إبراهيموفيتش صفقة الموسم في الدوري الإنجليزي

تأثيره الإيجابي على مانشستر يونايتد ظهر سريعاً وأهدافه الحاسمة جعلته يدخل قلوب الجمهور في كل مكان

إبراهيموفيتش بعد إحرازه هدف الفوز الحاسم في  مرمى ساوثهامبتون بنهائي كأس المحترفين (إ.ب.أ)  -  إبراهيموفيتش يحتفل بكأس المحترفين الإنجليزية (أ.ب)
إبراهيموفيتش بعد إحرازه هدف الفوز الحاسم في مرمى ساوثهامبتون بنهائي كأس المحترفين (إ.ب.أ) - إبراهيموفيتش يحتفل بكأس المحترفين الإنجليزية (أ.ب)
TT

إبراهيموفيتش صفقة الموسم في الدوري الإنجليزي

إبراهيموفيتش بعد إحرازه هدف الفوز الحاسم في  مرمى ساوثهامبتون بنهائي كأس المحترفين (إ.ب.أ)  -  إبراهيموفيتش يحتفل بكأس المحترفين الإنجليزية (أ.ب)
إبراهيموفيتش بعد إحرازه هدف الفوز الحاسم في مرمى ساوثهامبتون بنهائي كأس المحترفين (إ.ب.أ) - إبراهيموفيتش يحتفل بكأس المحترفين الإنجليزية (أ.ب)

صرح كثيرون من أصدقاء نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي واين روني لوسائل الإعلام، دون الكشف عن هويتهم، بأن اللاعب غير سعيد بوضعه الحالي في ترتيب المهاجمين الذين يعتمد عليهم النادي. ومن السهل للغاية معرفة السبب وراء هذا الغضب، لأن فقدان أي مهاجم في الثلاثينات من عمره لمركزه الأساسي يكون بمثابة خطر كبير على مستقبله الكروي. ولعل الشيء الذي يزيد من الغضب في حالة روني هو أنه قد فقد مركزه لصالح لاعب يكبره بـ4 سنوات، وهو النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
ولكن لا يحق لروني، في حقيقة الأمر، أن يتذمر من ذلك، لا سيما أن المدير الفني لمانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، أبقى عليه قائداً للفريق، ومنحه وقتاً كبيراً للمشاركة في المباريات، حتى تمكن من أن يكسر الرقم المسجل باسم أسطورة النادي بوبي تشارلتون، ويصبح الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد عبر العصور. لقد بدأ روني الموسم وفي حوزته 245 هدفاً، قبل أن يحرز 5 أهداف، ويرفع حصيلته التهديفية مع النادي إلى 250 هدفاً. أما العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، فقد نجح في تسجيل 26 هدفاً خلال الفترة نفسها.
وخلال مسيرته الطويلة مع مانشستر يونايتد، لم ينجح روني في تجاوز عدد الأهداف التي سجلها إبراهيموفيتش هذا الموسم سوى مرتين، وكان ذلك قرب نهاية ولاية المدير الفني الأسطوري للفريق السير أليكس فيرغسون، عندما كان روني في منتصف العشرينات من عمره، وفي أوج عطائه الكروي.
كان الجميع يعرف أن إبراهيموفيتش سيكون مفيداً للغاية في مانشستر يونايتد، للدرجة التي جعلت كثيرين يعقدون مقارنات بينه وبين النجم الفرنسي السابق للفريق إريك كانتونا. وبعد السنوات العجاف للمدير الفني الهولندي لويس فان غال مع الفريق، جاء مورينيو بدهائه ليعقد صفقة من العيار الثقيل مع العملاق السويدي الذي يحظى بحب الجمهور في كل مكان، لأنه من نوعية اللاعبين الحقيقيين الذين يعتمد عليهم أي فريق.
لكن الشيء الذي لم يكن يتوقعه الجميع هو أن يتفوق النجم السويدي على جميع مهاجمي مانشستر يونايتد، للدرجة التي جعلت المهاجمين الشباب الواعدين يجلسون على مقاعد البدلاء وهو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، على الرغم من أنه في الخامسة والثلاثين من عمره. لقد تحول مانشستر يونايتد إلى فريق يعتمد بالكامل على زلاتان إبراهيموفيتش.
من المستبعد أن يحصل مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، نظراً لأن هناك 5 فرق قوية تسبقه في جدول الترتيب، بالشكل الذي يجعله يكافح من أجل إنهاء الموسم ضمن المراكز الـ4 الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، لكن إبراهيموفيتش بمعدله التهديفي الحالي سيتمكن من الوصول لحاجز الـ30 هدفاً التي أحرزها النجم الهولندي روبن فان بيرسي، التي ساهمت بقوة في حصول الشياطين الحمر على آخر لقب للدوري الإنجليزي عام 2013. ولم يكن غريبا الآن أن يرى كثيرون، حتى خارج مانشستر يونايتد، أن النجم السويدي هو أفضل صفقة في الدوري الإنجليزي خلال هذا الموسم.
قد تجب الإشارة أيضًا إلى نغولو كانتي، وقدرته على الدخول في منافسة مع إبراهيموفيتش على لقب أفضل صفقة في الدوري الإنجليزي، خصوصاً إذا نجح النجم الفرنسي في قيادة تشيلسي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ليكون بذلك قد حصل على اللقب للعام الثاني على التوالي، بعد فوزه به العام الماضي مع ليستر سيتي، لكن الحقيقة هي أن تأثير كانتي مع تشيلسي لم يكن بقدر تأثير إبراهيموفيتش في مانشستر يونايتد.
وكما رأينا الأسبوع الماضي، أمام بلاكبيرن، كان مانشستر يونايتد شاحباً للغاية في شوط المباراة الأول، قبل دفع مورينيو بالنجم السويدي الذي أحرز هدف الفوز، وقاد فريقه للوصول إلى دور الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي، وتكرر الأمر في نهائي كأس رابطة المحترفين، أول من أمس، فقد سجل إبراهيموفيتش هدفين من ثلاثية فريقه، ليرفع المعاناة عن يونايتد، خصوصاً عندما كانت النتيجة التعادل 2 / 2.
وشبه أسطورة مانشستر يونايتد ريان غيغز النجم السويدي بإريك كانتونا، بعد أسبوع سجل خلاله إبراهيموفيتش 3 أهداف في مرمى سانت اتيان الفرنسي في الدوري الأوروبي، قبل أن يقود الشياطين الحمر للتأهل للدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، ثم التتويج بكأس المحترفين. كما أشاد بول سكولز بالنجم السويدي، وقال إنه يقود خط هجوم مانشستر يونايتد بكل قوة، لكن من الظلم أن نتوقع منه الاستمرار في إحراز معظم أهداف الفريق.
وأعرب سكولز عن رغبته في أن يتعاقد مانشستر يونايتد مع نجم أتليتكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان كمهاجم ثان، كما أشار أيضًا إلى رغبته في تعاقد النادي مع نجم مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو. وفي حال حدوث ذلك، سيكون من الرائع مشاهدة هذا الخط الهجومي الناري، على الرغم من أنه لن يستمر طويلاً بسبب تقدم إبراهيموفيتش في السن. وإذا كان مانشستر يونايتد يرغب في التعاقد مع لاعب بحجم غريزمان، فيتعين عليه أن يضمن المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا.
لقد اعتاد إبراهيموفيتش على الصعود لمنصات التتويج، والحصول على الألقاب والبطولات، مع جميع الأندية التي لعب لها، وكان البلد الوحيد الذي لعب به إبراهيموفيتش ولم يحصل على ألقاب هو بلده الأم السويد، عندما كان يلعب في نادي مالمو، قبل انتقاله إلى أياكس أمستردام الهولندي. وقد حاول المدير الفني لآرسنال آرسين فينغر التعاقد مع إبراهيموفيتش في البداية، لكن أياكس أمستردام نجح في التعاقد مع اللاعب دون إخضاعه لفترة اختبار، بناء على توصية من المدير الفني الهولندي القدير ليو بينهاكر.
وبعد فوزه بالدوري الهولندي مع أياكس أمستردام، تحت قيادة المدير الفني الهولندي رونالد كومان، انتقل إبراهيموفيتش إلى إيطاليا، وحصل على لقب الدوري الإيطالي مع كل من إنترناسيونالي وميلان، كما سبق أن حصل على اللقب مع يوفنتوس، أثناء ما يعرف بفضيحة «الكالتشيوبولي» التي تتعلق بترتيب نتائج مباريات في الدوري الإيطالي. كما لعب العملاق السويدي لنادي برشلونة، وحصل معه على لقب الدوري الإسباني، لكنه لم يشعر بالراحة مطلقاً مع طريقة الـ«تيكي تاكا» التي كان يطبقها المدير الفني السابق للفريق الكتالوني جوسيب غوارديولا، قبل أن يرحل إبراهيموفيتش عن «كامب نو» بعد عامين. وفي باريس سان جيرمان، حصل العملاق السويدي على 4 ألقاب للدوري الفرنسي، ليرفع حصيلة الألقاب التي حصل عليها إلى 13 لقباً في 4 بلدان مختلفة. ورغم أن الجميع كان يعتقد أنه سينهي مسيرته الكروية في فرنسا، فاجأ إبراهيموفيتش الجميع بانتقاله إلى الدوري الإنجليزي، عبر بوابة مانشستر يونايتد.
وقال إبراهيموفيتش، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «ما دام الناس يريدونني، سوف أبذل ما في وسعي، سوف أسافر بمفردي وأغزو أي مكان أذهب إليه، فلم أكن يوماً ما من نوعية اللاعبين الذين يجلسون وينتظرون أمهاتهم كي تطهي لهم الطعام».
وأضاف: «لا تتسم الأمور بالسهولة دائماً، لكن لو كنت أريد أن يسير كل شيء بسهولة ويسر لبقيت في مالمو دائماً. كنت أعرف أنه سيكون من الصعب على لاعب في الخامسة والثلاثين من عمره أن يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكني لست ذاك الرجل الذي يرفض أي تحد جديد».
ورغم أن الأمر صعب للغاية حقاً، فإن إبراهيموفيتش جعله يبدو سهلاً، بفضل تألقه اللافت خلال الستة أشهر التي قضاها حتى الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، للدرجة التي جعلت زملاءه في الفريق يتحولون إلى مشجعين له، إذ يقول كريس سمولينغ: «أعتقد أنه اللاعب الأفضل في الوقت الحالي. ولا أعتقد أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين يمكنهم القيام بما يفعله داخل منطقة الجزاء. إنه لأمر رائع أن يكون لديك لاعب تعتمد عليه في إحراز الأهداف، وهو لاعب يبحث عن الفوز بالفطرة. إنه لاعب بمقومات رائعة، فهو يكره الخسارة، لكنه ليس لاعباً عدائياً. ورغم أنه يبدو جاد للغاية من الخارج، فهو يتسم بروح الدعابة. إنه يحب أن يمزح مع الآخرين، لكنه محترف حقيقي».
وأضاف سمولينغ: «لديه وقت للجميع، وحتى الأطفال الذين يأتون في التدريبات لا يتجاهلهم على الإطلاق. إنه شخص رائع في غرفة خلع الملابس. أما داخل الملعب، فأنا محظوظ للغاية لمجرد أنني ألعب أمامه في التدريبات. من الصعب للغاية أن توقفه». وخلاصة القول، قد يجب أن نعترف جميعاً بأن مانشستر يونايتد في وضعه الحالي يعد تجسيداً حياً لعصر السلطان زلاتان إبراهيموفيتش.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.