المغرب: الدفاع يطالب بالإفراج عن نشطاء متهمين بالإشادة بالإرهاب

المغرب: الدفاع يطالب بالإفراج عن نشطاء متهمين بالإشادة بالإرهاب
TT

المغرب: الدفاع يطالب بالإفراج عن نشطاء متهمين بالإشادة بالإرهاب

المغرب: الدفاع يطالب بالإفراج عن نشطاء متهمين بالإشادة بالإرهاب

قررت محكمة الاستئناف بسلا، المجاورة لمدينة الرباط المغربية أمس، تأجيل النظر في قضية نشطاء حزب العدالة والتنمية، الذين يتابعون في حالة اعتقال بتهمة الإشادة والتحريض على الإرهاب، إلى 20 من أبريل (نيسان) المقبل، وذلك بطلب من هيئة الدفاع.
ومثل أمام المحكمة ثلاثة شبان، هم يوسف الرطمي ومحمد حربالة وعبد الإله الحمدوشي، الذين ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية، على خلفية نشرهم تدوينات وصورا على «فيسبوك» تشيد بمقتل السفير الروسي في أنقرة في 19 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال نور الدين الطاهري، محامي الدفاع عن المتهمين لـ«الشرق الأوسط»، إن الجلسة الأولى «مرت في أجواء المحاكمة العادلة، محترمة لكافة الضمانات، وقد التمسنا مهلة لإعداد الدفاع، وهو ما استجابت له المحكمة وأجلت النظر في القضية إلى 20 أبريل المقبل»، مشيرا إلى أن هيئة الدفاع التمست أيضا الإفراج المؤقت عن المتهمين لوجود كافة الضمانات لتمتعهم بهذا الحق.
وردا على سؤال بشأن الجدل الذي أثير بسبب محاكمة الشبان الثلاثة بقانون مكافحة الإرهاب وليس قانون الصحافة والنشر، قال الطاهري إن «هيئة الدفاع تركز في هذه المرحلة على ما هو حقوقي وقانوني، وسنحاول أن نخرج بأقل الخسائر بالنسبة للحزب وأعضائه»، مضيفا أن الملف يطغى عليه جانب الحريات أكثر من الجانب السياسي، وأنه «يتعين علينا في هذه المرحلة الدقيقة أن نغلب الجانب الحقوقي على الجانب السياسي»، وتابع موضحا: «لدينا أمل في هيئة المحكمة من خلال مرافعتنا وإقناعها بالحكم ببراءتهم وطي الملف وطي كل الإشكالات التي طرحها».
من جانبه كتب عبد الصمد الإدريسي، عضو هيئة الدفاع والقيادي بحزب العدالة والتنمية، تدوينة قال فيها «إننا ما زلنا مصرين على أن القانون واجب التطبيق هو قانون الصحافة، لكنهم مصرون في ملف الشباب على التعسف على القانون بإقحام جريمة التحريض لتبرير تطبيق قانون مكافحة الإرهاب.. مصرون على تكييف تدوينات وخربشات فيسبوكية لشباب منخرط في دينامية إصلاحية وسطية معتدلة، على تكييفها إشادة وتحريضا على الإرهاب، تدوينات سرعان ما انتبه أصحابها لمجانبتها الصواب فقاموا بسحبها من تلقاء أنفسهم»، مشددا على أن الملف لم يعد ملفا قانونيا محضا.
ولفت المحامي الإدريسي إلى أن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المنتمي للحزب ذاته، انتصر لتوجه تطبيق قانون الصحافة في هذه القضية. لكن النيابة العامة تتابع بقانون مكافحة الإرهاب، متسائلا: «أين تسير السياسة الجنائية للبلد ومن يوجهها؟». كما انتقد الإدريسي تجاهل الطيف الحقوقي والفاعلين لقضية نشطاء الحزب المعتقلين.
وانضم إلى هيئة الدفاع عن المتهمين التي تضم 10 محامين، إسحاق شارية المحامي المنتمي للحزب المغربي الليبرالي. وبهذا الخصوص قال الطاهري إن «شارية استأثر أن يدافع معنا في هذا الملف لقناعات حقوقية وما يؤمن به كدفاع عن الحريات العامة».
وسبق لشارية أن طلب الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، عام 2014، ورحب الحزب بذلك، وهو ما أحدث ضجة كبيرة وقتها بعد أن اعتقد الحزب أنه يهودي الديانة بسبب اسمه، ثم سؤاله عن موقع اليهود المغاربة في حزب العدالة والتنمية في رسالة طلب العضوية التي وجهها إلى الحزب. لكن الأمور تعقدت بين الطرفين بسبب سوء الفهم هذا، حيث أكد المحامي أنه مسلم وليس يهوديا، وأنه جرى التشهير به، مؤكدا في المقابل أن لديه علاقات مع اليهود المغاربة الذين يدافع عنهم أمام المحاكم المغربية.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.