البشير يفرج عن تشيكي مدان بـ«التجسس»

وزيرا الخارجية السوداني والتشيكي خلال مؤتمرهما الصحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الخارجية السوداني والتشيكي خلال مؤتمرهما الصحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

البشير يفرج عن تشيكي مدان بـ«التجسس»

وزيرا الخارجية السوداني والتشيكي خلال مؤتمرهما الصحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الخارجية السوداني والتشيكي خلال مؤتمرهما الصحافي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

أصدر الرئيس السوداني قراراً بالإفراج عن التشيكي المحكوم عليه بالسجن المؤبد لإدانته بـ«التجسس» بيتر ياسيك، بالتزامن مع زيارة لوزير خارجية التشيك لوبومير زاوراليك إلى الخرطوم، بحث خلالها مع نظيره السوداني إبراهيم غندور، أمس، قضية ياسيك.
وقال غندور، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشيكي، إن البشير أصدر قراراً بإطلاق سراح ياسيك «تقديراً للعلاقات التاريخية بين السودان ودولة التشيك». وأضاف أن «الرئيس وهو يصدر هذا القرار رعى فيه العلاقات بين البلدين، وهذا يصدر عن نفس متسامحة، ومن رئيس عرف بأنه يقدر العلاقات الثنائية مع البلدان المختلفة، ونحن نتطلع إلى أن تكون هذه الزيارة بداية لعلاقة متميزة». وأوضح أن الوزير التشيكي سيستلم مواطنه ليغادر معه إلى بلاده.
وقال زاوراليك: «أنا سعيد بأن يشهد اليوم إسدال الستار على هذه القضية غير السعيدة... هناك سوء فهم في هذا الموضوع، ولكن القضية انتهت بالإفراج عن ياسيك، وأقدر موقف السودان هذا». وكانت وزارة الخارجية التشيكية قد وصفت التهمة التي أدين بها ياسيك الشهر الماضي بأنها «لا أساس لها»، واستنكرت الحكم عليه.
وأوقف ياسيك في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بعد أربعة أيام من دخوله البلاد. وأدانته محكمة جنايات الخرطوم الشهر الماضي بتهم «التجسس، وإثارة الكراهية ضد الطوائف، ودخول البلاد بصورة غير مشروعة، ونشر أخبار كاذبة، وتصوير أماكن عسكرية، والعمل لمنظمة طوعية غير مسجلة رسمياً». وحكمت عليه بالسجن المؤبد، وهو حسب القانون السوداني 20 عاماً، وبدفع غرامة قدرها 15 ألف دولار.
إلى ذلك، أكد وزير النفط والغاز السوداني محمد زايد عوض أن وفد المستثمرين الأميركيين الذي يزور بلاده حالياً «أبدى رغبته في الاستثمار في مجالات الطاقة والبترول والغاز»، وأن وزارته أعدت دراسات الجدوى لمشروعات تطرح في عطاء عالمي تعد له الوزارة. ورحب بـ«رغبة الشركات الأميركية في الاستثمار في قطاعي النفط والغاز»، خلال استقباله الوفد.
وقال عوض إن «الشركات الأميركية لها السبق في استكشاف البترول في السودان». وعرض مع الوفد «إمكانيات قطاع التعدين الواعدة في مجالات الاستكشاف النفطي وإنتاج الغاز، ومعالجة الغاز المصاحب من الحقول المنتجة، وتشييد المصافي والمستودعات والمنشآت النفطية الأخرى مثل أنابيب نقل الخام والمشتقات النفطية التي تربط مدن البلاد وأماكن الاستهلاك في القطاعين الزراعي والصناعي».
وكان البشير التقى الوفد الأميركي أول من أمس، وأكد «اهتمامه بكل المستثمرين، ورغبة الحكومة في تطوير مناخ الاستثمار»، وفقاً لوزير الدولة في وزارة الاستثمار. وقال عضو الوفد كريك لوفونيل إنه ومجموعة من رجال الأعمال يزورون السودان «لاستكشاف فرص الاستثمار». وأضاف أن «اللقاء مع الرئيس البشير كان لإخطاره بأننا أتينا للاستثمار، ولطرح الميزات التجارية والتقنية الأميركية للسودان... كان الرئيس لطيفاً جداً وأخطرنا بأنه يريد أن يرى علاقات أفضل بين بلدينا، وهذا ما نسعى إليه لنشهد علاقات أفضل بين هذا الجزء من أفريقيا وأميركا». وأعرب عن اهتمام الوفد بالاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والنقل والطيران والمعادن والنفط والغاز والخدمات الفنية، مشيراً إلى أن «الشركات الأميركية تتمتع بخبرات وكفاءات فنية عالمية عالية في المجالات كافة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.