44 ألف نازح من الساحل الغربي هرباً من الموت

مرفق طبي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتغذية العلاجية للأطفال والأهالي في المخا (اليونيسف)
مرفق طبي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتغذية العلاجية للأطفال والأهالي في المخا (اليونيسف)
TT

44 ألف نازح من الساحل الغربي هرباً من الموت

مرفق طبي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتغذية العلاجية للأطفال والأهالي في المخا (اليونيسف)
مرفق طبي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتغذية العلاجية للأطفال والأهالي في المخا (اليونيسف)

تستمر عملية نزوح‪آلاف الأسر من المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة حامية على السواحل الغربية لليمن، خصوصاً من مديرية المخا، التابعة لمحافظة تعز، ومناطق ساحلية أخرى. وتشير أحدث تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 44 ألف شخص نزحوا، منهم 24 ألف شخص من المخا فقط. وأعلنت منظمة اليونيسيف في اليمن أن 34 ألف شخص نزحوا خلال شهر يناير (كانون الثاني) فقط.
ويقول المتحدث باسم اليونيسيف في اليمن، محمد الأسعدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن موجات النزوح من جيوب الصراع الساخنة على السواحل الغربية للبلاد دفعت بآلاف الأسر إلى المجهول، حيث يلجأ كثير من هذه الأسر إلى الإقامة بشكل مؤقت مع أقاربهم ومعارفهم، ويتوزع الباقي منهم على تجمعات سكانية مؤقتة في المدن القريبة، كبعض مديريات ومدينة الحديدة وتعز وإب وغيرها، حيث تتزايد حدة الاحتياج للإيواء والغذاء والرعاية الصحية والمياه ومستلزمات النظافة والصرف الصحي والحماية الاجتماعية.
ويضيف الأسعدي أن الأطفال أكثر الفئات الاجتماعية ضعفاً وعرضة للمخاطر في الحروب والأزمات، وأنهم يصبحون بحاجة - إلى جانب كل ما سبق - إلى الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم والتحصين والحماية والتوعية من المخاطر المختلفة المتعلقة بالألغام ومخلفات الحرب وغيرها.
وفي تغريدة على حسابها في «تويتر»، قالت الممثلة المقيمة لـ«اليونيسيف» في اليمن، ميريتشل ريلانو، إنها مصدومة من أن 28 مدرسة باتت معطلة في مديرية المخا، مما يحرم أكثر من 10 آلاف طفل من حقهم في التعليم.
وكانت منظمة اليونيسيف، والشركاء في العمل الإنساني من وكالات الأمم المتحدة، وبعض المنظمات الإغاثية الأخرى، قد تمكنت بعد الحصول على التراخيص اللازمة من تسيير بعثة لمديرية المخا لتقييم الاحتياجات الإنسانية، وبحث سبل إيصال المساعدات المنقذة للحياة للمواطنين. ويجري العمل لرفع وتيرة الدعم اللازم للمواطنين في مختلف المناطق المتضررة. وبالتوازي، يجري التنسيق مع السلطات المختلفة وأطراف الصراع لضمان توفير قنوات إيصال المساعدات للمتضررين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.