصور الأصلية التي ألهمت الفنان في أعماله؛ حيث حرص المر على أن يضع بجوار اللوحات داخل القاعة الصور المرتبطة بها، ولكن لن يعثر المتلقي على التفاصيل نفسها، يقول: «لا أقدم نسخة منها ولا أحاكيها، إنما أرسم الحالة التي تضعني فيها الصورة، مجسداً انفعالي بها، وتأثري بها، عبر أسلوبي الخاص».

لوحة مأخوذة عن صورة لطفل مصري مع لعبة الحصان (الشرق الأوسط)

تأتي هذه الأعمال كجزء من مشروع فني كبير بدأه الفنان منذ سنوات طويلة، وهو المزج ما بين التجريد التصويري والموضوعات ذات الطابع العائلي، مع الاحتفاء بالجماليات الهندسية، والرموز التراثية، والاستلهام من الصور، ويعكس ذلك ولعه بهذا الفن، تأثراً بوالده الذي عشق الفوتوغرافيا في شبابه.

يقول: «بدأ تعلقي بالفوتوغرافيا حين عثرت ذات يوم على كنز من الصور في مجموعة صناديق كانت تحتفظ به الأسرة في مخزن داخل المنزل بالسودان، وكانت هذه الصور بعدسة والدي الذي انضم إلى جماعة التصوير بكلية الهندسة جامعة الخرطوم أثناء دراسته بها».

لوحة مستلهمة من صورة قديمة لعروسين (الشرق الأوسط)

هذا «الكنز» الذي عثر عليه المر شكّل جزءاً مهماً من ذاكرته البصرية ومؤثراً وملهماً حقيقياً في أعماله، والمدهش أنه قرر أن يبوح للمتلقي لأول مرة بذكرياته العزيزة في طفولته بالسودان، وأن يبرز دور والده في مشواره الفني عبر هذا المعرض؛ حيث يحتضن جدران الغاليري مجسماً ضخماً لـ«استوديو كمال»؛ وهو اسم محل التصوير الذي افتتحه والده في الستينات من القرن الماضي.

لوحة تعكس تفاصيل مصرية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول: «أقنع والدي جدي، بإنشاء استوديو تصوير بمحل الحلاقة الخاص به في (سوق السجانة) بالخرطوم، وتم تجهيز الاستوديو مع غرفة مظلمة من الخشب للتحميض، وذلك في الجزء الخلفي من الدكان».

وجوه مصرية (الشرق الأوسط)

وداخل المجسم تدفع المقتنيات الخاصة المتلقي للتفاعل مع ذكريات المر، والمؤثر الفني الذي شكل أعماله؛ ما يجعله أكثر تواصلاً، وتأثراً بلوحات المعرض؛ فالمتلقي هنا يستكشف تفاصيل تجربة الوالد في التصوير، بل يمكنه التقاط صور لنفسه داخل محله القديم!

وأثناء ذلك أيضاً يتعرف على جانب من تاريخ الفوتوغرافيا، حيث المعدات، وهي عبارة عن الكاميرا YASHIKA التي تستخدم أفلام مقاس 621 وEnlarger والستارة التي تعمل كخلفية وأدوات أخرى للتحميض والطباعة، وتجفيف الفيلم والصور بواسطة مروحة طاولة، وقص الصور بمقص يدوي: «استمر العمل لمدة سنة تقريباً، وأغلق الاستوديو قبل أن أولد، لكن امتد تأثير هذه التجربة داخلي حتى اللحظة الراهنة».

مجسم لاستوديو والد الفنان في الغاليري (الشرق الأوسط)

«احتفالية القرد والحمار» هو اسم «بوستال كارد» عثر عليه الفنان لدى تاجر روبابكيا، ويجسد مشهداً كان موجوداً في الشارع المصري قديماً؛ حيث يقدم أحد الفنانين البسطاء عرضاً احتفالياً بطلاه هما القرد والحمار، ومنه استلهم الفنان إحدى لوحات معرضه، ويقول: «تأثرت للغاية بهذا الملصق؛ وجعلت اسمه عنواناً لمعرضي؛ لأنه يجمع ما بين ملامح الجمال الخفي في مصر ما بين الفن الفطري، والسعادة لأكثر الأسباب بساطة، وصخب المدن التي لا تنام».