حرب بين الإنقلابيين في قطاع التعليم بصنعاء

نائب وزير التعليم العالي ينتفض ضد تغييرات واسعة أجراها مسؤوله

حرب بين الإنقلابيين في قطاع التعليم بصنعاء
TT

حرب بين الإنقلابيين في قطاع التعليم بصنعاء

حرب بين الإنقلابيين في قطاع التعليم بصنعاء

زادت حدة التوترات بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام داخل وزارة التعليم العالي؛ ما يشير إلى تصدع حلف الانقلابيين في العاصمة صنعاء.
وتهدد التوترات الحاصلة بين الانقلابيين المتحالفين باندلاع مواجهات وصراع قوي في الوزارات الحكومية التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، وذلك منذ تشكيل حكومة الانقلابيين برئاسة بن حبتور المحسوب على صالح، الذي أصدر قرارات لعدد من الوزارات بعدم قبول قرارات أصدرها الحوثيون تشمل تغييرات مديرين في عدد من المؤسسات الحكومية والوزارات للموارد البشرية.
وقالت مصادر في وزارة التعليم العالي، طلبت عدم الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة التعليم العالي تشهد غليانا كبيرا بين الحوثيين وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام المحسوبين على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، منذ تعيين حسين حازب، المحسوب على صالح، وزيرا بحكومة الانقلابيين لوزارة التعليم العالي، الذي أجرى بدوره الكثير من التغييرات داخل الوزارة من كانوا يحسبون على اللجنة الثورية المعنيين من ميليشيات الحوثي». وأضافت أن «التغييرات التي أجراها الوزير حازب، أثارت حفيظة الحوثيين في الحكومة الانقلابية ولدى نائبه المعين من الحوثيين عبد الله الشامي، الذي اعترض بقوة على قرارات التغيير؛ ما جعله يتوجه إلى الوزارة بخمس سيارات مدججة بالمسلحين وأحد المعفيين من منصبه، وانتشروا في ساحة الوزارة ومحيطها، وأقدم على تهديد الوزير حازب وتلفظ ببعض الألفاظ» غير المناسبة. وأكدت المصادر ذاتها، أن «الوزير حازب استنجد بصالح الذي طلب أن يدعمه بتعزيزات عسكرية لمواجهة المسلحين الحوثيين، وكذلك بتعزيزات من وزارة الداخلية التي دفعت بتعزيزات عسكرية له بأطقم عسكرية، علاوة على استنجاده بقبائله من محافظة مأرب الذين قدموا إلى الوزارة». ونوهت المصادر إلى أن التغييرات التي أقدم عليها وزير التعليم العالي حسين حازب «لم تكن لتجري لولا حصول حازب على الدعم القوي والمباشر من صالح، وعارف الزوكا، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء المنطوي تحت جناح صالح».
ويأتي ذلك بعد قيام وزير التعليم العالي، في حكومة الانقلابيين، حسين حازب، بتغييرات كبيرة في الوزارة لأشخاص تم تعيينهم من قبل الحوثيين متهمين بالفساد بالوزارة، علاوة على الاستغناء عن كوادر في الوزارة وتوقيف عدد من الموظفين عن العمل دون أسباب تذكر سوى عدم تأييد انقلابهم على الشرعية.
وشملت القرارات التي نفذها حازب تغييرات شاملة في قيادة الصف الأول للوزارة، حيث تم استبدال عدد من الوكلاء والمديرين العامين المحسوبين على الحوثيين بقيادات أخرى محسوبة على صالح، إضافة إلى إعطاء الصلاحيات وعمل القطاعات والإدارات العامة الرئيسية للمستشارين المعيين من قبله. كما شملت القرارات تعيين مديري إدارات ورؤساء أقسام في عدد من الإدارات الخدمية والمهمة بالوزارة، إضافة إلى سحب الختم الخاص بالوزارة وتسليمه لسكرتيره الخاص، وقام باستبدال الختم السابق بختم آخر؛ ما يشير إلى عدم الثقة في شريكه السياسي الانقلابي في الوزارة، حسب المصادر نفسها. وأكدت المصادر «عزم الوزير في حكومة الانقلابيين بإجراء تغيير عدد من رؤساء الجامعات الحكومية ونوابهم».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.