«لحظة صمت» حملة عالمية للتوعية بأهمية حاسة السمع

«لحظة صمت» حملة عالمية للتوعية بأهمية حاسة السمع
TT

«لحظة صمت» حملة عالمية للتوعية بأهمية حاسة السمع

«لحظة صمت» حملة عالمية للتوعية بأهمية حاسة السمع

تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للسمع والعناية بالأذن في شهر مارس (آذار) في جميع أنحاء العالم للتشجيع عن الكشف المبكر والتدخل لمنع فقدان السمع. وفي إطار هذا اليوم المهم، تم إطلاق حملة توعوية عالمية تحت عنوان "لحظة صمت" من قِبل الشركة المصنعة للغرسات السمعي MED-EL لإلقاء الضوء على أهمية السمع في حياة جميع الأشخاص. وتُظهر الحملة من خلال فيلم قصير على مواقع التواصل الاجتماعي بعض اللحظات التي تكون فيها حاسة السمع هي الأهم على الإطلاق، كما تُظهر بعض الأصوات التي لا يمكن تعويضها.
لكن، يمثل الواقع غير ذلك، حيث يتعايش نحو 360 مليون فرد، أي ما يُعادِل 5% من سكان العالم، مع نقص السمع المسبب للعجز. وقد أشارت التقديرات إلى أن 4% من المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة مصاب بنقص السمع، ناهيك عن العدد المتزايد من الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم، ولا يعلمون بوجود أي بوادر لنقص السمع لديهم. وتدل هذه الأرقام على الحاجة الملحة إلى تكثيف البرامج التوعوية، والحصول على الدعم الأقوى، والتأييد النشط للمسائل الخاصة بمشاكل نقص السمع.
وعلَّقت الرئيسة التنفيذية لشركة MED-EL الدكتورة إينجبورج هوخماير، على ذلك قائلة: "بلاشك، تغني حاسة السمع حياتنا، ولقد تطورنا كثيراً واستطعنا تمكين العديد من الأشخاص من تخطي حاجز الصمت كعائق للتواصل مع الأشخاص والمجتمع من حولهم، ومع ذلك، علينا الآن الاستمرار في نشر التوعية حول الحلول المتعددة التي تساهم في علاج مختلف حالات ودرجات فقدان السمع، وتحسين الوصول إليها. ونحن ملتزمون بمواصلة رفع الوعي حول هذه المسألة، فضلاً عن تشجيع الأشخاص على حماية حاسة سمعهم الثمينة".
ويتمحور اليوم العالمي للسمع هذا العام حول موضوع "اتخذ الإجراءات لنقص السمع: استثمر في الصوت"، ويسلِّط الضوء على تأثير نقص السمع على كل من الأفراد والمجتمع، مع التطرق إلى الاتجاهات المختلفة التي يمكن اتباعها لعلاج هذه المشكلة. " كما يسلط الضوء على التأثير الاقتصادي لفقدان السمع، إذ يتكبّد الاقتصاد العالمي كلفة عالية بسبب فقدان السمع غير المُعالَج الذي يترك أثراً كبيراً على حياة المصابين به، وتتوافر التدخلات الرامية إلى معالجة فقدان السمع، وهي فاعلة من حيث التكلفة".
وقدرت منظمة الصحة العالمية التكلفة المالية لنقص السمع بـ 750 مليار دولار أميركي كل عام، مع العلم بأن هذه التكلفة تعد شخصية وتؤثر أيضاً على صحة الأفراد بشكل عام، حيث يحد نقص السمع الذي لم يتم علاجه من قدرة الأشخاص على التواصل، وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، والقلق، والاكتئاب والتراجع الإدراكي.
من جهته، قال المدير الإقليمي والرئيس التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط، ديفيد رايتز: "يعيش الأشخاص الذين يعانون من نقص السمع الذي لم يتم علاجه في عالم من الصمت، وقد لا يستطيعون التآلف مع بعض اللحظات واستيعاب أهميتها، ما يؤكد ويوثق شعورهم بالعزلة الاجتماعية. ومع الأسف هناك كثير من المعلومات والمعتقدات الخاطئة حول موضوع نقص السمع، بالأخص حول الحلول المتاحة لعلاج نقص السمع، ومن الضروري الاستمرار في التذكير بأهمية الكشف المبكر، الذي يليه التشخيص والعلاج المناسب، بالإضافة إلى إدراك أهمية الحصول على حلول السمع الملائمة التي ستوفر النتائج المرجوة".
بعض الخطوات التي قد تخفِّف من وطأة فقدان السمع وعواقبه هي: الوقاية، والفحص للكشف المبكر، وإعادة التأهيل عبر أجهزة السمع، والتزويد بكلمات مكتوبة، وتعلم لغة الإشارة.



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».