بوب برادلي: أتمنى نسيان تجربتي المحبطة في سوانزي

المدير الفني الأميركي يتحدث بمرارة عن أقصر فترة قضاها مدرباً في قيادة فريق بالدوري الإنجليزي

برادلي مر بتجربة قاسية في الدوري الإنجليزي («الشرق الأوسط»)
برادلي مر بتجربة قاسية في الدوري الإنجليزي («الشرق الأوسط»)
TT

بوب برادلي: أتمنى نسيان تجربتي المحبطة في سوانزي

برادلي مر بتجربة قاسية في الدوري الإنجليزي («الشرق الأوسط»)
برادلي مر بتجربة قاسية في الدوري الإنجليزي («الشرق الأوسط»)

أحيانًا يكون من الصعب تجاوز تجربة الفشل في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين عاينوا سقوطك. إلا أنه في مقابل كل نجم يذبل ثمة نجم آخر يستعيد تألقه، ويأمل المدرب الأميركي بوب برادلي في الانضمام بمرور الوقت إلى الفئة الثانية.
المؤكد أن برادلي أخفق مع سوانزي سيتي. وقد استمرّت مشاركته في منصب مدرب النادي الويلزي 86 يومًا فقط، وقد انضم إليه في وقت كان يقف النادي أعلى قليلاً من الفرق الثلاثة القابعة في قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، ليتركهم بعد ذلك في المركز الأخير. وبغض النظر عما إذا كان برادلي سقط ضحية الظروف المحيطة، تبقى الحقيقة أنه اكتسب سمعة سيئة كمدرب فاشل لينضم إلى صفوف أسماء أخرى مثل المدرب الهولندي رينيه مولينستين وليس ريد وسامي لي - وكانت الفترة التي قضاها في تدريب سوانزي سيتي من بين الأقصر على مستوى تاريخ الدوري الممتاز ككل.
من جانبه، قال برادلي: «لا أزال أفكر في كثير من الأحداث التي وقعت داخل سوانزي سيتي على نحو واضح وبسيط. وعندما تسألني: (كيف تمكنت من تجاوز الأمر بهذه السرعة؟)... فإنه من الناحية المهنية، لا يمكنك تجاوز الأمر. وبالتأكيد تمر عليَّ أوقات أفكر خلالها مليًا فيما جرى، لكن هذا لا يعني أنني أنغمس فيه تمامًا ولا أتجاوزه. إنني أفكر فيما حدث على النحو الذي يساعدني على تحسين أدائي وتطويره».
في الواقع، من المستحيل التحدث إلى برادلي دون الشعور ولو بقدر يسير من التعاطف - بيد أن هذا لا يعني بأي حال أنه بحاجة إلى مثل هذا التعاطف. ومع أكثر من 35 عامًا خبرة بمجال التدريب وراءه، فإن الاحتمال الأكبر يشير إلى أن المدرب الأميركي سيستعيد تألقه مجددًا. ومع ذلك، تبقى الحقيقة كذلك أن سوانزي سيتي كان يفترض به أن يكون ذروة مشواره التدريبي. والمؤكد أن برادلي انتظر طويلاً لينال فرصة تدريب نادٍ بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنها عندما لاحت أخيرًا تلاشت من جديد في غضون أقل من ثلاثة شهور.
وعن ذلك، قال برادلي: «أعتقد أن ثمة احتمالاً بالتأكيد أن يكون سوانزي سيتي فرصتي الوحيدة في الدوري الممتاز - هذا جزء من الأمر خارج حدود سيطرتي، لكن هذا لا يعني أني لا أشعر بالقلق إزاءه. لقد كنت مدركًا تمامًا لصعوبة المهمة، إلا أن التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز كان أمرًا سعيت طويلاً وراء نيله. وعليه، خضت المهمة وأنا مدرك للمصاعب التي سأواجهها»، وهنا، توقف برادلي برهة وبدا وكأنه يناضل للعثور على الكلمات التي تعبِّر بدقة عن مدى السرعة التي ترديت بها الأوضاع وانقلبت ضده. وأعرب عن اعتقاده بأن ثمة مدربين أميركيين آخرين سينالون فرصة كافية في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة التي لمسها في بعض الدوائر.
الملاحَظ أن كرة القدم الإنجليزية، خصوصًا الدوري الإنجليزي الممتاز، لديها عادة التخلي سريعًا عن المدربين. ويبدو ذلك عيبًا جوهريًا في التوجه السريع والحاد الذي تنتهجه البلاد حيال الرياضة. وكثيرًا ما يحظى المدربون بفرصة واحدة ووحيدة لإثبات قدراتهم. داخل إنجلترا، ربما لم يكن لويس إنريكي لينتهي به الحال إلى الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا حال إخفاقه مع ناديه الأول. ولم يكن أنطونيو كونتي لينال وظيفة أخرى حال تعرض فريقه للهبوط خلال الموسم الأول له كمدرب.
وعليه، فإنه في الوقت الذي ربما لا يحظى برادلي ثانية قط بفرصة المشاركة بالدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه على ثقة بأن ثمة آخرين من خارج الدوري سيدعونه للعمل معهم. وقال: «أنظر إلى العمل الذي أنجزته ما حققته مع أندية الدوري الأميركي لكرة القدم، وما حققته مع المنتخب الأميركي، وكذلك مع المنتخب المصري، وما أمكنني تحقيقه في نادي ستابك، وما أنجزته مع لو هافر الذي كان يفصله عن الترقي للدوري الممتاز فارق هدف واحد، ثم قادني كل ذلك إلى سوانزي سيتي. أعتقد أن أي شخص حانت له فرصة معرفتي حق المعرفة، لن يتأثر سلبًا بمسألة أنني في غضون فترة قصيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز عجزت عن ترك بصمتي على الفريق».
والآن، يتحسس برادلي طريقه نحو فرصته المقبلة. وتحدث بصراحة عن المناقشات التي جرت بينه وبين الاتحاد النرويجي لكرة القدم أخيرًا حول توليه تدريب المنتخب الوطني هناك. وأشار إلى أنه «عملت لمدة خمس سنوات مع المنتخب الأميركي وعامين آخرين مع المنتخب المصري، لكنني لا أزال أفضل العمل مع الأندية».
كما تحدَّث بصراحة عن المحادثات التي عقدها مع المجموعة المالكة لنادي لوس أنجليس، مشيرًا إلى أنه رغم أن النادي لن ينضم إلى الدوري الأميركي لكرة القدم حتى عام 2018، فإنه على أتم استعداد للانتظار طيلة هذه المدة كي يعود إلى التدريب إذا كانت هذه هي «الظروف الصائبة».
واستطرد بقوله: «أجريت بعض المناقشات داخل كل من أوروبا وأميركا. إنني على انفتاح مستمر تجاه الأمور الجديدة. ودائمًا ما أشعر إذا كان لدى شخص ما اهتمام بالحديث، فإنها فرصة جيدة للتعرف عليه والتأكد أنه يعرف عني وما أنجزته ولو قدرًا يسيرًا. وسواء كانت هناك ثمة فرصة وشيكة أم لا، يبقى هذا أمرًا بالغ الأهمية».
بطبيعة الحال، إذا ما عاد برادلي إلى الدوري الأميركي، فإنه بذلك سيعود إلى بلد مختلف تمامًا عن ذلك الذي تركه وراءه منذ قرابة ست سنوات في أعقاب فصله من عمله مدربًا للمنتخب الأميركي. الآن، أصبح دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، مع محاولاته سيئة السمعة لفرض حظر سفر ضد جنسيات أخرى بعينها. وقد أبدى نجل برادلي وقائد المنتخب الأميركي، مايكل برادلي، آراءً قوية على نحو خاص حيال هذا الأمر، واصفًا إياه بـ«المحزن والمحرج».
وعن ذلك، قال برادلي: «تحدثت أنا ومايكل عن هذا الأمر كثيرًا. وكنت فخورًا للغاية بالأسلوب الذي تعامل به معه. إن أسلوب التعامل مع هذه القضية جاء مخالفًا لكل ما تمثله أميركا».
إلا أنه لم يبد قلقًا حيال التأثير الذي يمكن لترمب تركه على سمعة كرة القدم الأميركية على الساحة العالمية، قائلاً: «لا أعتقد أن ذلك سينتقص من الاحترام الذي يبديه الناس تجاه التطور الذي تحرزه كرة القدم في بلادنا»، وبالنظر إلى استجابة كرة القدم الأميركية المفعمة بالازدراء حيال حظر السفر، ربما كان برادلي محقًا.
في الوقت الراهن، يبدو برادلي راضيًا عن جهود لتوسيع أفقه، ذلك أنه عقد زيارات لأندية بمختلف أرجاء العالم وأجرى محادثات مع أخرى. ويبدو برادلي متحمسًا بشدة لخوض التحدي القادم. وعن ذلك قال: «إذا ما أتيحت لي فرصة العودة إلى الملعب هذا المساء، فسأفعل». ومع ذلك، من غير المعتقد أن فرصته الجديدة ستحين بهذه السرعة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.