حجم التمويل الإسلامي بالسعودية يتجاوز 66 في المائة

توقعات ببلوغ أصول المصرفية الإسلامية تريليوني دولار بنهاية 2014

حجم التمويل الإسلامي بالسعودية يتجاوز 66 في المائة
TT

حجم التمويل الإسلامي بالسعودية يتجاوز 66 في المائة

حجم التمويل الإسلامي بالسعودية يتجاوز 66 في المائة

قدّر خبراء مصرفيون نسبة التمويل الإسلامي في السعودية بنحو 660 مليار ريال (176 مليار دولار)، بما يعادل بنسبة 66 في المائة من إجمالي حجم التمويل البالغ نحو تريليون ريال (375 مليار دولار)، حتى العام الماضي.
من جهته قال الدكتور سمير الشيخ، مستشار تطوير المصرفية الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن نظام مؤسسة النقد العربي السعودي أسهم في نمو التمويل الإسلامي في السعودية»، متوقعا نموه بنسبة 15 في المائة. ولفت إلى أن النظام نصّ على الالتزام الشرعي، الذي لا يجوّز للمؤسسة دفع أو قبض فائدة، وإنما يجوّز لها فقط فرض رسوم لقاء الخدمات التي تؤديها للجمهور أو الحكومة.
ووفق الشيخ وصلت أرصدة صناديق الاستثمار في السعودية في 2007 إلى 79.8 مليار ريال (21.2 مليار دولار)، منها 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) استثمار إسلامي، أي بنسبة 76.5 في المائة. كما بلغ عدد الصناديق الإسلامية 217 صندوقا، منها 107 صناديق إسلامية بنسبة 49.3 في المائة، أي أن 49.3 في المائة من الصناديق حققت رصيدا قدره 76.5 في المائة من إجمالي الاستثمارات.
وأوضح مستشار تطوير المصرفية الإسلامية أن المؤسسة شكّلت لجنة للعمل المصرفي الإسلامي اعتبارا من 2005 تجتمع شهريا لتقديم مقترحات لدعم أداء هذا النظام مع التدريب عليه، كما أنها وافقت على إنشاء مجموعة من المصارف الإسلامية، هي: مصرف الراجحي، ومصرف البلاد، ومصرف الإنماء، ووافقت على تحويل بنك الجزيرة إلى إسلامي.
ووافقت المؤسسة على ممارسة البنوك التقليدية العمل المصرفي الإسلامي وفق استراتيجيات وآليات متنوعة ومتعددة ومتفردة، مشيرا إلى أن هناك أربعة بنوك تقدم العمل المصرفي الإسلامي بشكل كامل، وهي: الراجحي، والبلاد، والإنماء، والجزيرة الذي تم تحويله للعمل المصرفي الإسلامي في يناير (كانون الثاني) 2007. ولفت الشيخ إلى أن جميع البنوك التقليدية تقدم العمل المصرفي الإسلامي وفق رؤى واستراتيجيات مختلفة، مشيرا إلى أن نتائج الأعمال في البنوك السعودية توضح أن حجم التمويل الإسلامي يبلغ 60 في المائة تقريبا، وحجم الأصول في صناديق الاستثمار يبلغ 76 في المائة.
من جانبه، توقع الخبير المصرفي والشرعي الدكتور عبد الباري مشعل، مدير عام «رقابة» البريطانية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، زيادة نمو المصرفية الإسلامية في 2014 بنسبة 15 في المائة على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن حجم أصولها على مستوى العالم يبلغ أكثر من تريليوني دولار.
ويعتقد على المستوى السعودي أن كل الدلائل والتقارير تبين أن هناك نموا متصاعدا للمصرفية والتمويل الإسلامي على مستوى واسع، موضحا أن السعودية تتمتع بمقومات قيادة المنطقة في هذا المجال، متوقعا أن تحتل موقعها الريادي على مستوى العالم قريبا.
ولفت مشعل إلى أن التوقعات تشير إلى تجاوز أصول المصرفية الإسلامية تريليوني دولار على المستوى الدولي، مع توقعات بأن تنمو هذه الصناعة العام الحالي بنسبة 15 في المائة، مع تأكيده الحاجة إلى تطوير وتقنين المنتجات الجديدة منها.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.