المغرب: اعتقال مشتبه به في قتل نائب بالدار البيضاء

المتهم نجل قيادي محلي في حزبه «الاتحاد الدستوري»

رجلا أمن يعاينان سيارة النائب القتيل عبد اللطيف مرداس أمام منزله بالدار البيضاء أمس (أ.ف.ب)
رجلا أمن يعاينان سيارة النائب القتيل عبد اللطيف مرداس أمام منزله بالدار البيضاء أمس (أ.ف.ب)
TT

المغرب: اعتقال مشتبه به في قتل نائب بالدار البيضاء

رجلا أمن يعاينان سيارة النائب القتيل عبد اللطيف مرداس أمام منزله بالدار البيضاء أمس (أ.ف.ب)
رجلا أمن يعاينان سيارة النائب القتيل عبد اللطيف مرداس أمام منزله بالدار البيضاء أمس (أ.ف.ب)

اعتقلت فرقة أمنية مشتبها به في تنفيذ عملية قتل عبد اللطيف مرداس، النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري المغربي، أمام بيته في الدار البيضاء ليلة أول من أمس.
وأشار بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني إلى «توقيف شخص يبلغ من العمر 27 سنة، من ذوي السوابق القضائية، يشتبه في علاقته المحتملة بجريمة القتل العمد باستعمال السلاح الناري، التي راح ضحيتها نائب برلماني عن دائرة (ابن أحمد)». وكان مرداس قد تعرض للقتل رميا بالرصاص باستعمال بندقية صيد عندما ركن سيارته أمام الفيلا التي يسكنها بحي كاليفورنيا (جنوب الدار البيضاء).
وذكر بيان المديرية العامة للأمن الوطني أن «مصالح ولاية أمن الدار البيضاء عاينت مساء الثلاثاء في حدود الساعة العاشرة مساء، جثة نائب برلماني عن دائرة (ابن أحمد)، داخل سيارته الشخصية قبالة مسكنه، وذلك بعدما تعرض لثلاث طلقات نارية من بندقية صيد كانت سببا مباشرا في وفاته»، مضيفا البيان أن «الإفادات الأولية بمسرح الجريمة تشير إلى أن سيارة خاصة، سوداء اللون، كانت تتربص بمحيط مسكن الضحية، قبل أن يعمد ركابها إلى إطلاق ثلاثة عيارات نارية عليه، ويلوذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة».
وأشار البيان إلى أن الأبحاث والتحريات الأولية، مدعومة بالخبرات التقنية، مكنت من تجميع قرائن مادية ترجح احتمال تورط شخص ينحدر من مدينة ابن أحمد، في ارتكاب هذه الجريمة، على اعتبار أنه سبق أن وجه تهديدات للضحية بسبب خلافات شخصية تكتسي طابعا خاصا، وهو ما استدعى إيفاد فرقة أمنية مشتركة إلى مسكنه بمدينة ابن أحمد وتوقيفه. كما كشف البيان أن عمليات التفتيش المنجزة بمنزل المشتبه فيه، أسفرت عن حجز سلاحين للصيد وخرطوشات شبيهة بتلك التي استعملت في جريمة القتل، وقد أحيلت إلى مختبر الشرطة التقنية والعلمية لإخضاعها لـ«خبرة باليستيكية» للتحقق مما إذا كانت هي التي استعملت في ارتكاب هذه الجريمة.
وأكد مصدر حزبي لـ«الشرق الأوسط» أن الشخص المعتقل هو ابن قيادي محلي للحزب في مدينة ابن أحمد، مشيرا إلى أن هذا الأخير، الذي يعد مؤسسا لفرع الحزب بالمنطقة، كانت تربطه علاقات وثيقة مع البرلماني مرداس، قبل أن تفسد بينهما بسبب علاقة مرداس مع ابنته.
وأضاف المصدر أن ابن القيادي المحلي في الحزب سبق له أن اعتدى على مرداس بمعية أشخاص آخرين من عائلته، وسبق أن هدده بسبب العلاقة التي تربطه مع أخته. ورجح المصدر أن يكون ذلك سبب إطلاق النار عليه.
وفي بيان صادر عن حزب الاتحاد الدستوري، ندد هذا الأخير بقتل النائب البرلماني، واصفا ما حدث بـ«العمل الإجرامي الدنيء الذي تعرض له أحد قيادييه»، مضيفا أنه «يأمل أن تكشف التحقيقات والتحريات التي تجريها المصالح المختصة عن مرتكبي هذه الجريمة في أقرب وقت ممكن».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.