مراكز دينية محلية تتولى التجنيد... و80 دولاراً ثمن صمت الأهل

نازحون في مخيم قرب صنعاء أمس (رويترز)
نازحون في مخيم قرب صنعاء أمس (رويترز)
TT

مراكز دينية محلية تتولى التجنيد... و80 دولاراً ثمن صمت الأهل

نازحون في مخيم قرب صنعاء أمس (رويترز)
نازحون في مخيم قرب صنعاء أمس (رويترز)

أعلنت منظمة «العفو الدولية»، أمس، ظهور «أدلة جديدة على كيفية تجنيد الحوثيين الأطفال للقتال على خطوط المواجهة الأمامية» في اليمن. وأشارت إلى أن باحثيها تحدثوا إلى عائلات أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، جنّدهم الحوثيون في صنعاء الشهر الماضي.
وقالت في بيان نشرته أمس بالتزامن مع اتهامات الأمم المتحدة للحوثيين بتجنيد مئات الأطفال، إن العائلات علمت بتجنيد أطفالها، بعدما نبهها شهود عيان رأوهم وستة أطفال آخرين على الأقل يركبون حافلة في مركز محلي تابع للحوثيين منتصف فبراير (شباط) الماضي. وأضافت أن عائلات الأطفال الأربعة «تلقت لاحقاً أخباراً بأن أبناءها أرسلوا إلى مكان غير معلوم على الحدود اليمنية - السعودية».
وروت كيفية التجنيد، مشيرة إلى أن «ممثلين للحوثيين يديرون مراكز محلية تقيم أنشطة مثل الصلاة والدروس والمحاضرات الدينية، لتشجيع الأطفال والرجال على الانضمام إلى المعارك في الخطوط الأمامية». وقالت عائلات إن وتيرة التجنيد زادت مؤخراً في أحياء من صنعاء، بسبب تسرب غالبية الأطفال من النظام التعليمي.
وأشار أحد أقارب طفل مجند إلى أن «الحوثيين فرضوا حصصاً للتجنيد على ممثليهم المحليين الذين يواجهون أحياناً تهديدات من العواقب ما لم يحققوا النتائج المطلوبة».
ولفتت «العفو الدولية» إلى أن عائلات كثيرة تخشى من انتقام الحوثيين إذا جرأت وتحدثت عن تجنيد أطفالها. ونقلت عن شقيق صبي جنّده الحوثيون للقتال، قول إن «الصبية متحمسون لإطلاق النار من بنادق الكلاشينكوف وارتداء الزي العسكري... الحوثيون يأخذون واحداً من كل عائلة. وإذا مات الابن، يتلقى أبوه بندقية وراتباً شهرياً ليصمت».
وأوضحت أن الحوثيين «يستهدفون الأطفال الأكثر فقراً»، ويحاولون إغراء العائلات بالمال، إذ يتعهدون منحها عن كل طفل يُقتل راتباً شهرياً يتراوح بين 20 و30 ألف ريال يمني (بين 80 و120 دولاراً). كما يطبعون ملصقات تحمل اسم الأطفال القتلى وينشرونها في مناطقهم».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.