السراج يستبق زيارة موسكو بالتحذير من {عسكرة الدولة}

استبق رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج، زيارته المرتقبة لموسكو نهاية الأسبوع، بالتحذير من «محاولة يائسة لعسكرة الدولة وإعادة إنتاج حكم أمني ديكتاتوري».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن زيارة السراج ستتم خلال أيام، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ويُنظر إلى هذه الزيارة باعتبارها خطوة قد تنهي الجمود بين السراج وقائد الجيش في شرق البلاد المشير خليفة حفتر، علماً بأن الأول أعرب أخيراً عن أمله بأن تلعب موسكو دور الوسيط بينهما.
وتحدث السراج أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس، عن «الأهمية الخاصة» التي يوليها «لوضع وتنفيذ برنامج فعّال لنزع سلاح المقاتلين والتسريح وإعادة الإدماج، والعمل على بناء مؤسسات الجيش والشرطة». ودعا المجتمع الدولي إلى «دعم الجهود المبذولة لتعزيز المؤسسات الوطنية»، محذراً من «محاولة يائسة لعسكرة الدولة وإعادة إنتاج حكم أمني ديكتاتوري».
وأعلن «هزيمة تنظيم داعش الذي مارس أبشع الجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان في مدينة سرت»، مشيراً إلى بدء عودة العائلات النازحة إلى ديارها. ودعا الدول التي لديها أصول أو أموال ليبية «من مصادر غير مشروعة»، إلى تقديم المساعدة لتعقبّها واستردادها.
وبعد يومين فقط من التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار في ضاحية أبو سليم جنوب طرابلس، اندلعت اشتباكات جديدة على نحو مفاجئ في محيط معسكر اليرموك «الحرس الوطني» في منطقة خلة الفرجان في جنوب المدينة أيضاً، في مؤشر جديد على التحديات الأمنية التي تواجهها حكومة السراج في ظل وجود الميليشيات التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة منذ نحو عامين.
وشهدت الشوارع المؤدية إلى المعسكر الجانب الأكبر من هذه الاشتباكات، التي يعتقد أنها ناجمة عن الصراع بين ميليشيات موالية لحكومة السراج وميليشيات موالية لحكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها خليفة الغويل وتتبع المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته في طرابلس. وأظهرت صور تعرض منازل في منطقة الاشتباكات لأضرار جسيمة. لكن لم تعلن أي جهة طبية أو أمنية سقوط قتلى أو جرحى.
واعتبر مفتي ليبيا المعزول الشيخ الصادق الغرياني، أن ما جرى من اشتباكات عنيفة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في منطقة أبو سليم هو «عقوبة ربانية مستحقة»، بسبب ما وصفه بـ«كثرة الموبقات». وقال في مقال أمس إن «أبرز هذه الموبقات سياسيون ونخب ونسبة كبيرة ممن بيدهم السلاح، ينامون على المعاصي ويصبحون عليها، إضافة إلى التخلي عن المظلومين والمستضعفين في بنغازي، وتركهم لآلة البطش... ثم في طرابلس، سكوت مذنب ومهادنة لقطاع الطرق الخاطفين للأبرياء والعلماء والثوار الصادقين الشرفاء».