العمل الإنساني للتحالف يسابق العسكري لإغاثة اليمن

118 مشروعا إغاثيا وإنسانيا بأكثر من 576 مليون دولار

شحنة من المواد الاغاثية والانسانية ارسلها مركز الملك سلمان للإغاثة تصل لمطار عدن (واس)
شحنة من المواد الاغاثية والانسانية ارسلها مركز الملك سلمان للإغاثة تصل لمطار عدن (واس)
TT

العمل الإنساني للتحالف يسابق العسكري لإغاثة اليمن

شحنة من المواد الاغاثية والانسانية ارسلها مركز الملك سلمان للإغاثة تصل لمطار عدن (واس)
شحنة من المواد الاغاثية والانسانية ارسلها مركز الملك سلمان للإغاثة تصل لمطار عدن (واس)

يسابق العمل الإنساني عمل قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وذلك وفق خطط مختلفة تتصدرها برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يعد أحد أذرع عملية إعادة الأمل، من خلال تنفيذ 118 برنامجا متعدد الأهداف، تجاوزت تكاليفها 576 مليون دولار.
وتميزت برامج المركز بتركيزها على العمل النوعي، حيث خصصت برامج للأمن الغذائي والإيوائي، وإدارة تنسيق المخيمات التي أقيمت في الداخل اليمني وجيبوتي، وبرامج أخرى للتعليم والحماية والتعافي المبكر، وثالثة للصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي، بالإضافة إلى برامج للخدمات اللوجستية ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والاتصالات في حالات الطوارئ، وبرامج أخرى لدعم المستشفيات بالأدوية، والمستلزمات الطبية.
وخصص المركز للمشروعات في مجالات الأمن الغذائي والإيوائي وإدارة تنسيق المخيمات 43 مشروعا، غطت جميع محافظات اليمن، استفاد منها 19,582,835 مستفيدا، بمبلغ 236,179,982 دولارا، وبلغ عدد الشركاء 24 شريكا.
أما في مجال التعليم والحماية والتعافي المبكر، فقد بلغ عدد المشروعات التي نفذها المركز 15 مشروعا، استفاد منها 3,914,236 مستفيدا بمبلغ إجمالي 75,626,921 دولارا، وبلغ عدد الشركاء 12 شريكًا، بينما بلغت المشروعات المنفذة في الصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي المنفذة باليمن 51 مشروعا بمبلغ إجمالي 208.135.569 دولارا، استفاد منها 24.518.275 مستفيدا، وبلغ عدد الشركاء41 شريكا.
وخصص المركز للخدمات اللوجستية ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والاتصالات في حالات الطوارئ 9 مشروعات استفاد منها 15,112 مستفيدا بمبلغ 56.310.970 دولارا أميركيا وشارك فيها ثلاثة شركاء.
ودعم مركز الملك سلمان جهود برنامج الأغذية العالمي (الفاو)، في محافظة الحديدة باليمن، لمواجهة سوء التغذية بـ10 ملايين دولار، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -، بتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء في اليمن.
وسير المركز أخيرا قافلة برية إلى اليمن تتكون من 17 شاحنة محمَّلة بالأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، تتضمن 11 شاحنة محمَّلة بـ279 بندا من المستلزمات الطبية والمحاليل للمستشفى الجمهوري في عدن، و25 بندا من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمخازن الأدوية والإمداد الدوائي المركزية بوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية في عدن، وست شاحنات متجهة إلى مستشفى هيئة مأرب العام، وتشمل 235 بندا من المستلزمات الطبية، كما استقبل مستشفى الجمهوري في عدن نهاية يناير الماضي، عدد 11 قاطرة محملة بالمعدات والمستلزمات الطبية للمستشفى الجمهوري، قدمت من المملكة العربية السعودية كدفعة أولى من 58 شاحنة لعدد من المحافظات اليمنية.
علاج المصابين
في مجال علاج المصابين وقع المركز أخيرا، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اتفاقية بين المركز والحكومة الشرعية اليمنية بنقل الحالات التي تستدعي العلاج خارج اليمن، حيث جاء التوجيه امتدادا لأعمال المركز، والمبادرات الإنسانية التي تقدمها السعودية، للشعب اليمني الشقيق.
ويقوم المركز بالتنسيق مع قوات التحالف والمنظمات الدولية ووزارة الصحة والسكان اليمنية، واللجنة العليا للإغاثة، لضمان سرعة نقل وعلاج المصابين الذين تستدعي حالتهم ذلك، في المراكز الطبية المتخصصة، على حساب المركز في داخل المملكة وخارجها وفق التقارير الطبية من اللجان المختصة، كما يتابع المركز سرعة النقل والعلاج، بما يضمن أمن وسلامة المصابين. وقد نقل المركز أخيرا 16 مصابا يمنيا من تعز للعلاج بالسودان.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.