رئيس وزراء الصومال يحذر من مجاعة وشيكة

خيري قال إن 110 أشخاص لقوا حتفهم خلال الـ48 ساعة الماضية بسبب سوء التغذية

رئيس وزراء الصومال يحذر من مجاعة وشيكة
TT

رئيس وزراء الصومال يحذر من مجاعة وشيكة

رئيس وزراء الصومال يحذر من مجاعة وشيكة

دق رئيس وزراء الصومال حسن خيري، ناقوس الخطر، محذرا من اندلاع مجاعة في مناطق عدة من البلاد، كاشفا عن وفاة 110 أشخاص خلال الـ48 ساعة الماضية في جنوب البلاد، جراء الأمراض وسوء التغذية الناجم عن حالة الجفاف التي تجتاح الصومال في الأشهر الأخيرة.
وأدلى خيري بهذه التصريحات إثر اجتماعه مع اللجنة الوطنية لإغاثة المتضررين من الجفاف، بهدف تقييم الوضع في المناطق الأكثر تضررا من موجة الجفاف، ودعا الشعب الصومالي إلى التكاتف من أجل مساعدة المنكوبين بالجفاف لإنقاذ حياتهم، كما أعرب عن قلقه من تحول الوضع إلى مجاعة حقيقية، إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل.
وأضاف رئيس الوزراء الصومالي أن حكومته ستعطي أولوية للتعامل مع ملف الجفاف وإيصال المياه والغذاء والدواء، رغم شح الإمكانات المادية، وطلب من الدول الشقيقة والصديقة دعم الصومال للتغلب على هذه الأزمة. وتفيد الأنباء الواردة من مناطق وسط وجنوب الصومال بحالات وفيات في صفوف الأطفال وكبار السن، بسبب العطش والجوع والأمراض الناجمة عنهما، وخاصة في المناطق النائية بجنوب البلاد، حيث ليس بإمكان المواطنين النزوح بسبب هزال أو نفوق الإبل والحمير التي يستخدمونها للتنقل.
وأدى تأخر الأمطار الموسمية إلى شح المياه وجفاف الأنهار، ما نتج عنه تقلص مساحات الرعي التي يعتمد عليها سكان الأرياف، حيث شهدت بعض المناطق نفوق المواشي بأعداد كبيرة بسبب هذه العوامل المتداخلة، في الوقت الذي يتوقع فيه خبراء الأرصاد أن يشهد موسم الأمطار المقبل، في أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) انخفاضا كبيرا في منسوب التساقطات، مما سيضاعف من معاناة ملايين الصوماليين الذين يعتمدون على الرعي نمطا للعيش.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداء إلى الدول والمنظمات المانحة، لتوفير مبلغ 825 مليون دولار لتوفير المواد الغذائية للمتضررين من الجفاف في الصومال، إلا أن الاستجابة لم تتجاوز 9 في المائة حسب تقديرات منظمات الإغاثة حتى الآن، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن 600 ألف طفل صومالي يواجهون مخاطر سوء التغذية إذا لم تصل المساعدات المطلوبة في وقت مناسب. كما أن هناك مخاوف من أن يتجاوز عدد الأشخاص المهددين بالمجاعة 5 ملايين شخص خلال الأشهر الأربعة المقبلة، إذا تأخرت المساعدات الإنسانية الدولية الموعودة للصومال في هذه الفترة.
وكانت حالة الجفاف السابقة عامي 2010 و2011 قد أدت إلى ظهور مجاعة راح ضحيتها 250 ألف صومالي في جنوب البلاد، ونزوح مئات الآلاف من الأرياف إلى المدن الكبيرة بعد انعدام سبل الحياة في مناطقهم.
من جهة أخرى، أدى الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود اليمين الدستورية اليوم، بعد حصوله رسميا على عضوية البرلمان بموجب الدستور الصومالي الحالي.
وينص الدستور الصومالي، الذي اعتمد عام 2012، على أن «أي شخص يشغل منصب رئيس الجمهورية وأكمل مدة حكمه الدستورية ولم يعزل قبل انتهاء فترته القانونية، فإنه سيصبح تلقائيا عضوا في مجلس الشعب (الغرفة الثانية من البرلمان)»، وبناء على ذلك فإن الرئيس السابق حسن شيخ محمود أصبح العضو رقم 276 في مجلس الشعب الصومالي، كما أصبح أول رئيس صومالي يستفيد من هذا البند المثبت في الدستور. وهناك مقترح مشروع قدم إلى البرلمان العام الماضي بتكريم المسؤولين الذين يتقلدون مناصب عليا في البلاد، مثل رؤساء مجلس الأعيان ومجلس الشعب ورؤساء الوزراء، لكن لم تتم المصادقة عليه بعد من قبل البرلمان.
وكان الرئيس الصومال السابق قد أعلن العام الماضي قبيل الانتخابات، أنه سيعيش داخل الصومال، ولن يلجأ إلى الخارج إذا لم يتمكن من الفوز بفترة ثانية، بخلاف العادة التي درج عليها الرؤساء الصوماليون السابقون الذين انتقلوا للعيش خارج البلاد بعد انتهاء فترة حكمهم.



المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.