الهلال يصطاد النقطة الـ50 بثلاثية الكلاسيكو العنيف

الأزرق رد الدين وابتعد بالصدارة... وإدواردو فجر الأحداث بهدف مثير للجدل

العابد يحتفل بالهدف الثالث في مرمى الاتحاد (تصوير: محمد المانع)
العابد يحتفل بالهدف الثالث في مرمى الاتحاد (تصوير: محمد المانع)
TT

الهلال يصطاد النقطة الـ50 بثلاثية الكلاسيكو العنيف

العابد يحتفل بالهدف الثالث في مرمى الاتحاد (تصوير: محمد المانع)
العابد يحتفل بالهدف الثالث في مرمى الاتحاد (تصوير: محمد المانع)

عانق الهلال النقطة الـ 50 في منافسات الدوري السعودي بفوزه المثير على الاتحاد 3-1. في مباراة جدلية شهدت أحداثا مؤسفة في شوطها الثاني عقب هدف إدواردو الثاني والذي اعترض الاتحاديون عليه بدعوى إصابة زميلهم خلال الهجمة الزرقاء وعدم إخراج لاعبي الفريق الضيف للكرة. فضلا عن المخاشنات العنيفة بين لاعبي الفريقين طوال الـ90 دقيقة.
وضرب الهلال عصفورين بحجر واحد في موقعة الجوهرة المشعة بجدة ضمن الجولة 20 من دوري المحترفين، إذ رد على الخسارة التي تلقاها من مضيفه في الرياض وفي نفس الوقت عزز الفارق مع أقرب منافسيه النصر إلى 8 نقاط في طريقه إلى تحقيق لقب الدوري الغائب منذ سنوات عن خزينة النادي.
بينما بقي الاتحاد رابعا برصيد 41 نقطة وباتت حظوظه في تحقيق اللقب ضئيلة جدا لكنه يقف أمام فرصة سانحة للخروج بإحدى بطولات الموسم «كأس ولي العهد» عندما يلاقي النصر الجمعة المقبل على نهائي البطولة.
وكانت مواجهة الكلاسيكو أمس والتي جرت أمام قرابة 54 ألف مشجع بدأت مثيرة منذ دقائقها الأولى.
وفي الدقيقة 38 مرر فهد المولد من الاتحاد كرة لزميله المنفرد أحمد العكايشي والذي تنصل ببراعة من مراقبة عبد الله الحافظ وأسامة وهوساوي وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء الزرقاء فشل الحارس عبد الله معيوف في التصدي لها.
وسجل البرازيلي إدواردو هدفا جدليا للهلال في الدقيقة 56 عندما تعرض مدافع الاتحاد ياسين حمزة للإصابة جراء اصطدامه بالحارس فواز القرني واستمر اللعب ومرر الشهراني كرة لزميله البرازيلي والذي سدد الكرة داخل المرمى في ظل سقوط المدافع الاتحادي ومطالبة زملائه للاعبي الهلال بإخراج الكرة، وهو ما تسبب في شجار كلامي وجسدي بين بعض لاعبي الاتحاد واللاعب البرازيلي تدخل على إثره بعض لاعبي الهلال للدفاع عن زميلهم وتدخل حكم المباراة جوناس أريكسون ليمنح اللاعبين عمر خربين ومحمد البريك من الهلال وعدنان فلاته وأحمد العكايشي من الاتحاد بطاقات صفراء، وكان القائد الاتحادي فلاته تعمد ضرب إدواردو برأسه احتجاجا على هدفه. وقذفت جماهير الاتحاد بالقوارير البلاستيكية على اللاعب البرازيلي ما يهدد بعقوبات مالية وشيكة على النادي.
وبعد هذا الهدف استمر اللعب سجالا بين الطرفين وتبادلا الهجمات بشكل مثير حتى الدقيقة 82 عندما مرر ميليسي كرة ذكية لزميله البديل عمر خربين والذي استغل خروج الحارس الاتحادي الخاطئ وسدد الكرة من فوقه هدفا هلاليا ثانيا.
واضطر الحكم إلى إيقاف المباراة دقائق أخرى من جديد بعد قيام الجماهير الاتحادية برمي الفوارغ على أرض الملعب احتجاجا على التحكيم.
وتعرض مهاجم الاتحاد فهد المولد للطرد بعد دخوله العنيف على لاعب الهلال إدواردو في الدقيقة 90.
وفي الوقت بدل الضائع احتسب الحكم اريسكون ضربة جزاء لصالح الهلال بعد دخول المدافع أحمد عسيري على سلمان الفرج داخل منطقة الجزاء. وتصدى نواف العابد للكرة وسددها بنجاح لكنه أعقب ذلك باحتفالية رفضتها الجماهير الاتحادية بعد قيامه بالرقص أمامهم ما سبب توترا كبيرا على أرض الملعب بين لاعبي الفريقين وما حدا برجال الأمن وإداريي الناديين إلى التدخل سريعا لوقف الشجارات وأطلق الحكم بالتزامن مع ذلك صافرة النهاية.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».