السعودية تنفذ أكبر تمرين عسكري في تاريخها

ولي العهد رعى حفل اختتام مناورات «سيف عبد الله».. ومنظومات صواريخ استراتيجية شاركت في العرض

الأمير سلمان يستمع إلى نائب وزير الدفاع السعودي ويبدو العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي (واس)
الأمير سلمان يستمع إلى نائب وزير الدفاع السعودي ويبدو العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي (واس)
TT

السعودية تنفذ أكبر تمرين عسكري في تاريخها

الأمير سلمان يستمع إلى نائب وزير الدفاع السعودي ويبدو العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي (واس)
الأمير سلمان يستمع إلى نائب وزير الدفاع السعودي ويبدو العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي (واس)

أطلق الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، صباح أمس في حفر الباطن، إشارة اختتام مناورات التمرين المشترك «سيف عبد الله»، وشارك خلاله عدد كبير من الطائرات والسفن والمروحيات والمعدات الأرضية بمختلف أنواعها والمركبات القتالية والدبابات ومنظومات الصواريخ المضادة للطائرات، وذلك بحضور العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت الشيخ خالد الجراح الصباح، وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول رحيل شريف، وأمين عام وزارة الدفاع بسلطنة عمان محمد بن ناصر الراسبي.
وأقيم التمرين لأول مرة على ثلاثة مسارح عمليات مختلفة التضاريس ودرجة الحرارة وطبيعة الأرض، حيث أقيمت على ميادين القيادات العسكرية الشمالية والشرقية والجنوبية، وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد بالرياض، حيث شاهد ولي العهد والحضور أمامهم تطبيق التمرين، بالإضافة إلى مشاهدتهم تلفزيونيا التمرين في كل من المنطقتين الشرقية والجنوبية.
وشاهد ولي العهد السعودي والحضور التمرين الذي ركز على تطوير القدرة الدفاعية ورفع الكفاءة القتالية للضباط وضباط الصف وجميع وحدات المناورة وإسناد القتال من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع كل التهديدات وعمليات إدارة الأزمات.
ويعد التمرين الأكبر حجما في تاريخ القوات المسلحة السعودي، وأتاح الفرصة لمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية وأسلحة الدفاع الجوي أن تشارك في تمرين واحد ينفذ على عدة مراحل تكتيكية.
واستقبل ولي العهد لدى وصوله وضيوفه إلى مقر التمرين، الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، والفريق أول ركن حسين بن عبد الله القبيل رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة، والفريق ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان نائب رئيس هيئة الأركان العامة، وقادة أفرع القوات المسلحة.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة السعودي ألقى كلمة أثناء الفعاليات، رحب فيها بالأمير سلمان بن عبد العزيز وضيوفه، وأوضح أن التمرين الذي ينفذ هذه الأيام على مستوى القوات المسلحة، بالإضافة إلى مشاركة وحدات من وزارة الحرس الوطني، وعناصر من وزارة الداخلية، في المناطق الشرقية والجنوبية والشمالية، في آن واحد «يهدف إلى رفع مستوى التدريب واختبار مدى جاهزية قواتنا المسلحة، لردع أي عدوان يقع على أي من تلك الاتجاهات»، وأكد أنه من حسن الطالع أن يأتي تنفيذ هذا التمرين مع الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «الذي عمل على تلبية متطلبات قواتنا المسلحة في كل المجالات، من تسليح وتجهيز، وإسكان، ومرافق طبية»، مشيرا إلى أن هذا التمرين الذي يجري تنفيذه في تلك المناطق شارك في تنفيذه الكثير من وحدات القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية، وقوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الاستراتيجية، بالإضافة إلى وحدات من الحرس الوطني، وعناصر من وزارة الداخلية. وقال الفريق القبيل: «إننا في هذا التمرين نعد قواتنا المسلحة لحماية مقدساتنا ووحداتنا ومكاسبنا، ولا نهدف من ورائه الاعتداء على أحد، فليس هذا من سياسة حكومتنا الرشيدة، التي لا تقبل ولا تساوم على أمنها، وتقطع كل يد تمتد للإيذاء بها».
فيما قدم اللواء ركن محمد بن عبد الخالق الغامدي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة إيجازا عن التمرين، بينما تشرف قادة التمرين بالسلام على ولي العهد وضيوف حفل الاختتام.
شاهد التمرين مع ولي العهد، الأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي وقت لاحق بعد ظهر أمس، شهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، العرض العسكري الإداري للقوات المسلحة السعودية، الذي أقيم بميدان العرض العسكري بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، وفور وصوله عزف السلام الملكي، واستقل عربة مكشوفة، مستعرضا الوحدات الرمزية لمختلف القوات المسلحة في المنطقة الشمالية، أعطى بعدها إشارة البدء لطابور العرض العسكري، حيث شاهد والحضور عرضا لوحدات المشاة المتحركة، واستعراضا للمعدات أظهرت قدرات فائقة التسليح للقوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي وقوة الصواريخ الاستراتيجية، بينما استعرض الطيران العمودي التابع للقوات البرية والجوية والبحرية والخدمات الطبية أظهر جاهزيتها العالية في القيام بالمهام المطلوبة، فيما بدأ العرض الجوي للطائرات الحربية بالقوات الجوية وفريق الصقور الخضر، والإنزال المظلي لقوات المظليين والقوات الخاصة البرية والبحرية في تشكيلات أبرزت ما تتميز به القوات المسلحة من كفاءة قتالية عالية في تنفيذ مهامها بكل دقة وإتقان، وفي ختام العرض أدى ولي العهد العرضة السعودية.
من جانبه ألقى اللواء الركن فهد بن عبد الله المطير قائد المنطقة الشمالية، كلمة رحب فيها بولي العهد والحضور في آخر فعاليات اليوم الختامي لتمرين «سيف عبد الله»، مؤكدا أن التمرين نفذ على عدة مراحل بدءا من مرحلة الإعداد والتخطيط وانتهاء بالمرحلة الأخيرة وهي مرحلة التنفيذ، مشيرا إلى أن جميع المراحل نفذت من دون أي حوادث.
وأوضح أن جميع المشاركين «جسدوا صورة المقاتل السعودي الشجاع المؤمن بربه ودينه ورسالته الخالدة والواثق بقيادته الحكيمة»، مؤكدا أن القوات المسلحة «ما هي إلا رأس حربة لجيش الوطن الكبير.. شعبكم الوفي».
وشدد اللواء المطير، في كلمته أمام ولي العهد السعودي، على أن تراب وطنه «سيظل بعون الله نقيا طيبا وطاهرا كما أراد له الله أن يكون ولن يمس شبر واحد منه بإذن الله، وأن هذا الشعب الوفي يقف وبكل مكوناته صفا واحدا خلف قيادته الحكيمة مؤمنين بحكمتها وبقدرتها على السير به إلى المجد والعلا».
فيما كرمت قيادة المنطقة الشمالية الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، وأعدت على شرفه مأدبة غداء بمناسبة زيارته للمنطقة.
وفي جانب أخر, اطلع الأمير سلمان على عرض لفيلم عن مشروع إسكان مدينة الملك خالد العسكرية يشتمل على 800 وحدة سكنية نفذت على مساحة مليون متر مربع، وصمم بشكل يراعي نمط وأسلوب حياة المواطن السعودي، حيث افتتح المشروع في ختام عرض الفيلم، تناول بعدها ولي العهد والحضور الغداء.
حضر العرض العسكري والمأدبة الأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، وأمين عام وزارة الدفاع بسلطنة عمان محمد بن ناصر الراسبي، والقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير خليفة بن أحمد آل خليفة، ومساعد وزير الدفاع المصري اللواء حرب مصطفى شريف محمود، وعدد من كبار القادة العسكريين في عدد من الدول، كما حضره الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وخالد بن محمد الريس المستشار مدير الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع، وفهد بن محمد العيسى مدير عام مكتب وزير الدفاع المكلف، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والملحقين العسكريين في السعودية، وكبار القادة العسكريين في عدد من الدول.



السودان يوقع السبت اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
TT

السودان يوقع السبت اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)

توقع الحكومة السودانية السبت في جوبا عاصمة جنوب السودان اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد وقع الجانبان الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا أيضا نهاية أغسطس (آب) الماضي.
ويحمل مكان التوقيع دلالة تاريخية لدولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت عن السودان بعد حرب أهلية بين الجانبين امتدت 22 عاما وخلفت مليوني قتيل وأربعة ملايين نازح ولاجئ. وانتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاق سلام منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير وفي عام 2011 صوت الجنوبيون لصالح دولتهم المستقلة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال توت قلوال رئيس فريق وساطة جنوب السودان في محادثات السلام السودانية للصحافيين في جوبا الخميس «هذه الاتفاقية مهمة للسودان وجنوب السودان، استقرار السودان من استقرار جنوب السودان. إن كان هناك سلام في السودان سيكون هناك سلام في جنوب السودان نحن شعب واحد في دولتين».
ويأمل السودانيون أن تنجح حكومتهم الانتقالية المختلطة بين المدنيين والعسكريين في إسكات رصاص البنادق بعد أن أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 بعد أن حكم البلاد لثلاثين عاما.
وقال رئيس مفوضية السلام السودانية سليمان الدبيلو «هذا يوم تاريخي. نأمل أن ينهي التوقيع القتال إلى الأبد ويمهد الطريق للتنمية». وقال الدبيلو إن الاتفاق تطرق إلى جذور القضايا السودانية. وقال إن «الاتفاقية ستوقع عليها أغلب الحركات المسلحة ما عدا اثنتين ونأمل أن تشجعهما على توقيع اتفاق سلام والانضمام للعملية السلمية في البلاد لأن هذه الوثيقة نظرت إلى القضايا السودانية بصورة واقعية وفي حال تم تطبيقها ستحقق سلام».
وستوقع على الاتفاق من جانب المتمردين (الجبهة الثورية السودانية) وهي تحالف من خمس حركات مسلحة وأربع سياسية تنشط في مناطق دارفور غربي البلاد وجنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب. ويأمل السودانيون أن يسهم التوصل للاتفاق في تطوير هذه المناطق المنكوبة بالنزاع منذ سنوات طويلة.
لكن فصيلين رئيسيين هما جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور الذي يقاتل في دارفور والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام.
وخلف النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في عام 2003 نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة. وبدأت الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عام 2001 وتضرر بسببها مليون شخص.
وتتكون الاتفاقية من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والمشردين، إضافة للبروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي ليصبح جيشا يمثل كل مكونات الشعب السوداني.
ورغم أن فريقا من المتمردين يصفون الاتفاق بأنه تتويج «لنضالهم ضد نظام البشير» إلا أن محللين يشيرون إلى مزالق قد تواجه تطبيق الاتفاق. وقال المتحدث باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد عبر الهاتف من جوبا «التوقيع على الاتفاق تتويج لمشروع نضال الجبهة الثورية ضد نظام البشير والاتفاق خاطب جذور الأزمة السودانية ويمهد الطريق للانتقال الديمقراطي في البلاد».
لكن رئيس تحرير صحيفة التيار اليومية عثمان ميرغني أشار إلى «مزالق» على طريق تطبيق الاتفاق. وقال إن «الاتفاق يقوم على تقاسم السلطة بين الحكومة والموقعين من المتمردين (لكن) ماذا بشأن الآخرين؟».
أما الباحث جان بابتيست غالوبين المتخصص في الشأن السوداني فأكد أن الحكومة في ظل وضعها الاقتصادي الحالي ستواجه صعوبات في تمويل تنفيذ الاتفاق المكلف. وأوضح «بدون مساعدات خارجية، لن تتمكن الحكومة من تمويلها لأن الاقتصاد ينهار. ومن المرجح أن تعطى الأولوية المالية لإدماج آلاف المقاتلين على حساب تسريحهم أو تعويض الضحايا».
وأضاف غالوبين «جزء كبير من النصوص يظل حبراً على ورق ولكن ليست هذه هي القضية الأمر المهم هو إعادة ترتيب موازين القوى بين مناطق البلاد المختلفة».
وأكدت وزارة المالية السودانية في بيان الأربعاء أنها بصدد وضع خطة مالية لتنفيذ الاتفاق، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.