«إيراسموس» للتبادل الجامعي... أداة تجمّع الأوروبيين وقد تستبعد بريطانيا

برنامج استفاد منه أكثر من مليوني طالب

«إيراسموس» للتبادل الجامعي... أداة تجمّع الأوروبيين وقد تستبعد بريطانيا
TT

«إيراسموس» للتبادل الجامعي... أداة تجمّع الأوروبيين وقد تستبعد بريطانيا

«إيراسموس» للتبادل الجامعي... أداة تجمّع الأوروبيين وقد تستبعد بريطانيا

تعود برامج التبادل الطلابي بين الجامعات إلى نشأة الجامعات تاريخيا، وهي برامج لم تلتزم بدول أو جامعات معينة، وتركت الخيار للطلبة أنفسهم لكي يقضوا عاما دراسيا أو أكثر في رحاب جامعة أو جامعات أخرى يكتسبون منها خبرات متعلقة بدراساتهم، تعود عليهم بفوائد قد لا تكون متاحة في الجامعة الأم.
ولكن برنامج «إيراسموس» الأوروبي يختلف عن كل تلك البرامج؛ فهو نشأ في عام 1987 بعد برامج تجريبية أصغر حجما بهدف تبادل الطلاب والأساتذة بين الجامعات الأوروبية ضمن جهود التكامل الأوروبي. ولذلك؛ فالبرنامج بدأ حياته موجها للأوروبيين فقط دون غيرهم، ولم ينفتح على دول العالم الأخرى حتى القريبة منه، مثل دول جنوب المتوسط إلا قبل ثلاثة أعوام.
* منح من الاتحاد
ورغم اعتراض بعض الجامعات الأوروبية العريقة، خصوصا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على البرنامج؛ لأن لديها برامج تبادل طلابي خاصة بها، فإن محكمة العدل الأوروبية اعتمدت البرنامج والتحق به نحو أربعة آلاف طالب أوروبي في أول سنوات تعميمه في 1987، وارتفع رقم المشاركة تدريجيا حتى بلغ 150 ألف طالب وطالبة، أي بنسبة واحد في المائة من مجموع الطلاب الأوروبيين في عام 2006، ثم إلى 678 ألف طالب أوروبي في عام 2015. وهو رقم قياسي. واستفاد منذ نشأة البرنامج أكثر من مليوني طالب في أوروبا تلقوا جميعا منحا من الاتحاد الأوروبي. وكانت أهم وجهات السفر ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، بينما كانت أكبر وجهات إرسال الطلاب من فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
وهناك الكثير من الدراسات التي تناولت برنامج «إيراسموس» بالتحليل، منها ما انتقد بعض توجهاته لأنه على رغم محاولات توسيع مجاله فإنه يتيح الفرصة أكثر للقادرين ماليا من طبقات متوسطة وعليا. كما أشارت دراسة أخرى إلى أن البرنامج لا يساهم في التكامل الأوروبي؛ لأنه يتوجه إلى طبقة الطلاب الجامعيين وحدها من الذين هم أكثر اقتناعا بالفكرة. كما كشفت دراسة أخرى عن أن البرنامج يفضل الطلاب متوسطي التحصيل على الطلاب المتفوقين.
* فرصة للاندماج
يضمن البرنامج أن الفترة التي يقضيها الطالب في الخارج للدراسة في جامعة أخرى ستحسب له أكاديميا، وتعترف بها جامعته الأصلية عند عودته. كما لن يتحمل الطلبة المشاركون في البرنامج أي تكاليف إضافية؛ لأن البرنامج يوفر لهم منحا تغطي تكاليف السفر والإقامة. ولا يدفع الطلاب مصروفات إضافية في الجامعات التي اختاروها للدراسة فيها.
وللكثير من الطلبة الأوروبيين تمثل المشاركة في برنامج «إيراسموس» أول تجربة للمعيشة والدراسة في بلد آخر، وتعد هذه التجربة من أهم جوانب تشجيع الإقبال على البرنامج. ويشجع البرنامج على اندماج الطلبة في البلد المضيف وعلى الاندماج الأوروبي؛ لأنه يتيح الدراسة في الخارج من دون التكاليف الإضافية المصاحبة لهذه التجربة. وهو غير متاح للطلبة الذين يختارون السفر إلى خارج القارة الأوروبية.
ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يقود هذا البرنامج إلى جيل أوروبي جديد تكون له توجهات أوروبية في المستقبل، وتكون له القدرة على توحيد وتكامل القارة الأوروبية. وفي العام الأكاديمي الماضي كان الطلاب الملتحقون بالبرنامج يحصلون على ما بين 250 و300 يورو شهريا للدراسة في الخارج. لاويعود اسم البرنامج إلى اسم الفيلسوف الهولندي ديسداريوس إيراسموس (1466 - 1536) الذي عاش في روتردام، وكان من علماء عصر النهضة الأوروبي، وكان من أهم مطوري العلوم الإنسانية. وطاف إيراسموس بأنحاء أوروبا وتوفي في مدينة بازل السويسرية، وترك ثروته لجامعتها.
* إيراسموس بلس
وفي عام 2014 تم توسيع البرنامج من حيث الميزانية ومجال النشاط لكي يشمل إلى جانب الدراسات الأكاديمية التدريب والرياضة والشباب، كما ضم إليه الكثير من البرامج الأوروبية المشابهة التي كانت تعمل تحت أسماء مثل «ليوناردو دافنشي» و«تيميس» و«غرونتفيك» و«إيديولنك».
ويضم البرنامج الموسع حاليا 28 دولة أوروبية، إضافة إلى كل من تركيا، وأيسلندا، ومقدونيا، والنرويج وليخشنتشاين. وتم تجميد عضوية سويسرا في عام 2015 بعد التصويت فيها على تحديد الهجرة إليها من دول الاتحاد الأوروبي. ولذلك؛ لا يستطيع الطلبة السويسريون التقدم للالتحاق بالبرنامج، كما لا يمكن لسويسرا أن تستقبل طلبة أوروبيين ضمن قواعد «إيراسموس».
ويسمح البرنامج للأوروبيين بالدراسة أو التدريب أو العمل أو التطوع في الدول الأوروبية الأخرى. ويمثل العام الحالي الذكرى الثلاثين لتأسيس البرنامج. ويضم البرنامج الموسع الكثير من الدول الشركاء من خارج أوروبا، منها دول غرب البلقان مثل ألبانيا، وصربيا، والبوسنة، وكوسوفو والجبل الأسود، ودول شرق أوروبا مثل أرمينيا، وأذربيجان، وبيلاروس، وجورجيا، ومولدوفا وأوكرانيا، ودول جنوب المتوسط مثل والجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا ولبنان. وتنضم سويسرا إلى مجموعة الدول الشركاء بعد استبعادها من عضوية البرنامج الأصلي لتحديدها الهجرة الأوروبية إليها.
* «إيراسموس موندوس»
ومنذ عام 2009 بدأ الاتحاد الأوروبي بإضافة برنامج آخر يوفر المنح التعليمية والتعاون الأكاديمي مع دول من خارج الاتحاد الأوروبي، وأطلق عليها اسم برنامج «إيراسموس موندوس». ويساهم البرنامج في تعزيز الشراكات بين الجامعات الأوروبية وغيرها من جامعات العالم للتنسيق في برامج التبادل على مستويات التعليم الجامعي والتعليم العالي، وتوفير منح التعليم والتأمين خلال فترات الدراسة للمشاركين في البرنامج.
* «بريكست» وخطر الاستبعاد
في الوقت الحاضر، تواجه بريطانيا خطر الاستبعاد من برنامج التبادل الجامعي «إيراسموس» بعد تصويتها على الخروج من الاتحاد الأوروبي، المعروف اصطلاحا باسم «بريكست». وكانت بريطانيا حتى بداية هذا العام من أنشط الدول المشاركة في البرنامج، سواء بإرسال طلابها للتعلم في دول أوروبا، أو باستقبال الطلاب الأوروبيين في جامعاتها.
وتقول مديرة الفرع البريطاني للبرنامج الأوروبي «إيراسموس»، روث سنكلير جونز، إن البرنامج يواجه «لحظة حزينة من عدم وضوح الرؤية بعد 30 عاما من الإثراء الأكاديمي للمشاركين فيه». ويشعر جميع المساهمين والمنظمين في البرنامج من البريطانيين بالحزن الشديد من الاحتمال شبه المؤكد لاستبعاد بريطانيا من البرنامج وترحيلها إلى مصاف الدول المتعاونة فقط، مثل سويسرا.
ومن المرجح أن يكون لاستبعاد بريطانيا من «إيراسموس» تأثيرا سلبيا على الطلبة البريطانيين من حيث حجم المصروفات الجامعية المطلوبة منهم وحجم المنح الدراسية التي يستفيدون منها ومنح الأبحاث العلمية المتاحة. ومنذ نشأة البرنامج في عام 1987 استفاد منه نحو 200 ألف طالب بريطاني كان الاتحاد الأوروبي يتكفل بدفع مصروفاتهم.
أكدت سنكلير جونز، أن هؤلاء الذين التحقوا بالبرنامج فعلا أو الذين تقدموا للالتحاق به في العام الحالي لن يتأثروا بمجريات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن الموقف يبقى غير معروف على المدى الطويل مع استمرار المشاورات بين الفرع البريطاني والاتحاد الأوروبي فيما يلي عام 2017 من دون اعتماد طلبات التحاق جديدة.
وتقول سنكلير جونز التي تدير البرنامج من مقر المجلس البريطاني في لندن، إن الاهتمام ببرنامج «إيراسموس» من داخل بريطانيا ازداد في السنوات الأخيرة. ووصلت طلبات الالتحاق بالجامعات الأوروبية من داخل بريطانيا إلى 7500 طلب في عام 2007، ثم تضاعف إلى 15 ألف طلب في عام 2013.
ومن الغريب أن بروفسور بريطاني هو الدكتور هيويل سيري جونز كان وراء تأسيس برنامج «إيراسموس» في مراحله الأولى. فقد كان يرأس قسم الدراسات الأوروبية في جامعة ساسكس البريطانية عندما تم اختياره لكي يتولى إدارة التعليم والتدريب في السوق الأوروبية المشتركة. وعلى الفور بدأ جونز تطبيق تجربة برنامج التعاون الأكاديمي الأوروبي في عام 1976 لكي يتخطى مجال اللغات إلى كافة العلوم والآداب.
وعبّر جونز على صدمته من قرار بريطانيا هجرة الاتحاد الأوروبي إلى العزلة، وقال إنها ستكون مأساة للجامعات البريطانية التي طالما كان لها نصيب الأسد في البرنامج بسبب الرغبة الأوروبية في التعلم باللغة الإنجليزية. وتضيف سنكلير جونز، أن 89 في المائة من الطلبة الذين شاركوا في البرنامج أشادوا بالاستفادة الأكاديمية القصوى منه في مجال توسيع الآفاق والعقول.
وضمن محاولات إيجاد مخرج عملي من هذه الأزمة، اقترحت مجموعة تنسيق جامعية بريطانية أن تتم معاملة بريطانيا مثل النرويج التي تتمتع بعضوية البرنامج على رغم أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي. ولكن النرويج قبلت بمبدأ أوروبي مهم، وهو حرية انتقال البشر بين الدول الأوروبية، وهو المبدأ الذي تعترض عليه بريطانيا وكان من أسباب رغبتها في الخروج من أوروبا. كما أن سويسرا هي مثال آخر لدولة كانت تعامل بالمثل ضمن برنامج «إيراسموس» إلى أن تم التصويت فيها على تحديد الهجرة من الاتحاد الأوروبي فتم تجميد عضويتها في البرنامج.
ويعد استبعاد بريطانيا من البرنامج خسارة جسيمة لجامعاتها واقتصادها، حيث أنفق الطلبة الأوروبيون في العام الجامعي 2014 - 2015 نحو 600 مليون إسترليني (750 مليون دولار) في مصاريف الالتحاق بالجامعات البريطانية، إضافة إلى 1.5 مليار إسترليني (1.8 مليار دولار) على تكاليف إقامة ومعيشة في بريطانيا، وهو إنفاق قد يتحول إلى دول أوروبية أخرى بعد «بريكست».



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.