رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» وسوريا غير معنيين بحرب معنا

مصادر تحدثت عن قصف مقرات عسكرية لهما قرب دمشق

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» وسوريا غير معنيين بحرب معنا
TT

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» وسوريا غير معنيين بحرب معنا

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» وسوريا غير معنيين بحرب معنا

في وقت أفادت أنباء مختلفة بأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت مواقع للنظام السوري، مرة أخرى فجر أمس، أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، تصريحات مطمئنة للجمهور قال فيها إنه لا يرى أي بوادر وأي جاهزية سواء على الجبهة الشمالية أم على جبهة قطاع غزة للقتال ضد إسرائيل، مضيفا أن تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، تأتي على خلفية أزمة في الحزب نفسه.
وأضاف آيزنكوت، في حديثه خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إنه على الرغم من أن عناصر «حزب الله» تراكم تجارب عملية جدية في عملياتهم في سوريا، فإن هذا النشاط قد جلب معه أزمة تمويلية ومعنوية في صفوف الحزب. وكل ما يسمع من تصريحات وتهديدات من رئيسه، حسن نصر الله، يهدف إلى خلق معادلة رادعة للحفاظ على الوضع الراهن بالنسبة له. وتابع آيزنكوت، أنه «سواء على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان أو جبهة قطاع غزة، فإن أيا من عناصر الطرف الثاني غير جاهز للمبادرة إلى حرب ضد إسرائيل»، علما بأن الجيش الإسرائيلي وضع جبهة قطاع غزة على رأس سلم الأولويات للعام الحالي. وادعى أن جيشه لا يزال يواصل توفير الرد على الأنفاق القائمة تحت الأرض، مشيرا إلى أن ذلك يتواصل منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2013، وأنه تم استثمار 2.4 مليار شيقل (700مليون دولار)، لهذا الشأن.
وكالعادة، رفض آيزنكوت التطرق إلى الأنباء التي نشرت في سوريا ولبنان، وأفادت بأن سلاح الطيران الإسرائيلي قصفت فجر أمس مواقع في قلب سوريا. ولكنه قال إنه «من الممكن أن يتجدد القتال في الربيع حول السيطرة على المنطقة الشرقية من الجولان السوري». وتابع أن مصلحة إسرائيل تكمن في أن يكون في الطرف الثاني جهاز دولة وعنوان منظم للعمل إزاءه، إلى جانب خروج كل القوات الأجنبية وعودة القوات الأممية لفض الارتباط (أوندوف).
وكانت مصادر لبنانية قد أعلنت، صباح أمس، أن السلاح الحربي الإسرائيلي قصف مقرات عسكرية لجيش النظام السوري و«حزب الله» بالقرب من العاصمة دمشق، في ساعات الفجر الأولى، وأن الطائرات الإسرائيلية شوهدت في سماء مدينة بعلبك وضواحيها، حيث إنها طارت على علو منخفض في الطريق لتنفيذ الغارات. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت جبال القطيفة السورية من الأجواء اللبنانية، وقامت بقصف مقرات عسكرية قرب دمشق تابعة لنظام بشار الأسد. وهذه هي المرة الثانية منذ مطلع العام الحالي التي يقوم فيها السلاح الحربي الإسرائيلي بقصف مقرات للنظام بسوريا، حيث تم القصف الأول في 13 يناير (كانون الثاني). وكما هو الحال من سنين طويلة، فإن إسرائيل لا تعلن مسؤوليتها عن قصف كهذا، وتكتفي بالتلميحات من بعض قادتها. واللافت أنه منذ قدوم القوات الروسية إلى سوريا وإقامة قواعدها البحرية والجوية، يجري حديث عن تنسيق أمني مع القوات الإسرائيلية، ولا يعرف مدى وعمق هذا التنسيق في حالات القصف الإسرائيلي، ولكن القصف أمس تم في الوقت الذي يوجد فيه مسؤول روسي كبير في إسرائيل، هو أوليغ سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الذي يتولى ملف «محاربة الإرهاب» في الوزارة. وإضافة إلى موضوع التنسيق الثنائي، يبحث المسؤول الروسي في ترتيب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو التي لم يحدد موعدها بعد. وقد ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن نتنياهو، الذي يزور أستراليا حاليا، سينتقل إلى الصين، ولم يستبعد أن يعرج على العاصمة الروسية ليوم واحد يلتقي خلاله الرئيس فلاديمير بوتين.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.