وسط الحديث الذي لا يكاد يتوقف عن مستقبل الطاقة حول العالم، خصوصاً تأثيراته على الأسواق الناشئة، أوضحت مذكرة بحثية على موقع البنك الدولي أن تخزين الطاقة يعد أداة حاسمة لتمكين الإدماج الفعال للطاقة المتجددة، وإطلاق منافع محلية لتوليد إمدادات الطاقة النظيفة القادرة على الصمود.
وتقول ألزبتا كلاين، مدير وحدة الطقس بمؤسسة التمويل الدولية، التابعة للبنك الدولي، في مدونة حديثة على موقع البنك الدولي، إنه «لأكثر من مائة سنة، كان يجري بناء الشبكات الكهربائية مع افتراض أن الكهرباء سيتم توليدها ونقلها وتوزيعها واستخدامها في آن واحد، لأن تخزين الطاقة ليس مجدياً اقتصادياً. لكن هذه الفكرة بدأت في التغير الآن. فتخزين الطاقة في بطاريات على نطاق الشبكة الموحدة على وشك أن يصبح ذا جدوى اقتصادية».
وتشير كلاين إلى أن «هذا خبر سار، ليس فقط لأن ما يزيد على مليار شخص حول العالم ما زالوا يعيشون دون كهرباء، ولكن أيضاً بسبب المساهمة الهائلة التي يمكن لتخزين الطاقة أن يقدمه لزيادة العرض واستخدام الطاقة النظيفة».
ومع انتشار توليد الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم، فإن تقلباتها في المعروض بدأت تؤثر على أنظمة الكهرباء التي يعد تخزين الطاقة عاملاً رئيسياً لها. ويمكن أن يساعد التخزين في فترات ارتفاع وانخفاض المتاح من طاقة الشمس والرياح وتمكين توزيع الطاقة من التغير من وقت التوليد إلى وقت ذروة الطلب.
وبحسب كلاين، فإنه لا يوجد حد معين بصورة جيدة لإمدادات الطاقة المتجددة الضرورية لكفالة عدم توقف الإمدادات... ولكن في معظم الحالات، يبدأ مشغلو نظم الشبكات الاستثمار في التخزين عندما يأتي 10 في المائة من إجمالي إمداداتهم، من خلال المصادر المتجددة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وعلى مدى أكثر من عقد، تعمل شركات بيع وسائل تخزين الطاقة ومصنعو البطاريات على تحسين تكنولوجيا البطاريات الكبيرة بزيادة عمرها وتحمّلها للبيئات القاسية، وتطوير النظم الإدارة، والأهم من ذلك استمرار خفض التكلفة.
وتؤكد كلاين أن «الصناعة وصلت الآن إلى لحظة محورية، فمع نظم تخزين كبيرة، تصبح أكثر قدرة على المنافسة مع غيرها من أصول الشبكة الموحدة من منظور تجاري. وقد ثبتت التكنولوجيا في أسواق أميركا الشمالية وأوروبا، مع عدة بائعين يقدمون التكنولوجيات والحلول المتنافسة.
والأكثر من ذلك أصبحت القدرة على التركيب والتشغيل موجودة بالفعل»، مشيرة إلى أن «إعادة الحسابات تظهر أن مزيداً من حالات الطاقة النظيفة أصبحت مجدية في عدد متزايد من الأسواق. ويمكننا أن نرى أن التخزين الثابت بدأ تطويره من حل عالي التكلفة، إلى أحد أصول الشبكات الموحدة. ومع ذلك، كما هو الحال مع الطاقة الشمسية، ما زالت هناك فترة زمنية تفصل بين تحقيق الجدوى وتعميم التخزين لدى الشركاء التجاريين».
وتفيد دراسة حديثة جرت بتكليف من مؤسسة التمويل الدولية وبرنامج البنك الدولي للمساعدة على إدارة قطاع الطاقة ووزارة الطاقة الأميركية بأن نشر تخزين الطاقة في الأسواق الناشئة من المتوقع أن ينمو بنسبة 40 في المائة سنوياً خلال العقد المقبل، ارتفاعاً من مستوى 5 غيغاواط من القدرات، اليوم، مما يسفر عن نحو 80 غيغاواط من قدرات التخزين الجديدة.
وبحسب الدراسة، سيفتح هذا أسواقاً جديدة ويوفر فرصاً هائلة. وتتوقع مؤسسة التمويل الدولية أن ينمو قطاع تخزين الطاقة بقدر كبير في السنوات المقبلة، مما يؤدى إلى وفورات كبيرة.
وتتبع المؤسسة أسواق تخزين الطاقة على مدى عدة سنوات، وتواصل دعم نشر تخزين الطاقة في الأسواق الناشئة. وحتى الآن، شاركت باستثمارات رأس المال المخاطر في مراحل مبكرة، والمساعدة على إعداد السوق للاستثمارات الرئيسية. وشملت بعض الاستثمارات الجديرة بالذكر «مايكروفاست» (Microvast)، وهي شركة صينية تنتج بطاريات ليثيوم إيونية سريعة الشحن، وشركة «فلوديك إينريجي» (Fluidic Energy) لتصنيع البطاريات الزنك الجوية المستخدمة في تشغيل أبراج الاتصالات، وشركة «AST» الهندية التي تنشر الألواح الشمسية الكهربائية الضوئية مع بطاريات تشغيل أبراج الاتصالات.
وتقول كلاين في مدونتها: «مع أننا لاحظنا تحولاً ملحوظاً في السوق في العامين الماضيين، مع نمو تخزين الطاقة ليصبح جزءاً من التيار الرئيسي لقطاع الطاقة في الأسواق الناشئة، لا تزال هناك تحديات للوصول إلى وفورات الحجم. ويبدو أن التمويل هو من التحديات الأكثر إلحاحا. فعلى الرغم من توقع أن تواصل تكلفة تخزين الطاقة الانخفاض في السنوات المقبلة، ففي المستويات الحالية لا تزال مرتفعة نسبياً بما يكفي لتقييد الحصول على التمويل الميسور في الأسواق الناشئة».
وتعد آليات الاستثمار المبتكرة، بالتنسيق مع المعايير الصناعية المحسنة وتعزيز الدعم الحكومي، لازمة لإطلاق العنان للإمكانيات التحويلية لتخزين الطاقة.
وتهدف مؤسسة التمويل الدولية لخلق وفتح الأسواق للطاقة النظيفة. ويعتبر دعم تكنولوجيا تخزين الطاقة محور تركيز استراتيجياً كوسيلة لتوسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة، بما يتجاوز الكهرباء المتقطعة. وسيصبح تخزين الطاقة عنصراً رئيسياً في مزيج الطاقة النظيفة لمؤسسة التمويل الدولية، بالإضافة إلى التوليد والكفاءة.
وتشير المؤسسة إلى أنه قد يتم التوسع في برنامج توسيع الطاقة الشمسية التابع لمجموعة البنك الدولي، الذي جعل من الأسهل والأسرع شراء ألواح الفولطية الضوئية الشمسية في الأسواق الناشئة، ليشمل تخزين الطاقة حين تنخفض التكلفة. فتكنولوجيا التخزين مناسبة تماماً لنهج معياري للمشتريات الموحَّدَة.
«تخزين الطاقة» أمل المستقبل في الأسواق الناشئة
دراسة دولية: من المتوقع أن ينمو بنسبة 40 % سنوياً خلال العقد المقبل
«تخزين الطاقة» أمل المستقبل في الأسواق الناشئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة