«الجماعة الإسلامية» بمصر تفتح مقراتها لتلقي العزاء في مؤسسها

غموض حول موعد وصول الجثمان من أميركا... وتحسب أمني في مسقط رأسه

فتاة مصرية ترفع صورة عمر عبد الرحمن خلال مظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة عام 2011 للمطالبة بالإفراج عنه   («الشرق الأوسط»)
فتاة مصرية ترفع صورة عمر عبد الرحمن خلال مظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة عام 2011 للمطالبة بالإفراج عنه («الشرق الأوسط»)
TT

«الجماعة الإسلامية» بمصر تفتح مقراتها لتلقي العزاء في مؤسسها

فتاة مصرية ترفع صورة عمر عبد الرحمن خلال مظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة عام 2011 للمطالبة بالإفراج عنه   («الشرق الأوسط»)
فتاة مصرية ترفع صورة عمر عبد الرحمن خلال مظاهرة أمام السفارة الأميركية في القاهرة عام 2011 للمطالبة بالإفراج عنه («الشرق الأوسط»)

وسط غموض حول موعد وصول الجثمان من أميركا، وتحسب أمني في مسقط رأسه، أعلنت «الجماعة الإسلامية» في مصر أنها ستفتح مقراتها في القاهرة والمحافظات كسرادقات عزاء لاستقبال المعزين في مؤسسها الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية بمصر والمسجون في أميركا منذ 24 عاما.
بينما قالت أسرة الشيخ الضرير، إنه «لم يتم تحديد موعد لتسلم الجثمان ودفنه حتى الآن»، وقال نجله عبد الرحمن إن تسليم جثمان والده «سيكون عبر السفارة الأميركية في القاهرة»، لافتا إلى أنهم أجروا كثيرا من الاتصالات لسرعة إنهاء إجراءات تصريح الوفاة وتسلم الجثمان.
وقالت مصادر في «الجماعة الإسلامية» بمصر إن «التكتم على موعد وصول الجثمان، ربما يرجع لأسباب أمنية»، لافتة إلى أن «السلطات المصرية قد تتخوف من أي أعمال عدائية أو التجمهر والتظاهر خلال تشييع الجنازة، بخاصة من أنصار الشيخ الراحل والمحبين له، الذين سيقدمون من جميع المحافظات المصرية لحضور الجنازة».
وأبلغت السلطات الأميركية أسرة الشيخ بمصر بوفاته أول من أمس. وقال شهود عيان في مسقط رأس الشيخ عبد الرحمن إن «الجمالية في محافظة الدقهلية بدلتا مصر شهدت تعزيزات أمنية أمس تحسبا لوصول الجثمان... والأسرة تنتظر أي جديد حول موعد وصول الجثمان».
يأتي هذا في وقت ما زالت تؤكد فيه أسرة الشيخ الراحل دفنه في مسقط رأسه بالجمالية. وأكدت فوقية عبد الرحمن، ابنة شقيق الشيخ عمر عبد الرحمن، أن «العائلة لديها مقابر بمسقط رأس الشيخ بالجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية».
والجمالية تتبع محافظة الدقهلية إدرايا، وتقع شمال شرقي محافظة الدقهلية على ضفاف بحيرة المنزلة، والمهنة الأساسية لسكانها هي الصيد والزراعة، حيث تشتهر بالسمك، لأنها تقع بين ترعة المنصورية، وهي أحد فروع النيل، والرسوة، وهي أحد فروع بحيرة المنزلة. وسميت بالجمالية (بفتح الميم وليس بتشديدها) نسبـة إلى بدر الدين الجمالي، وقيل إنها كانت مركزا للتجارة فكانت تستريح فيها الجمال التي تنقل البضائع.
وأشار شهود العيان إلى أن «العائلة لم تُخطر من قبل (الخارجية المصرية) حتى الآن بموعد عودة الجثمان حتى يتسنى لهم تحديد موعد الدفن وصلاة الجنازة»، متوقعة أن تكون الجنازة بعدد محدود من أسرته فقط، وأن العزاء أيضا سيقتصر على الأقارب.
واعتقل الشيخ عمر عبد الرحمن في الولايات المتحدة، وكان يقضي فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993.
ويعرف الشيخ عبد الرحمن (79 عاما) بأنه الزعيم الروحي لـ«الجماعة الإسلامية» التي حملت السلاح ضد الحكومة المصرية في مطلع التسعينات. وأدانت محكمة أميركية عبد الرحمن في عام 1995 بالتآمر لشن هجمات على أهداف أميركية شملت مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك في عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ودخل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على خط أزمة الغموض التي تحيط بموعد وصول جثمان الشيخ الضرير، ودشن المغردون هاشتاغ بعنوان: «عمر عبد الرحمن - ميندفنش في مصر»، وهو الهاشتاغ الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا عبر موقع «تويتر» بأكثر من 14 ألف تغريدة بعد ساعة من تدشينه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.