«غوغل» يحتفي بميلاد إيدهي (ملاك الرحمة)

تعرف على خمسة أشياء لأشهر فاعل خير في باكستان

غوغل يحتفي بأشهر فاعلي الخير الباكستانيين (صورة من غوغل)
غوغل يحتفي بأشهر فاعلي الخير الباكستانيين (صورة من غوغل)
TT

«غوغل» يحتفي بميلاد إيدهي (ملاك الرحمة)

غوغل يحتفي بأشهر فاعلي الخير الباكستانيين (صورة من غوغل)
غوغل يحتفي بأشهر فاعلي الخير الباكستانيين (صورة من غوغل)

يصادف الـ28 من فبراير (شباط)، الذكرى الـ 89 لولادة عبد الستار إيدهي مؤسسس إحدى أكبر المنظمات الخيرية في باكستان، وكان يشار إليه باسم "القديس الحي" من جانب الكثير من الدول الواقعة في جنوب آسيا. وخلد محرك البحث "غوغل" ذكراه عبر إضافة صوره الى رمز "غوغل" في أداة البحث.
عبد الستار إيدهي، باكستاني قضى حياته في العمل الخيري وأنشأ مؤسسة ضخمة للرعاية والإغاثة تقدم خدماتها داخل باكستان وخارجها، ولديها أسطول ضخم من سيارات الإسعاف.
حافظ إيدهي على مستوى بسيط من العيش، وكان يقطن مع أسرته في شقة ملاصقة للمقر الرئيسي لمؤسسته الخيرية، رغم الأموال الطائلة التي مرت بين يديه بفضل تبرعات المحسنين. ولم يكن يحصل على أي راتب من المؤسسة.
* المولد والنشأة
ولد عبد الستار إيدهي عام 1928 في منطقة صغيرة بقرية بانتفا بالقرب من جونا غار في ولاية غوجارات الهندية. تزوج عام 1965 من السيدة بلقيس، وهي ممرضة عملت إلى جانبه في المؤسسة الخيرية التي كان يشرف عليها وحملت اسمه، وله منها أربعة أطفال: بنتان وولدان.
* مسيرته الخيرية
بدأ اهتمام إيدهي بالعمل الخيري وهو في الحادية عشرة من العمر عندما أصيبت أمه بالشلل، ثم بمرض عقلي لاحقا، حيث تكلف بتنظيفها وتغيير ملابسها وتغذيتها بيده. فقد كانت تعتمد عليه كليا في كل شؤونها الخاصة، مما اضطره الى التخلي عن الدراسة وتكريس كل وقته لها.
أثرت هذه الحالة فيه بشكل بالغ، فبدأ إيدهي يفكر في آلاف الحالات المشابهة لحالة أمه، خاصة ممن لا يجدون من يعتني بهم. كما فكر أيضا في إنشاء سلسلة مستشفيات ومراكز صحية كفيلة بأن تخفف معاناة المرضى وعائلاتهم، ووضع حد للمعاملة السيئة التي يتلقاها الذين يعانون من أمراض عقلية.
انتقل إيدهي برفقة أسرته إلى باكستان عام 1947 بعد الانفصال عن الهند، وشرع يعمل بائعا متجولا في مدينة كراتشي. وبعد نحو سنتين، قرر أن ينشئ مركزا صحيا صغيرا بدعم من بعض من معارفه. وبذلك اقتحم عالم العمل الخيري التطوعي، ثم سرعان ما أنشأ وكالة متخصصة في العمل الخيري حملت اسمه "إيدهي تراست".
وبعد إطلاق نداء لجمع التبرعات، حصل إيدهي على مبلغ محترم خصصه لإنشاء مركز للولادة، وتجهيز المركز الصحي بسيارة إسعاف، مما شكل نافذة مهمة لسكان كراتشي ومحيطها وتقديم الخدمة الصحية لأكثر من عشرة ملايين شخص. ومع كل تبرع جديد كانت خدمات إيدهي الصحية تتوسع وتتنوع حتى أطلق عليه الناس لقب "ملاك الرحمة".
*أنشطة مؤسسة "إيدهي تراست"
شملت أنشطة مؤسسة إيدهي الخيرية؛ الأطفال المهملين. وإلى جانب مركز الولادة أسس إيدهي قسما لرعاية اليتامى الذين كانوا يطلقون عليه لقب "نانا" ويعني "الجد". كما تمتلك مؤسسته أسطولا من 1500 سيارة إسعاف، تشتهر بفعاليتها وسرعة وصولها إلى حيث تقع اعتداءات، بحيث أصبحت رمزا لمؤسسة ايدهي. وكان يقود سيارة الإسعاف بنفسه ويطوف على أحياء مدينة كراتشي لتقديم المساعدة الضرورية لمن يحتاجها.
* الجوائز والأوسمة
لم يحصّل إيدهي كثيرا من العلم، لكنه كان يرفع لواء خدمة "الإنسانية"، وقد رشح مرارا لنيل جائزة نوبل للسلام. وقد حصد ومؤسسته جوائز وأوسمة كثيرة، من بينها جائزة "رامون ماغسايساي" لدعم الخدمة العامة، وذلك في مانيلا بالفلبين عام 1986، إلى جانب جائزة "بالزان الدولية" عام 2000 في روما بإيطاليا، وذلك لدعمه العمل الاجتماعي الخيري التطوعي.
كما دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية عام 2000؛ لضمه أكبر أسطول سيارات إسعاف تطوعية في العالم (نحو 1500 سيارة إسعاف)، وحصل أيضا على جائزة السلام في مومباي الهندية عام 2004، وجائزة أخرى مماثلة للسلام في حيدر آباد عام 2005.
وفي عام 2009 حصل إيدهي على جائزة لجنة مادنجيت التابعة للـ"يونسكو" لدعمه للسلام، كما حصل عام 2007 على جائزة غاندي للسلام في دلهي الهندية.
*وفاته
بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي في الأشهر الأخيرة من عمره، رفض السفر إلى الخارج للعلاج مفضلا المستشفى العمومي المحلي، وتوفي في التاسع من يوليو (تموز) 2016. فيما قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في بيان إنه "إذا كان هناك أحد يستحق أن يلف بعلم الوطن الذي خدمه فإنه هو بالتأكيد، كنت أتمنى لو أنه حظي بقدر أكبر من التقدير في حياته، ولكن أقل ما يمكننا فعله هو أن نكرم حياة كان ملؤها العطف والرحمة".



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».