كبائن التليفونات الحمراء من الشوارع إلى المتاحف

كبائن التليفونات الحمراء من الشوارع إلى المتاحف
TT

كبائن التليفونات الحمراء من الشوارع إلى المتاحف

كبائن التليفونات الحمراء من الشوارع إلى المتاحف

تعد التليفونات الحمراء العامة المنتشرة في شوارع لندن من الصور الكلاسيكية المألوفة في بريطانيا العظمى والتي تميزها عن غيرها من بلدان أوروبا.
جرى تركيب 70000 تليفون خلال الفترة من 1924 حتى حقبة الستينات، غير أن نحو 13000 فقط من تلك الأجهزة لا يزال قيد الاستخدام. ولا يزال مشهد تلك التليفونات العامة مألوفا في شوارع لندن، تحديدا حول شارعي أكسفورد وريجينت. وفي سوق سميثفيلد ماركت بوسط لندن، لا يزال هناك عدد من أجهزة التليفونات بتصميمين مختلفين. وفي وسط مدينة كينغستون، جنوب غربي لندن، تستطيع مشاهدة تحفة فنية تتكون من اثنتي عشرة كابينة تليفون متراصة خلف بعضها البعض مثل الدومينوز. لكن ترى من صاحب هذا التصميم البريطاني العتيق الرائع؟
المصمم هو المهندس المعماري البريطاني الشهير السير غايلز غلبرت سكوت، ولد في نوفمبر (تشرين الثاني) 1890 ومات في 8 فبراير (شباط) 1960. غايلز غلبرت سكوت هو حفيد المهندس المعماري الشهير السير جورج غلبرت سكوت الذي صمم وأنشأ فندق «ميدلاند غراند أوتيل» الرائع المبني بالطوب الأحمر الذي يقع أمام محطة سينت بانكراس في لندن. والد غايلز غلبرت سكوت كان أيضا مهندسا بارعا لكنه أصيب بمرض عقلي وأدخل مصحة نفسية، ولم يره غايلز سوى مرتين في حياته. اكتشفت والدته موهبته وشجعته على اختيار الهندسة المعمارية كمهنة. وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، خدم بلاده كرائد في الجيش وشارك في بناء خطوط دفاعية بحرية على الساحل الإنجليزي.
وفي العشرينات أصبح غايلز مهندسا موهوبا وبارزا وبات يكلف بمهام كبيرة بعد أن لمع اسمه. ومع انتشار التليفون في العشرينات، باتت هناك حاجة ماسة إلى وجود كبائن تليفونات عامة في الشوارع والأماكن العامة. وقامت هيئة البريد بعمل تصميمها الخاص من تلك الكبائن (التي عرفت باسم كي1 وتعني كشك 1) لكن التصميم كان مبنيا من الخرسانة الإسمنتية المطلية بلون مميز. لكن التصميم لم ينتشر، كذلك لقي مقترح تثبيت كبائن التليفون في الشوارع رفضا من الناس والسلطات المحلية.
وفي عام 1924 أقيمت مسابقة تحت رعاية «الهيئة الملكية للفنون الجميلة»، ودعي للمشاركة وتقديم المقترحات ثلاثة من كبار المصممين البريطانيين. فاز تصميم السير غايلز بالمسابقة، وتستطيع حاليا مشاهدة النموذج الأصلي الخشبي أمام بوابة الدخول الخاصة بالمتحف بمنطقة بيكادلي. لكن ما لم يستسغه البعض هو وجود تصممين آخرين متطابقين من التليفون الأحمر، لكن التصميم الفائز كان حينها يحمل اسم «كي 2»، وهو أكبر حجما من الآخر الأصغر حجما والأرخص تكلفة الذي حمل اسم «كي 6».
الكابينتان مصنوعتان من الحديد الغليظ والمتين، والأبواب مصنوعة من خشب الساج لتقليل الوزن. مثلت تلك التصاميم أدوات البناء الأولي، وقامت المصانع بإنتاج أجزاء جاهزة للتركيب في الموقع. تتكون الكابينة من قاعدة إسمنتية وأعمدة جانبية ثقيلة تصل بينها ثلاثة ألواح وباب ويعلوهم سقف. وتتميز تلك الكبائن بسهولة تركيبها. أنتج نحو 1700 كابينة «كي 2» بين عامي 1925 و1935. ولا يزال أكثر من مائتي كابينة منها تعمل حتى الآن، أغلبها في أماكن مختلفة من لندن. ولندرة تلك الكبائن، فقد وضع عليها أمر حكومي بالمحافظة عليها. كانت كبائن «كي 2» مرتفعة التكلفة نسبيا، وطالبت هيئة البريد السير غايلز بإنتاج نموذج أقل تكلفة، ولذلك عمل على تصنيع كابينة «كي 6» التي أنتجت عام 1935 احتفالا بالذكرى 25 على تولي الملك جورج الخامس الحكم. أنتج 60000 كابينة طراز «كي 6»، لم يتبق منها في الخدمة في المملكة المتحدة سوى 11000 كابينة، وبعضها موجود في مالطا، وبرمودا وغبرلتار.
كانت كبائن الهاتف مطلية باللون الأحمر لتسهيل التعرف عليها. وفي بعض المناطق الريفية كانت تلك الكبائن مطلية باللون الأخضر أو الرمادي مع نوافذ ذات إطارات حمراء. تراجع استخدام التليفونات العامة في العشرين عاما الماضية مع ظهور الهواتف المحمولة. وبعد تخصيص شبكة الهواتف في الثمانينات، ظهرت كبائن ألمنيوم خفيفة الوزن، ولم تكن تحتاج إلى طلاء وكانت سهلة التنظيف والصيانة، ولهذا فهناك سببان لتراجع كبائن التليفون في البلاد.
معروف عن السير غايلز غلبرت سكوت تصمميه أيضا لجسر ووترلو بلندن الذي شرع في بنائه عام 1937 وانتهى منه عام 1940، وصمم كذلك محطة كهرباء بتريسا بين عامي 1935 - 1929. ومحطة كهرباء بنكسايد بلندن بين عامي 1960 - و1957. والأخيرة تستخدم حاليا كمتحف للفن الحديث المعروف باسم «تايت مودرن».



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.