قوات سودانية وإماراتية تؤمن مطار عدن

الميليشيات تواصل نهب المواطنين بحجة «المجهود الحربي»

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى استقباله في الرياض أمس السفير الإماراتي لدى اليمن (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى استقباله في الرياض أمس السفير الإماراتي لدى اليمن (سبأ)
TT

قوات سودانية وإماراتية تؤمن مطار عدن

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى استقباله في الرياض أمس السفير الإماراتي لدى اليمن (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى استقباله في الرياض أمس السفير الإماراتي لدى اليمن (سبأ)

قالت مصادر مطلعة في عدن، إن قوة سودانية تسلمت جزءا كبيرا من الحماية الأمنية لمطار عدن الدولي تحت إشراف القوات الإماراتية التي تدير الملف الأمني في مدينة عدن وتحديدا في مطار عدن الدولي، منذ السيطرة عليه وإعادة تشغيله قبل نحو عام.
وأشارت المصادر إلى أن القوات السودانية، وهي جزء من القوات المشاركة في قوات التحالف، تسلمت مهام حماية المطار إلى جانب ألوية من قوات الجيش الوطني اليمني المقاومة في عدن.
ونفى مصدر حكومي في عدن لـ«الشرق الأوسط» الأنباء التي تروج لها بعض وسائط الإعلام التي يديرها الانقلابيون بوجود توتر جديد في مطار عدن. وأفاد شهود عيان بمشاهدتهم رحلات الطائرات من وإلى مطار عدن تسير بشكل يومي، منذ بضعة أيام، عقب الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها المطار.
إلى ذلك، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مدينة عدن، بعد أن تدخلت الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مشكلة انعدام المشتقات النفطية وقدمت مليارات الريالات لشركتي النفط ومصافي عدن، حيث عاد ضخ الوقود إلى محطات التعبئة، وسط حالة تفاؤل من قبل المواطنين بالقضاء على هذه الأزمة إلى جانب انتهاء أزمة الكهرباء.
وتلقي أطراف في عدن بالمسؤولية على جهات انقلابية بتوتير الأجواء وإفشال جهود الحكومة الشرعية وقوات التحالف في إرساء الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
في هذه الأثناء، واصل طيران التحالف غاراته العنيفة على مواقع الانقلابيين في مديريات محافظة صعدة في أقصى شمال اليمن، وقالت مصادر محلية إن الطيران استهدف مواقع استراتيجية بسلسلة من الغارات، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وتعتقد بعض الأوساط اليمنية أن الانقلابيين يحاولون تحقيق أي نصر معنوي على الحدود مع المملكة العربية السعودية، في ظل الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي منوا بها في الساحل الغربي، وتحديدا المخا وميدي، مؤخرا.
في سياق متصل، قال مصدر ميداني مطلع في المخا إن قوات الجيش اليمني باتت على مشارف معسكر خالد بن الوليد، شرق المدينة، في ظل تقدم قوات أخرى تتبع الشرعية والتحالف باتجاه مديرية الخوخة في محافظة الحديدة. يأتي ذلك وسط تكثيف الميليشيات الانقلابية للحوثي وصالح من حملات التجنيد الإجباري في الحديدة وحملات الجباية المالية من المواطنين تحت مسميات مختلفة، منها «المجهود الحربي» و«الصمود» و«المخالفات» و«الجمارك» غير الشرعية. حيث كشفت منظمات محلية عن قيام الميليشيات بأخذ مبالغ مالية كبيرة من التجار في المناطق التي تخضع لسيطرتها كجمارك رسمية، رغم أن البضائع التي تصل إلى صنعاء، جرت عملية جمركتها في المنافذ، غير أن «المشرفين الحوثيين» يستحوذون على أموال طائلة من منافذ العاصمة تحت هذه المسميات.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».