«زين السعودية» و«إريكسون» تتفقان على تطوير مراكز البيانات والخدمات السحابية

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركتي «زين السعودية» و«إريكسون» أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركتي «زين السعودية» و«إريكسون» أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«زين السعودية» و«إريكسون» تتفقان على تطوير مراكز البيانات والخدمات السحابية

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركتي «زين السعودية» و«إريكسون» أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركتي «زين السعودية» و«إريكسون» أمس («الشرق الأوسط»)

في خطوة من شأنها تعزيز حجم المنافسة في قطاع الاتصالات السعودي، أعلنت شركتا «زين السعودية» و«إريكسون» العالمية أمس الاثنين، عن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مراكز البيانات المتقدمة، التي تقدم أحدث تقنيات الاتصالات، مع دعم تقنيات التشغيل الآلي في الإدارة والمزامنة.
وتأتي هذه الاتفاقية التي وقعها أمس الرئيس التنفيذي لـ«زين السعودية» بيتر كالياروبولوس، ورئيس «إريكسون» في السعودية والأردن وفلسطين علي عيد، على هامش المؤتمر الدولي للاتصالات في برشلونة، الأمر الذي يشكّل خطوة مهمة لتطوير بنية تحتية حديثة تتسم بالذكاء والدينامكية.
وفي هذا الشأن، أكدت شركة «زين السعودية» أن توقيع مذكرة التفاهم الجديدة مع «إريكسون» تمثل خطوة هامة على صعيد تدعيم البنية التحتية من «إنتل» والتي تضمن الفاعلية في الأداء، حيث تتميز البنية التحتية بتصميم الوحدات المقسمة الهندسي للأجهزة، فيما تضمن عملية التحول تحقيق الاستفادة القصوى من حلول خدمات الحوسبة السحابية الخاصة والعامة، كما تدعم عملية التوزيع الآلي لمسار العمل عبر مختلف الأنظمة بمستوى عال من الخصوصية والأمان.
وتمكّن مراكز البيانات المتقدمة «زين السعودية» من تقديم خدمات تقنية المعلومات المتطورة المعتمدة على تقنيات الحوسبة السحابية لمشتركي قطاع الأعمال، بالإضافة إلى بناء قاعدة لأنظمة الحوسبة السحابية المتكاملة للاتصالات وتقنية المعلومات، وهي التقنية التي لم تكن متوفرة من قبل سوى لشركتي «غوغل» و«فيسبوك» بما تتمتع به من فعالية وقدرة على التشغيل الآلي، وهو ما ستستفيد منه «زين السعودية» ضمن مذكرة التفاهم الموقعة.
وأكد بيتر كالياروبولوس الرئيس التنفيذي لـ«زين السعودية» أن الشركة خطت بهذا التعاون مع «إريكسون» خطوة هامة في تطوير خدماتها لقطاع الأعمال عبر مبادرات تطوير خدمات الحوسبة السحابية لتقنية المعلومات ومراكز البيانات، مضيفاً أن «هذه الاتفاقية تعكس التوجهات الاستراتيجية لزين السعودية في الريادة على مستوى الخدمات الرقمية عبر الاستثمار في حلول وخدمات التي تقدمها إريكسون»، مبيناً أن ذلك يدعم أداء شركة «زين» لأدوارها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ضمن خطة التحول الوطني للمملكة العربية السعودية.
من جانبه كشف المهندس سلطان الدغيثر الرئيس التنفيذي للتقنية في «زين السعودية» أن الشركة تسعى لأن تكون إحدى الشركات الريادية في المنطقة، مبيناً أن تبني تقنيات (hyperscale) وتطبيقات البنية التحتية الموحدة في مجالات الحوسبة السحابية تعد من المبادرات الهامة بتحقيق طموحها الريادي.
وأوضح الدغيثر أن مزايا التشغيل الآلي والمزامنة الشاملة التي تتمتع بها خدمات وتقنيات «إريكسون»، ستمكن «زين» من تقديم خدمات تقنية معلومات فريدة لقطاع الأعمال، ومواصلة دورها القيادي في مجال الاتصالات تقنية المعلومات.
من جهته أوضح علي عيد، رئيس «إريكسون» في السعودية والأردن وفلسطين أن «إريكسون» تواصل من خلال مذكرة التفاهم شراكتها الطويلة مع «زين السعودية» وتوسيعها لتشمل خدمات تقنية المعلومات السحابية، مبيناً أن شركته ستعمل جنباً إلى جنب مع «زين» لتطوير خدمات الحوسبة السحابية العامة باستخدام أحدث التقنيات في مجال التشغيل الذاتي وخدمات التحول، فيما أكد عيد أن هذه الاتفاقية تعد خطوة هامة في مسيرة التعاون بين «إريكسون» و«زين السعودية».
وتأتي هذه التطورات الهامة في الوقت الذي أغلق فيه سهم شركة «زين السعودية» أمس، قريباً من مستويات 9 ريالات (2.4 دولار)، مبتعداً بنسبة 33.8 في المائة عن أدنى سعر تم تحقيقه خلال 12 شهراً، جاء ذلك عقب أن بدأت الشركة في الإعلان عن نتائج مالية تتسم بالإيجابية.
جدير بالذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، منحت الأسبوع الماضي شركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين) الترخيص الموحد ذا البنية التحتية.
ومن المتوقع أن تُحدث هذه التطورات المهمة أثراً إيجابياً على أداء شركة «زين السعودية» خلال الفترة المقبلة، حيث ستمتد منافسة الشركة في قطاع الاتصالات إلى تقديم خدمات الاتصالات الثابتة؛ مما يعطيها مساحة أكبر للسيطرة على جزء مهم من حصة السوق، خصوصا أنها نجحت خلال الفترة الماضية في الدخول منافسا قويا في قطاع الاتصالات المتنقلة.
وفي خطوة من شأنها تعزيز مستويات المنافسة في قطاع الاتصالات، كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية الأسبوع الماضي، عن أنها أصدرت الترخيص الموحد لشركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين)، وذلك بعد أن استكملت الشركة المتطلبات اللازمة للحصول على الترخيص من الهيئة مؤخراً.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».