الرعيني: نفذنا المخرجات المتاحة ونعد لما بعد الانقلاب

الرعيني: نفذنا المخرجات المتاحة ونعد لما بعد الانقلاب
TT

الرعيني: نفذنا المخرجات المتاحة ونعد لما بعد الانقلاب

الرعيني: نفذنا المخرجات المتاحة ونعد لما بعد الانقلاب

«تضمنت مخرجات الحوار الوطني ما يربو على 1800 مبدأ وموجه دستوري وقانوني وتوصيات، وضمانات حقيقة للتنفيذ، تلبي تطلعات الشعب اليمني في تحقيق التغيير المنشود، وتضع أسس ومقومات بناء الدولة الاتحادية، مع معالجات حقيقة لمشكلات الماضي وأزماته». بهذه الجمل، رد وزير الدولة اليمني لشؤون مخرجات الحوار الوطني، ياسر الرعيني، على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما قدمته الحكومة اليمنية الشرعية بخصوص الحوار الوطني.
يقول الوزير: إن الشرعية تنفذ المتاح من مخرجات الحوار الوطني، وتعد لما بعد الانقلاب، مضيفاً: لقد كانت المرحلة الأهم في إنجاح الحوار الوطني تنفيذ مخرجاته واقعاً على الأرض، وقد بدأت سلطات الدولة بتنفيذ تلك المخرجات، حيث توزعت عملية التنفيذ على مرحلتين.
المرحلة الأولى شرعت فيها الحكومة باستكمال ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي تضمنتها مخرجات الحوار الوطني. وهذه الاستحقاقات تمثلت بإعداد الدستور الجديد، والاستفتاء عليه، وإجراءات الانتخابات العامة، وتشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، بما في ذلك توعية المجتمع بالمخرجات، وتنفيذ نقاط بناء الثقة المتمثلة بالنقاط العشرين والإحدى عشرة، وتهيئة مؤسسات الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية، وغير ذلك من الإجراءات والخطوات العملية التي نفذت السلطة جزءً كبيراً منها، والتي توقفت بسبب انقلاب الحوثي وصالح.
وتأتي المرحلة الثانية في بناء الدولة الاتحادية تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني ببناء مؤسسات الدولة، وإجراء الانتخابات العامة وفقاً للدستور الجديد بعد الاستفتاء عليه، وهي خطوة تأتي بعد إقرار الدستور والاستفتاء عليه، لكن الإعداد لها يأتي مبكراً وفقاً لمخرجات الحوار.
ولتنفيذ مخرجات الحوار الوطني في مؤسسات الدولة كافة، يقول الرعيني: جرى العمل في إطار محورين: الأول تنفيذ المتاح من مخرجات الحوار الوطني خلال مرحلة استعادة الدولة، ومن ذلك تهيئة مؤسسات الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، ورفع الوعي بمخرجات الحوار ومسودة الدستور، وتنفيذ بعض برامج المصالحة في المجتمعات المحلية، وتفعيل مؤسسات تنفيذ مخرجات الحوار، وغير ذلك.
المحور الثاني «تمثل، بحسب الوزير، في الإعداد لما بعد إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة في مختلف الجوانب، ومنها سياسياً وقانونياً ومؤسسياً، حتى نكون على استعداد لاستئناف العملية السياسية فور إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وبسط سيطرة الشرعية على كل التراب الوطني».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».