ترمب يتعهد ببناء جيش قوي وهزيمة «داعش»

على غرار المؤتمرات الانتخابية خلال العام الماضي، ألهب الرئيس الأميركي دونالد ترمب حماس الحاضرين في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الجمهوريين (CPAC) ظهر أمس، متعهدا بخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة، وحماية الحدود الأميركية وبناء الجدار على الحدود المكسيكية، وإعادة الشركات للعمل داخل الولايات المتحدة، وخلق مزيد من الوظائف، وإعادة صياغة الاتفاقات التجارية، وبناء جيش أقوى من أي وقت سبق، والعمل مع الحلفاء لاقتلاع تنظيم داعش الإرهابي من على وجه الأرض.
وأطلق ترمب سهام انتقاداته اللاذعة على الإعلام الأميركي، متهما بعض الوسائل الإعلامية الأميركية بتلفيق الأخبار والقصص الصحافية والمصادر، وأشار إلى أن تلك الأخبار الملفقة هي عدو الشعب الأميركي، مشيرا إلى أنه يحمي المادة الأولى بالدستور الأميركي التي ترسخ حق التعبير عن الرأي، ويستخدم هذا الحق الدستوري في انتقاد الصحافة غير الأمينة.
وكرر ترمب وعوده الانتخابية أمام المؤتمر، متعهدا ببناء الحائط على الحدود الأميركية المكسيكية بشكل أسرع من المتوقع، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين ممن وصفهم بالأشرار ومروجي المخدرات ورجال العصابات. وتعهد بإلغاء برنامج الرعاية الصحية «أوباما كير» واستبدال غيره به، وإعادة الشركات الأميركية للعمل داخل البلاد، وخلق مزيد من فرص العمل والوظائف. وتعهد الرئيس برفع القيود عن قطاع الطاقة، وإعادة العمل بمناجم الفحم الأميركية، وتقليل القيود على الصناعة الأميركية، مع وضع إجراءات لحماية البيئة والسلامة العامة.
ووسط تصفيق متكرر من الحضور لتلك التعهدات، تعهد ترمب بإصلاح الضرائب وتخفيضها على الطبقة المتوسطة وعلى الشركات، وأشار إلى أن الحزب الجمهوري سيكون من الآن ممثلا للطبقة العاملة. وتفاخر بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الملايين انضموا للحزب الجمهوري بسببه وما يمثله من «حركة» لم يشهدها العالم من قبل. ووصف ترمب هذه الحركة بقوله: «إنها حركة لم يشهدها العالم من قبل، وجوهر هذه الحركة أننا أمة تضع مواطنها في المقدمة، ولمدة طويلة أعطينا الوظائف لدول أخرى ودافعنا عن حدود دول أخرى، بينما حدودنا مفتوحة».
وتطرق ترمب بشكل بسيط إلى السياسة الخارجية لإدارته، مشيرا إلى أنه ليس رئيسا للعالم وإنما هو رئيس للولايات المتحدة فقط، ولذا سيعمل على وضع مصلحة الولايات المتحدة قبل أي شيء. ووصف وضع السياسة الخارجية الأميركية بأنه كارثي، وقال: «السياسة الخارجية في وضع كارثي، متى آخر مرة فزنا؟». وأضاف: «انتهي وقت الكلام وحان أوان العمل، والعمل الذي سنقوم به لتنفيذ الوعد بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وسنبدأ العمل بحماية الحدود الجنوبية وبناء جدار عظيم، والقبض على رجال العصابات والمجرمين ومروجي المخدرات وترحيلهم».
وفي إشارة إلى أوضاع منطقة الشرق الأوسط، قال ترمب: «أنفقنا مليارات الدولارات في الخارج، في الشرق الأوسط أنفقنا 6 تريليونات دولار، وأوضاع الشرق الأوسط اليوم أسوأ عما كانت عليه من 15 سنة ماضية، وكان يمكن أن نبني بهذه الأموال بلادنا 3 مرات».
وشدد ترمب على اتجاهه لزيادة ميزانية الجيش الأميركي وتقوية تسليحه، مشيرا إلى أنه يؤمن بالسلام من خلال القوة، وقال: «سنقوم بتطوير الجيش من الجانب الدفاعي والهجومي، وسنجعل الجيش أقوى من أي وقت سبق، وآمل في ألا نضطر لاستخدامه، لكن سنقوي الجيش بحيث لا يجرؤ أحد على تحدي القوة العسكرية الأميركية، وسنعيد الأمن للأميركيين وسنعمل مع الحلفاء لاقتلاع (داعش) من على وجه الأرض».
وانتقد ترمب، بشكل غير مباشر، سياسات استقبال المهاجرين في أوروبا، مشيرا إلى الحوادث الإرهابية التي وقعت في ألمانيا وفرنسا والسويد، وقال: «علينا أن نكون أذكياء، سنبقي الإرهابيين الإسلاميين خارجا، وسنأخذ إجراءات لحماية أبنائنا، ولن أعتذر عن حماية سلامة وأمن الأميركيين حتى لو تحدث الناس عني بشكل سيئ، فأمن الأميركيين يأخذ المكانة الأولى».