«جند الأقصى» ينقض اتفاق تسليم جثث مقاتلين أعدمهم للجيش الحر

قصف جوي يستهدف مستودعاته بريف إدلب ويوقع ضحايا

«جند الأقصى» ينقض اتفاق تسليم جثث مقاتلين أعدمهم للجيش الحر
TT

«جند الأقصى» ينقض اتفاق تسليم جثث مقاتلين أعدمهم للجيش الحر

«جند الأقصى» ينقض اتفاق تسليم جثث مقاتلين أعدمهم للجيش الحر

يخيّم التوتر الشديد على ريف إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي، على خلفية إقدام تنظيم «جند الأقصى» على إعدام أكثر من 180 مقاتلاً للمعارضة، أغلبهم من فصائل الجيش الحرّ، حيث توعّد الأخير بالثأر لمقاتليه ما لم يخرج جميع مقاتلي التنظيم من ريفي إدلب وحماه نهائيًا.
هذا في وقت هزّ انفجار عنيف الأطراف الجنوبية لمدينة خان شيخون، ورجّحت المعلومات أنه ناجم عن غارة جوية نفذها طيران النظام بالقرب من معسكر لـ«جند الأقصى» أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأفادت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة، بأن الطيران الحربي التابع لقوات الأسد «استهدف بصواريخ جو - أرض مقرًا للواء الأقصى (جند الأقصى) جنوب مدينة خان شيخون، بالقرب من معسكر الخزانات». وتوقعت أن تكون الغارة «استهدفت مستودعًا للذخيرة أو سيارة مفخخة للواء كانت في الموقع». ونقلت الشبكة عن مصدر ميداني تأكيده أن القصف «أدى إلى مقتل سبعة عناصر من اللواء المذكور، وجرح أكثر من 10 آخرين، فيما منعت عناصر الأخير أي جهة من التوجه إلى موقع الانفجار، وقامت بالانتشار في المنطقة عقب الغارة».
ولا يزال «لواء الأقصى» يحتجز جثث عشرات الأسرى الذين أعدمهم في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وفق الناطق باسم «جيش النصر» أحمد رشيد الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «(لواء الأقصى) مستمر بابتزاز الفصائل من أجل تسليم جثث مقاتليها الذين أعدمهم بعد اعتقالهم». وأوضح أن التنظيم «رفض تسليم جثث (الشهداء) إلى الدفاع المدني، بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد، ووضع شروطًا جديدة، تقضي بتأمين خروج جميع مقاتليه من إدلب وحماه إلى مدينة الرقة، للانضمام إلى تنظيم داعش».
وكشف رشيد أن «(لواء الأقصى) أقدم، أمس، على تفجير جثث (الشهداء) الذين أعدمهم، وغايته من ذلك طمس حقيقة جريمته، والزعم بأنهم قتلوا نتيجة قصفهم بالطيران». وقال إن «مقاتلي (الأقصى) ارتكبوا جريمتهم عن سبق تخطيط»، موضحًا أن «160 من الذين جرى إعدامهم بينهم 70 من (جيش النصر) لم يكونوا على جبهات القتال مع (الأقصى)، إنما أسرهم الأخير وهم على نقاط الرباط في مواجهة النظام، والبعض الآخر جرى اعتقالهم من منازلهم»، مشددًا على أن «هذه المجزرة الجماعية التي ارتكبها ببرودة دمّ لم يسبقه إليها النظام».
وكان «لواء الأقصى» قام، يوم الأحد، بتجميع عائلات مقاتليه في معسكر الخزانات، تمهيدًا لخروج الدفعات الأخيرة من اللواء حسب الاتفاق المبرم مع «هيئة تحرير الشام» باتجاه مناطق سيطرة تنظيم داعش في ريف حماه الشرقي، حيث خرجت الدفعات منهم في وقت سابق، ونجحت باجتياز خطوط التماس الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، التي تفصل مناطق سيطرة «جند الأقصى» عن المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش الحرّ في ريف حماه الشرقي.
ورغم توقف الاشتباكات بين طرفي الصراع، بقي التوتر الشديد مخيمًا على مناطق المواجهات، وقال مصدر عسكري في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعارك توقفت بين الفصائل و(لواء الأقصى) منذ الأحد الماضي، بناء على اتفاق يضمنه الحزب الإسلامي التركستاني، ويقضي بتسليم جثث (الشهداء)، وإخراج كل مقاتلي التنظيم من ريفي إدلب وحماه». وشدد المصدر على أن «أيًا من مقاتلي التنظيم لن يخرج من المناطق التي بات محاصرا فيها خصوصًا في ريف حماه، إلا بعد تسليم آخر جثّة (شهيد)، وضمان عدم بقاء أي مقاتل، وإذا بقي سيكون عرضة للتصفية».
واعترف «لواء الأقصى» بوجود جثامين 186 مقاتلاً لديه، زعم أنهم قضوا خلال الاقتتال معه، وأعلن موافقته على تسليم هذه الجثث للحزب الإسلامي التركستاني، الذي انتشر في مناطق وجود اللواء المذكور بريف إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي كطرف ثالث ووسيط بين الطرفين، على أن يسلّم «لواء الأقصى» كل 10 جثامين على حدة.
ميدانيًا، شهد محور البحوث العلمية في غرب مدينة حلب، اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، أثناء محاولة الأخيرة التقدم في المنطقة، في حين نفذت الطائرات الحربية غارتين على بلدة المنصورة بريف حلب الغربي، كما قصفت مدفعية الأسد بلدتي المنصورة وكفر داعل بريف حلب الغربي، لكنّ الفصائل ردّت بإطلاقها قذائف صاروخية استهدفت حي حلب الجديدة داخل المدينة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.