عود محمد عبد الوهاب وميكروفونه يستقبلان الجمهور في متحفه

الأوبرا المصرية تحتفي بمرور 120 عاما على ميلاد موسيقار الأجيال

جانب من متحف عبد الوهاب - بعض الهدايا التى تلقاها عبد الوهاب من الملوك والرؤساء العرب - عود عبد الوهاب - عبد الوهاب والمندولين - جانب من متحف عبد الوهاب - عبد الوهاب وأفيشات أفلامه السينمائية
جانب من متحف عبد الوهاب - بعض الهدايا التى تلقاها عبد الوهاب من الملوك والرؤساء العرب - عود عبد الوهاب - عبد الوهاب والمندولين - جانب من متحف عبد الوهاب - عبد الوهاب وأفيشات أفلامه السينمائية
TT

عود محمد عبد الوهاب وميكروفونه يستقبلان الجمهور في متحفه

جانب من متحف عبد الوهاب - بعض الهدايا التى تلقاها عبد الوهاب من الملوك والرؤساء العرب - عود عبد الوهاب - عبد الوهاب والمندولين - جانب من متحف عبد الوهاب - عبد الوهاب وأفيشات أفلامه السينمائية
جانب من متحف عبد الوهاب - بعض الهدايا التى تلقاها عبد الوهاب من الملوك والرؤساء العرب - عود عبد الوهاب - عبد الوهاب والمندولين - جانب من متحف عبد الوهاب - عبد الوهاب وأفيشات أفلامه السينمائية

«تسجيل بعون الله مع أم كلثوم والفرقة، وعشاء في المنزل» كتب موسيقار الأجيال هذه الكلمات في قصاصة ورق أثناء بروفات أغنية «أنت عمري» عام 1964، وهي أحد مقتنيات متحفه المقام بمعهد الموسيقى العربية بوسط القاهرة، الذي يستقبل عشاق ومريدي فن وموسيقى عبد الوهاب لمدة 11 يوما مجانا؛ احتفاء بذكرى مرور 120 عاما على ميلاده التي تحل في شهر مارس (آذار) الجاري إلا أن هناك أقاويل حول دقة العام الذي ولد فيه والتي تشير إلى أنه ربما يكون عام 1902.
وأوضحت دار الأوبرا في بيان لها أن الاحتفال يأتي: «في إطار حرص دار الأوبرا على إحياء ذكرى رموز الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي، ولتعريف الأجيال الجديدة بعبقرية موسيقار الأجيال الذي أثري الحياة الفنية في مصر والعالم العربي بإبداعاته الخالدة».
تضم الفعاليات عدة حفلات تقام على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور لمختلف فرق الموسيقى العربية والتي خصصت برامجها لتقديم نخبة من أعماله، ففضلا عن أغانيه الخالدة، كان قد لحن للكثير من كبار المطربين في مصر والبلاد العربية، منهم: أم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وفيروز ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، وكان هو أول من اكتشف ليلى مراد وأيضا فتح طريق الفن أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حينما قامت بالتمثيل أمامه في طفولتها.
عند دخولك المتحف سوف تستشعر روح الموسيقار المبدع عبر مقتنياته التي أودعت بدواليب العرض المتحفية، فهنا ستجد بدلة «سموكنج» ظهر بها في فيلم «الوردة البيضا» ومعطفه والعود الخاص به والزي العسكري لفرقة الموسيقى العسكرية التي قادها لعزف النشيد الوطني المصري وصور كثيرة تجسد مراحل حياته المختلفة.
تأسس المتحف عام 2000 بمبادرة من زوجته الثالثة في حياته نهلة القدسي، في عهد وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني، عقب وفاة عبد الوهاب بنحو 9 سنوات.
تعتبر زيارة المتحف متعة من نوع خاص يأخذك على ألحان عبد الوهاب المنبعثة داخل أرجاء المتحف إلى عالم طربي جميل، يضم المتحف عدة قاعات إحداها تحمل اسم (قاعة الذكريات) وتنقسم إلى جناحين الأول يلقي الضوء على طفولة الفنان محمد عبد الوهاب ونشأته وخطواته الأولى في عالم الموسيقى العربية والسينما المصرية وعلاقته بالكتاب والفنانين وخاصة علاقته بأمير الشعراء أحمد شوقي الذي تبناه منذ حداثة سنة وخلال دراسته للموسيقى في هذا المعهد، حتى رشحه للغناء في افتتاح معهد الموسيقى العربية أمام الملك فؤاد الثاني عام 1923، وأيضا قام بتلحين عدد من قصائده. يأخذك العرض المتحفي للجوائز والتكريمات التي حصل عليها موسيقار الأجيال من مختلف ملوك ورؤساء العالم عبر رحلة الأمجاد الفنية التي صنعها عبد الوهاب بإخلاصه لفنه وجمهوره. من بينها: وسام الاستقلال الليبي عام 1955، ووسام الكوكب الأردني مرتين، ووسام من عمان يعتبر الأغلى؛ إذ تصل قيمته إلى المليون جنيه لأنه مصنوع من البلاتين ومرصع بالماس، إلى جانب وسام الأرز اللبناني مرتين، أولهما عام 1972 وثانيهما 1991 بعد وفاته ببضعة أشهر، وكذلك وسام من ولاية لوس أنجليس والتلفزيون العربي الأميركي، وعصا القيادة الموسيقية من لندن وهي مصنوعة من العاج الملبس بالفضة وقاد بها الفرقة الماسية.
وقبل أن تمر بالجناح الثاني، سوف تبهرك مجموعة من السيوف والخناجر المصنوعة من الذهب والفضة، مهداة له من الملك عبد العزيز آل سعود، والسلطان قابوس، ومنحوتة لمسجد قبة الصخرة المصنوعة من الصدف الطبيعي منحها له القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ويضم الجناح الثاني عدداً من غرف الفنان الخاصة مثل غرفة نومه ومكتبه الخاص ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه وبعض المتعلقات الشخصية التي أهدتها أرملته السيدة نهلة القدسي إلى دار الأوبرا. من بينها صوره العائلية وصوره مع كبار الفنانين من بينها صورته مع أم كلثوم، وتحمل الصورة تعليق «لقاء السحاب» الذي أطلق على لقائهما الأول في أغنية «أنت عمري». إلى جانب أول ميكروفون استخدمه عبد الوهاب عام 1934 في أول أغنية غناها في الإذاعة، وهو الميكروفون الذي ظل موسيقار الأجيال يصدح فيه حتى رحيله. فمن المعروف أن عبد الوهاب كان يعاني من الوسواس القهري فكان يحرص على ألا يستخدم أحد أدواته حتى الميكروفون!
في قاعة السينما، يمكنك مشاهدة عروض للأفلام التي قام محمد عبد الوهاب بتمثيلها وهي 9 أفلام حيث تعرض للزائرين على شاشات خاصة، ومنها: فيلم «الوردة البيضا» إنتاج عام 1933 و«دموع الحب» 1935، و«يحيا الحب» 1938، و«يوم سعيد» 1940، و«ممنوع الحب» و«رصاصة في القلب» 1944، و«لست ملاكا» 1946، وأيضا الفيلمين الذين ظهر فيهما كضيف شرف وهما: «غزل البنات» 1949 و«منتهى الفرح» 1963، هذا إلى جانب قاعة الاستماع والمشاهدة التي تضم مكتبة كاملة لأعماله من موسيقى وأغاني وأفلام وألبومات صوره الخاصة ومع الشخصيات العامة والفنانين ويمكن للزائر تصفحها من خلال برنامج قارئ إلكتروني تم تنفيذه على شاشات تعمل بنظام اللمس.
وفي إطار الاحتفال بذكرى عبد الوهاب، سوف يستقبل متحف الآلات الموسيقية الموجود أيضا بمبنى المعهد الجمهور مجانا. ويحتوي المتحف على مجموعة من الآلات القديمة والتي تم العثور عليها أثناء ترميم معهد الموسيقى العربية وتم تجديدها بعناية وتم عرضها طبقاً لطبيعتها وتتنوع بين الوتريات وآلات النفخ والإيقاع وغيرها وتوجد بجوار كل منها لوحة إرشادية تشرح موجز عن الآلة بالإضافة إلى جهاز يصدر صوتها ومنها الآلات النادرة، مثل: البيانو الذي يحتوي على الثلاث أربع تون والمخصص للمعزوفات الشرقية، توجد أيضاً آلة الكوتو اليابانية وآلة السينتار الهندية وآلة السانتور وآلة المندولين المعدنية التي عزف عليها محمد عبد الوهاب في أغنية عاشق الروح بفيلم «غزل البنات». رحل عبد الوهاب في يوم 3 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر يناهز التسعين عاما، لكنه سيظل أحد أعلام الموسيقى العربية بما أضفاه على الموسيقى العربية من طابع حداثي جعلها صالحة لكل العصور.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.