مقتل نائب الظواهري بغارة جوية في سوريا

«أبو الخير المصري» مسؤول الأمور اللوجيستية في «القاعدة» توقع استهدافه في غارة «درون»

صورة من بوابة «إدلب» لسيارة أبو الخير التي استهدفتها طائرة درون أميركية («الشرق الأوسط»)
صورة من بوابة «إدلب» لسيارة أبو الخير التي استهدفتها طائرة درون أميركية («الشرق الأوسط»)
TT

مقتل نائب الظواهري بغارة جوية في سوريا

صورة من بوابة «إدلب» لسيارة أبو الخير التي استهدفتها طائرة درون أميركية («الشرق الأوسط»)
صورة من بوابة «إدلب» لسيارة أبو الخير التي استهدفتها طائرة درون أميركية («الشرق الأوسط»)

نعت حسابات للمتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، أبو الخير المصري، نائب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في سوريا. وقال ناشطون إن أبو الخير، قتل بغارة نفذتها طائرة «درون» أميركية من دون طيار، فوق محافظة إدلب أول من أمس، وقُتل «جهاديون» آخرون معه.
وقال أصوليون في لندن لـ«الشرق الأوسط»: «أبو الخير المصري نائب الظواهري هو عبد الله محمد رجب عبد الرحمن، ويعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، ومدرج على قائمة الإرهاب الصادرة عن الحكومة الأميركية عام 2005، وهو من مواليد شمال مصر عام 1957». وسافر أبو الخير مع أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الحالي إلى السودان، مطلع التسعينات، ومنها إلى أفغانستان، إذ انضما إلى رجال أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» الراحل الذي قتلته القوات الخاصة الأميركية في أبوت آباد الباكستانية عام 2011. من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو الخير المصري في غارة نفذتها طائرة «درون» أميركية في شمال غربي سوريا.
وأوضح رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الألمانية أن المصري هو نائب الظواهري.
وأضاف أنه يُعتقد أن طائرة أميركية دون طيار نفذت الغارة بالقرب من معسكر المسطومة بريف إدلب.
ونشرت هيئة تحرير الشام بياناً أكدت فيه مقتل المصري في «غارة صليبية». وهيئة تحرير الشام هي تحالف تشكل أخيراً في سوريا بقيادة «فتح الشام»، وهي جبهة النصرة سابقاً التابعة لتنظيم القاعدة.
وأفادت صفحة «بوابة إدلب» على «فيسبوك» بمقتل أبو الخير المصري، وشخص آخر كان برفقته، إثر استهداف سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من قبل طائرة دون طيار تابعة للتحالف الدولي.
من جهته، قال ياسر السري مدير «المرصد الإسلامي» بلندن، وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، وبرز اسم أحمد حسن أبو الخير المصري في العام الماضي، حينما نشر تنظيم القاعدة رسالة صوتية له، أعطى فيها مجلس شورى «جبهة النصرة»، المجال لفك الارتباط بـ«القاعدة»، وتغيير الاسم فيما بعد. وأرسل السري رابط الرسالة الصوتية عبر قناة «المنارة البيضاء» التابعة للتنظيم، وقال إن الشخص الثاني الذي قتل مع أبو الخير المصري هو أحد عناصر هيئة تحرير الشام، ويدعى هاني مصطفى مطر، من بلدة محمبل بريف إدلب. وقال أبو الخير في بيانه الصوتي: «بعدما تزايدت الدعوات المطالبة بهذه الخطوة لتفادي عملية عسكرية أميركية - روسية، قد تدفع ثمنها باقي جماعات المعارضة المقاتلة في سوريا، نرحب بأي قرار يتخذه الإخوة في الشام يحفظ دماءهم وجهادهم». وأضاف: «بوسع جبهة النصرة اتخاذ أي خطوات لازمة للحفاظ على المعركة في سوريا، ولا تنبغي قيادة الجماعة بعقلية الجماعة والتنظيم دون تفريق». من جهته، كشف د. هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن لـ«الشرق الأوسط» أن أبو الخير أفرج عنه من إيران عام 2015 في صفقة تبادل مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني مخطوف لدى «القاعدة» في اليمن، وأفرج في الصفقة نفسها عن سيف العدل المسؤول العسكري لـ«القاعدة» الذي كان محتجزاً أيضاً في إيران. وقال السباعي إن أبو الخير كان مدرجاً أيضاً معه في قضية «العائدون من ألبانيا» خلال فترة التسعينات في مصر ضمن 107 متهمين، وصدر فيها 8 أحكام بالإعدام، وتصدر القضية أيمن الظواهري وشقيقه محمد، فيما صدر حكم ضد السباعي بالمؤبد، وكان أبو الخير أحد الذين صدر ضدهم حكم بالإعدام غيابياً من محكمة هايكستب العسكرية.
إلى ذلك، قال الشرعي المصري المستقل في الشمال السوري شريف هزاع في تغريدات نشرها على حسابه في «تويتر»: «استهداف أبو الخير المصري الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد، ونائب الدكتور أيمن الظواهري». وأضاف: «رحم الله أبو الخير المصري، قال لي من أيام: أنا أنسى حمل مسدسي لأني منتظر الاستهداف من الطائرة». وبحسب مصادر الأصوليين في لندن، يعد أبو الخير المصري مسؤولاً عن التنقل والأمور اللوجيستية والمصروفات التي يقدمها عملاء «القاعدة»، ممن يتم إرسالهم بمهام خارجية، وهو مقرب جداً من زعيم تنظيم القاعدة الظواهري، حيث كان ضمن مجموعة الظواهري «الجهادية» في مصر، منذ أواخر الثمانينات. واعتقل أبو الخير من قبل السلطات الإيرانية، قبل أن يطلق سراحه عام 2015، ولا تزال ظروف اعتقاله غير معروفة تماماً، إلا أنه وبحسب إفادة سليمان أبو الغيث صهر بن لادن، عضو «القاعدة» السابق للمحققين الأميركيين، فإن أبو الخير المصري وعدداً من قادة «القاعدة»، اعتقلوا في شيراز بإيران عام 2003، واحتجز في مبنى تابع للمخابرات الإيرانية لعامين، قبل أن يتم نقله إلى مسكن داخل مجمع عسكري تابع للحرس الثوري في طهران، إلى جانب أفراد من أسرة بن لادن بمن فيهم حمزة نجل بن لادن، قبل أن يطلق سراحه في مارس (آذار) 2015. وعلى مدار عام على الأقل، رأت الاستخبارات الأميركية أن أبو الخير المصري هو خليفة محتمل لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، بعد مقتل نائبه السابق وزعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي، في غارة في اليمن عام 2015.
وفي مصر صدر حكم بالإعدام ضد أبو الخير، فهو من أبرز القيادات التي حوكمت غيابياً في القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية في مصر، التي اشتهرت إعلامياً باسم «العائدون من ألبانيا» التي صدر فيها 9 إعدامات لهاربين، واحتل اسم أبو الخير رقم 12 على لائحة القضية التي شملت 107 من قيادات الأصوليين في مصر، ونظرتها المحكمة العسكرية العليا في قاعدة الهايكستب شمال القاهرة عام 1999م، وصدر ضد أبو الخير عضو مجلس شوري جماعة «الجهاد» حكم الإعدام غيابياً في القضية نفسها.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.