دليلك إلى البث الحي عبر الهاتف

تحول البث الحي إلى واحد من أهم النشاطات التي يلجأ إليها الأفراد على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي، سواء كنت تستخدم الفيديو للتشارك في أفكارك مع الأصدقاء، أو مع العالم بأسره. وربما عاينت ظهور بعض الإخطارات التي تفيد بأن صديقاً لك ينقل بثاً حياً - أو أنك شاهدت البث الحي ذاته عبر «فيسبوك» أو «تويتر» أو «إنستغرام» أو وسائل أخرى. إلا أنه إذا كنت لم تقتحم بعد عالم البث الحي، نعرض لك هنا بعض الإرشادات التي تعينك في هذا المجال.

منصات البث الحي

على الجانب الإيجابي، يتميز البث الحي بسهولته، خصوصاً أننا جميعاً نحمل كاميرات في أيدينا داخل هواتفنا الذكية. ومع هذا، قد تتعقد الأمور قليلاً عندما تحاول اختيار نمط الخدمة التي تعتمد عليها. والملاحظ أن الشركات المختلفة تطرح خدمات البث الحي بخصائص مختلفة. وعليه، فإن ما قد ينجح مع شخص ما ربما لا ينجح مع آخر. وحال خوض تجربة بث حي فاشلة، فإن هذا الأمر قد يصيبك بإحباط بالغ لدرجة تدفعك بعيداً عن الأمر برمته.
وفيما يلي جولة عامة حول المنصات الكبرى وبعض خدمات نسق الرسومات المتبادلة.
• يوتيوب: وهو المنصة المثلى للساعين لنيل مستوى النجومية على شبكة «الإنترنت» من خلال الوصول إلى جمهور عريض من الغرباء.
ولا يطلب «يوتيوب» منك إنشاء حساب كي تتمكن من مشاهدة مادة ما، الأمر الذي يشكل ميزة للمشاهدين ولصانعي المواد على حد سواء. وجدير بالذكر أن «يوتيوب» أطلق لتوه خيار البث الحي من الهاتف الجوال أخيراً، وهي متاحة الآن فقط للأفراد الذين يبلغ عدد متابعيهم أكثر من 10000 شخص. إلا أنه من المتوقع إتاحة الخدمة أمام الجميع في وقت لاحق من العام الحالي. وعندما يحدث ذلك، قد يتحول الموقع إلى منصة كبرى للبث الحي.
إلا أن حقيقة أن «يوتيوب» يتيح هذه الخدمة أولاً أمام الصانعين البارزين للمواد ضمنياً تشير حقيقة إلى احتمال أن يكون لدى القائمين على الموقع اعتقاد بأن هذه الأداة ستحقق أكبر قدر من الإفادة لأولئك الراغبين في تحقيق شعبية واسعة عبر الإنترنت. وإذا كنت ترغب في جني أموال من وراء البث المباشر عبر قنوات «يوتيوب»، ينبغي لك التمسك بالتناغم والاستقرار في المواد التي تطرحها، ذلك أن قنوات «يوتيوب» التي لا تلتزم بجدول زمني واضح ومستقر تميل لفقدان وهجها سريعاً.
• «فيسبوك»: وهو الأمثل لأصحاب الأعداد الكبيرة من المتابعين عبر «فيسبوك».
وبمقدور المواد التي يجري إطلاقها من خلال البث الحي بموقع «فيسبوك» الوصول إلى الأفراد داخل وخارج الشبكة - وقد تمنح غالبية الأفراد فرصة الوصول إلى أكبر جمهور محتمل لأي خدمة بث حي حتى الآن. إلا أنك بطبيعة الحال ستحظى بالفرصة المثلى للوصول إلى الآخرين ممن يتلقون إخطاراً عندما تبدأ بثاً حياً، بمعنى الأفراد الذين يتابعونك بالفعل. ويمكنك إطلاق بث حي لمدة تصل إلى 4 ساعات.
ومن الأفضل لك الاستجابة للتعليقات من فيديو البث الحي بدلاً من الكتابة في ردودك. وتعد هذه نصيحة مفيدة لكل محاولات البث الحي، لكنها مفيدة على نحو خاص بالنسبة لـ«فيسبوك»، حيث من المحتمل أن تتواصل مع جمهور مهتم بالفعل بما تقوله ويرغب في إجراء محادثة معك.

عروض اللحظة

• «إنستغرام»: الأمثل لمحاولة أن تعرض على أصدقائك ومتابعيك مادة لطيفة في تلك اللحظة تحديداً.
يمكن أن تستمر فيديوهات البث الحي عبر «إنستغرام» لما يصل إلى الساعة ولا يجري حفظها - بمجرد أن تنتهي من البث، تختفي. ومن الممكن أن يضيف ذلك إلى متعة البث وعفويته، وأن يضفي عليه طابعاً ودوداً ويخلو من الرسميات.
معلومة تفيدك: لا تستخدم الموقع من أجل بث فيديو قد تحتاجه لاحقاً.
• «بيرسكوب»/ «تويتر»: الأمثل للتشارك في تجربة ما مع متابعيك. وقد كان «تويتر»، عبر «بيرسكوب»، شبكة التواصل الاجتماعي الرئيسية الأولى التي تفتح الباب أمام البث الحي - ولا يزال الموقع يحمل بين جنباته شعوراً بالتجربة الأولى.
وعادة ما ينظر الناس إلى «تويتر»، وبصورة أوسع «بيرسكوب»، باعتبارهما يخلوان من الطابع الرسمي ويتميزان بقدر واضح من السلاسة والبساطة، مما يجعلهما منصة رائعة للتشارك في تجارب شخصية حية من الأرض يمكنك لاحقاً العودة إليها ومعايشتها من جديد.
باستطاعتك أيضاً أن تجري بثاً مباشراً من تطبيق «تويتر» عبر الضغط على زر «مباشر» الذي يبدو أمامك عندما تطلق تغريدة جديدة. وثمة أهمية خاصة لدى التحرك عبر «تويتر» - الذي يتحرك بسرعة - لأن تطلق بضع تغريدات تنوه خلالها بأنك ستنتقل إلى بث حي قبل أن تبدأ في البث فعلياً، نظراً لأن هذا يمنحك فرصة أفضل لبناء جمهور.
• «سنابشات»: الأمثل للمحادثات من فرد لآخر. وفيما يخص البث الحي الحقيقي، يسمح لك «سنابشات» بالقيام بذلك مع مستخدم آخر واحد فقط - بمعنى أنه يوفر بصورة أساسية محادثة حية عبر الفيديو. ولدى أصدقائك خياران، إما «مشاهدة» البث الحي الذي تقدمه أو «الانضمام» لك - الأمر الذي يطلق اتصالاً أقرب ما يكون إلى محادثة مستمرة عبر الفيديو.
وبمقدورك محاكاة البث الحي الفعلي من خلال رفع عدة مقتطفات على قسم «القصة» في حسابك، الذي يمكن لمتابعيك مشاهدته. وعبر هذا الأسلوب، تمكن جراح في المملكة المتحدة من نقل بث حي لجراحة اضطلع بها لإزالة ورم من قولون مريض أثناء ارتدائه النظارات الخاصة بـ«سنابشات»، وذلك من خلال ربط مقتطفات فيديو تبلغ مدة كل منها 10 ثوانٍ.
في بعض الأحيان، يعرض «سنابشات» بالفعل أحداثاً «حية» يمكن لأي شخص المشاركة بها، ما دام أنه في المنطقة. وسيتعين عليك من أجل الاضطلاع بذلك تفعيل خدمة تحديد الموقع. وحال قيامك بذلك، سيكون بإمكانك المشاركة بمقتطفات فيديو تتناول «قصتنا»، التي يمكن فيما بعد دمجها في مجموعة أكبر من الفيديوهات تنتمي لحدث بعينه.

نصائح بسيطة للتصوير الحي المباشر

> فيما يلي بعض النصائح البسيطة التي ستفيدك في كل وقت. وبمعاونة جيسون ألداغ، محرر الفيديوهات لدى «ذي واشنطن بوست»، خلصنا إلى ما يلي:
* احرص دوماً على وجود أشد مصادر الضوء خلف الكاميرا. وإذا كنت تصور نفسك، فإن هذا يعني ضرورة أن يكون الضوء أمامك. أما إذا كنت تصور شخصاً أو شيئاً ما آخر، فإنه ينبغي أن يكون خلفك.
* لا تحرك الكاميرا. حاول أن تبقي يديك ثابتة بأكبر قدر ممكن كي يبقى المشاهدون راضين.
* عليك أن تكون مدركاً للضوضاء في الخلفية، خصوصاً خلال إجراء مقابلة.
* تذكر أن هاتفك يصور، ذلك أن من السهل للغاية على الكثيرين نسيان أنهم يقدمون بثاً حياً مصوراً. واحرص ألا ينتقل المشهد فجأة أمام المشاهدين إلى الأرضية بينما تتصفح أنت تعليقاتهم على الشاشة. واحرص على ألا تتسبب الإخطارات في تشتيت انتباهك.
* احرص على شحن هاتفك جيداً والتمتع بخدمة إنترنت جيدة. في الواقع، الناس لديها استعداد للتسامح مع وقوع أخطاء أثناء البث الحي، لكن يبقى من الأفضل بالتأكيد تجنب حدوث أخطاء غير متوقعة.+

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}