بغداد تنتقد بشدة جهود الأمم المتحدة لمساعدة النازحين

معالجة 12 مصابا بـ {الكيماوي} منذ بداية الشهر الحالي

أم تحمل على ظهرها طفلتها تبحث عن مكان آمن مع جموع من النازحين من معارك غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
أم تحمل على ظهرها طفلتها تبحث عن مكان آمن مع جموع من النازحين من معارك غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

بغداد تنتقد بشدة جهود الأمم المتحدة لمساعدة النازحين

أم تحمل على ظهرها طفلتها تبحث عن مكان آمن مع جموع من النازحين من معارك غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
أم تحمل على ظهرها طفلتها تبحث عن مكان آمن مع جموع من النازحين من معارك غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

بينما تستمر حركة النزوح وبكثافة من أحياء الجانب الغربي من الموصل، انتقد وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف بشدة جهود الأمم المتحدة لمساعدة النازحين الفارين من القتال في مدينة الموصل، فيما أكدت المنظمة الدولية أن تقديم هذه المساعدة في «طليعة أولوياتها».
وفر عشرات آلاف السكان من الجانب الغربي من مدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية من جهة الجنوب لاستعادة هذا الشطر من المدينة من قبضة تنظيم داعش في 19 فبراير (شباط).
وقال الوزير في بيان أصدره مكتبه الإعلامي أمس «كنا نأمل أن نلمس دورا واضحا وفاعلا من منظمات الأمم المتحدة في عمليات إغاثة وإيواء نازحي أيمن الموصل (الجانب الغربي) وبالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من النازحين وبالسرعة المطلوبة، إلا أن هناك وللأسف تقصيرا واضحا في عمل تلك المنظمات». وأوضح الوزير في تصريح خاص لوكالة الصحافة الفرنسية ردا على سؤال عن وجه التقصير، أن «الأمم المتحدة تطلق كلاما كثيرا لكن الجهود المبذولة قليلة على الرغم من الأموال الطائلة التي بحوزتهم».
وأكد الوزير أن أكثر من خمسين ألف نازح فروا من غرب الموصل منذ انطلاق العمليات لاستعادة السيطرة عليه.
وأضاف أن «معدل النزوح اليومي لأهالي أيمن الموصل تجاوز العشرة آلاف شخص وهذا العدد الكبير بحاجة إلى تأمين مستلزمات الإيواء فضلا عن الأغذية والمساعدات العينية».
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة التي قدمت مساعدات للعراقيين النازحين بسبب المعارك الجارية منذ نحو خمسة أشهر، أنها تعمل بأسرع ما يمكن لمساعدة الفارين من المعارك. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراند إن «الأولوية الأولى للفرق الإنسانية هي التثبت من توافر إمكانات كافية في مواقع الطوارئ للتعامل مع أعداد المدنيين الذين يفرون من الجانب الغربي للموصل». وأضافت: «في الأسابيع القليلة الماضية سارعنا إلى بناء هذه القدرات، وإننا نضاعف جهودنا الآن».
من ناحية ثانية، كشفت الأمم المتحدة أمس أن 12 شخصا، بينهم نساء وأطفال يعالجون من احتمال تعرضهم لمواد تستخدم كأسلحة كيماوية في الموصل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد اشتركت مع سلطات صحية محلية وغيرها في تفعيل «خطة عاجلة لتوفير علاج آمن للرجال والنساء والأطفال الذين ربما تعرضوا للمادة الكيماوية العالية السمية».
ونقلت وكالة رويترز عن الأمم المتحدة أن كل المرضى الاثني عشر يعالجون منذ الأول من مارس (آذار) الحالي في مستشفيات في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى الشرق من الموصل. وقالت المنظمة إن أربعة ظهرت عليهم «علامات بالغة مصاحبة للتعرض لمادة تسبب طفحا جلديا». وتعرض المرضى للمواد الكيماوية في الجزء الشرقي من الموصل. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الجمعة أن خمسة أطفال وامرأتين يتلقون العلاج من آثار التعرض لمواد كيماوية.
وطالبت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق بإجراء تحقيق.
وقالت في بيان «هذا مروع. إذا تأكد الاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية فسيكون هذا انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب بغض النظر عمن كان مستهدفا أو من كان ضحية للهجمات».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.