هوليوود تحصد أكثر من 11 مليار دولار من الأسواق العالمية

أكثر الأعمال إيرادًا أفلام «السوبر هيروز»

«إيجاد دوري» حقق أعلى إيراد بين أفلام الرسوم المتحركة - «كابتن أميركا: حرب أهلية»: الرقم الأعلى بين الإيرادات
«إيجاد دوري» حقق أعلى إيراد بين أفلام الرسوم المتحركة - «كابتن أميركا: حرب أهلية»: الرقم الأعلى بين الإيرادات
TT

هوليوود تحصد أكثر من 11 مليار دولار من الأسواق العالمية

«إيجاد دوري» حقق أعلى إيراد بين أفلام الرسوم المتحركة - «كابتن أميركا: حرب أهلية»: الرقم الأعلى بين الإيرادات
«إيجاد دوري» حقق أعلى إيراد بين أفلام الرسوم المتحركة - «كابتن أميركا: حرب أهلية»: الرقم الأعلى بين الإيرادات

قبل ستين سنة كان سعر تذكرة دخول السينما في الصالات حول العالم لا يتجاوز الدولار الواحد. في الولايات المتحدة كانت بعض الصالات التي تعرض الأفلام عرضًا ثانيًا تبيع التذكرة بنصف دولار أو أقل. كان كل شيء آخر رخيص. شطائر الهمبورغر كانت بأقل من دولار. وسيارتك الفارهة التي تصرف بنزينها بكرم طائي تملأ خزانها بثماني دولارات. بيت يطل على خليج سان فرانسيسكو تستأجره بـ300 دولار في الشهر. فندق من خمس نجوم في منتجع بالم سبرينغز بـ22 دولارًا في الليلة وسعر تذكرة السفر من لندن إلى نيويورك لا يزيد عن 250 دولارًا إذا اشتريت التذكرة مقدّمًا أو في آخر لحظة.
اليوم تغيرت معظم المسائل بما فيها سعر التذكرة لدخول صالة سينما في معظم المدن. في أميركا سعر التذكرة العادية 9 دولارات. وإذا ما أردت تحويل الصالة إلى مطعم يخدمك وأنت تشاهد فيلمك المفضل توقع أن تدفع 35 دولارًا أو أكثر. لكن شيئًا واحدًا لم يتغير بعد وهو أن هوليوود كعاصمة للسينما ما زالت الصناعة الأعلى ربحًا حول العالم والأرقام التي أعلنت قبل خمسة أيام حول إيرادات عام 2016 تؤكد ذلك: 11 مليار و400 مليون دولار هو ما حققته هوليوود من إيرادات الأفلام عالميًا.
الفضل في ذلك ليس لأفلام من طينة «مانشستر على البحر» أو «لا لا لاند» أو «مونلايت»، بل لمزيج من تلك الإنتاجات الحافلة بأفلام فانتازية أبطالها لا يعرفون الموت. هذا إلى جانب مغامرات الفضاء وحفنة من أفلام الرسوم المتحركة.

ديزني تقود
لكن ليست كل الاستوديوهات ارتفعت على بساط الريح متساوية. بعض الاستوديوهات سجل انتصارات على أخرى. ففي المقدمة ستديوهات والت ديزني وتايم وورنر وفوكس. وفي المؤخرة صوني وباراماونت. هاتان الشركتان لم يسعفهما العام المنصرم كثيرًا. «سوني» سجلت خسائر في السنة المذكورة قدرها 962 مليون دولار. أما باراماونت فخسرت 115 مليون دولار مع نهاية العام.
الأسباب تجتمع تحت مظلة ما لدى كل ستوديو من مشاريع يعرضها. وبما أن الأكثر نجاحًا هذه الأيام هي أفلام السوبرهيروز القائمة على شخصيات مجلات الكوميكس وأفلام الفضاء المستقبلية كما الأنيميشن المختلفة، فإن الاستوديو الذي يملك المزيد من هذه الأعمال هو الاستوديو الذي سيحقق الرقم الأعلى من الإيرادات. هكذا كان حال وولت ديزني في ثلاث سنوات متعاقبة آخرها في العام الماضي عندما أنجزت أفلامها المراكز الخمسة الأولى من الإيرادات حول العالم. وهذه الأفلام تباعًا هي «كابتن أميركا: حرب أهلية» (مليار و153 مليون دولار) و«روغ وان: قصة ستار وورز» (مليار و52 مليون دولار) و«إيجاد دوري» (مليار و28 مليون دولار) ورابعًا «زوتوبيا» (مليار و23 مليون دولار) ثم «كتاب الغابة» (966 مليون و600 ألف دولار).
الأفلام الثلاث الأخيرة كلها من الرسوم المتحركة وهو حال الفيلم السادس في القائمة «الحياة السرية للحيوانات الأليفة» (The Secret Life of Pets) الذي أنجزته شركة «يونيفرسال» وحصدت به 875 مليون و500 ألف دولار.
فيلما شركة وورنر «باتمان ضد سوبرمان» و«فانتاستيك بيتس وأين تجدها» أنجزا المركزين السابع والثامن. الأول سجل 873 مليون دولار، والثاني اكتفى بـ812 مليون دولار. وبينما احتل فيلم فوكس «ددبول» (Deadpool) المركز التاسع جامعًا 783 مليونًا، أنجز فيلم وورنر المركز العاشر عبر «فرقة الانتحار» الذي حقق 783 مليون دولار.
دراسة قائمة الإيرادات المؤلفة من 413 فيلمًا (آخرها فيلم عنوانه «شيطاني» سجل 3 آلاف دولار!) تفيد إلى أن أول فيلم يحمل معالم فنية في هذه القائمة هو «لا لا لاند» الذي حط في المركز الثاني والعشرين جامعًا حتى نهاية السنة 341 مليون دولار، علما بأن العروض ما زالت متواصلة حتى الآن ومن المرجح أنها وصلت إلى أكثر من 450 مليون دولار.

خسائر
أيضًا تفيد قراءة هذه الأرقام إلى أن الأفلام الثلاثة الأولى لشركة «والت ديزني» رفعت إيرادات ديزني الكلية 4 في المائة عما كانت عليه في عام 2015. والحال ممتاز أيضًا بالنسبة لشركة «وورنر» التي سجلت أفلامها مليار و700 مليون دولار. والفضل في ذلك يعود إلى كونها منافس «والت ديزني» الأول في مجال إنتاج أفلام الكوميكس. فوورنر استحوذت على شخصيات شركة DC بينما تشاركت ديزني مع شركة Marvel المنافسة. ولولا قيام «ديزني» قبل عامين بشراء حقوق أفلام وشخصيات سلسلة «ستار وورز» من صاحبها السابق جورج لوكاس وإنتاجها للفيلم الجديد «روغ وان: قصة ستار وورز» لتساوى إيرادها مع إيراد وورنر على نحو متقارب.
بالنسبة لشركة تونتييث سنتشري فوكس فإن ما أنجزته عبر شخصية كوميكس أخرى، وهي شخصية «ددبول» كما مثلها رايان رينولدز هو السبب شبه الوحيد لدخولها خانة النجاح في العام المنصرم. هذا الفيلم الذي جمع 783 مليون دولار أصبح الآن في عداد إنتاجاتها المسلسلة وهناك جزآن سيباشر بتحقيقهما خلال هذه السنة. هذه النتيجة سدت الفراغ الذي حققه الجزء الأخير من «رجال إكس» الذي اكتفي بـ544 مليون دولار وحط بالمركز 14. الإيراد جيد لكن «فوكس» أملت في أفضل منه. وفي الموقع الثالث بين الاستوديوهات نسبة لإيراداتها الإجمالية تكمن شركة «يونيفرسال» التي جمعت عبر أفلامها 697 مليون دولار (فقط) كون سنة 2016 خلت من إنتاجاتها الكبيرة التي زوّدتها في العام الأسبق بضعف هذا الرقم من الأرباح.
«سوني» تأتي في المركز الرابع إذ خسرت، كما تقدم، نحو مليار من الدولارات نتيجة سلسلة من الإنتاجات التي لم تصب أهدافها بالإضافة إلى عدد أقل من الأفلام المنتجية. فيلم الأنيميشن «فيلم الطيور الغاضبة» اكتفى بـ350 مليون دولار أما محاولتها إعادة إحياء «مقتحمو الأشباح» (Ghostbusters) بتحويل البطولات من رجالية إلى نسائية فلم تنتج أكثر من 229 مليون دولار أي أعلى بقليل من تكلفته.
وعلى بعد يسير في المركز الخامس من مستوى أداء شركات هوليوود نجد باراماونت التي كانت اكتفت سنة 2015 بتسجيل 25 مليون دولار من الأرباح فقط. في عام 2016 سجلت خسارة قدرها 364 مليون دولار.
من ناحية أخرى، ما زال الصيف هو الموسم الذي ينجز معظم هذه الإيرادات ولو أن الحصيلة الموسمية في الصيف الماضي عانت من قوّة انتشار المشاهدة المباشرة على الإنترنت التي أخذت شركات متخصصة، مثل «نتفلكس» و«أمازون» بتوفيرها. كذلك، ما زالت القرصنة تحد من توسيع رقعة أرباح كل هذه الشركات، مما يجعلها اليوم أكثر حرصًا على سد هذه الثغرة إذا ما استطاعت.



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز