هادي يعود إلى عدن... ومطارها يستأنف عمله بشكل طبيعي

مسؤولون بالعاصمة المؤقتة: لا مشكلات أمنية... والانقلابيون يؤججون «التفاصيل»

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مطار عدن بعد زيارة قصيرة للسعودية («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مطار عدن بعد زيارة قصيرة للسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

هادي يعود إلى عدن... ومطارها يستأنف عمله بشكل طبيعي

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مطار عدن بعد زيارة قصيرة للسعودية («الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مطار عدن بعد زيارة قصيرة للسعودية («الشرق الأوسط»)

عاد الرئيس اليمني إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أمس، بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية لعدة أيام، أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين السعوديين بخصوص تطورات الوضع في اليمن وعمليات تحرير المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية، إلى جانب بحث الوضع الاقتصادي والأمني في المناطق المحررة، في ضوء التعاون والتنسيق بين الحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي الداعمة للشرعية.
وتزامنت عودة هادي إلى عدن مع إعادة العمل في مطار عدن الدولي، بعد الأحداث التي شهدها المطار الأسبوع الماضي، وأدت إلى توقف العمل فيه لعدة أيام.
وقال مدير مطار عدن، طارق عبده لـ«الشرق الأوسط» إن «رحلات الطيران استؤنفت في مطار عدن بشكل طبيعي ولا توجد أي مشكلات أمنية أو غير أمنية»، وإن «الأوضاع طبيعية في مطار عدن»، مشيرًا إلى أن «توقف الرحلات، الأيام الماضية، كان لأسباب إعادة ترتيب وضعه الأمني بالطريقة الصحيحة».
في السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة في عدن لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس هادي عاد وقد أنجز كثيرًا من المهام فيما يتعلق بحل مشكلات المواطنين الاقتصادية، بعد سلسلة مباحثات أجراها في الرياض مع المسؤولين السعوديين، حيث «تقدم دول التحالف العربي دعمًا غير محدود للحكومة الشرعية في سبيل إنجاز مهامها وإنهاء الانقلاب». وأضافت المصادر أن «الرئيس هادي لقي تفهمًا دوليًا إقليميًا ودوليًا كبيرًا، فيما يتعلق بكثير من القضايا والاحتياجات، وخصوصًا فيما يتعلق بالوضع السياسي والإنساني والاقتصادي، إلى جانب العسكري، الذي بات ركيزة رئيسية لإنهاء الانقلاب».
من جهته، قال الناشط السياسي والإعلامي، فراس اليافعي، إن «التطورات التي شهدها مطار عدن، أخيرًا، كانت أمرًا طبيعيًا نتيجة تداخل بعض الصلاحيات»، وإن «الإشكالية انتهت تمامًا»، مؤكدًا أن «بعض الأطراف الانقلابية وخلاياها الإعلامية حاولت الاصطياد في الماء العكر، عبر ترويج شائعات، لا أساس لها من الصحة، عن خلافات بين الشرعية وقوات التحالف الموجودة في عدن، وذلك بدليل أنه لم تحدث أي اشتباكات ولم يسقط قتلى، حيث لعبت أطراف انقلابية دورًا في محاولة إفشال الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف في العاصمة المؤقتة عدن». وأضاف اليافعي: «إننا قد نرى مثل هذه التصرفات الحقيرة في مقبل الأيام في بعض المحافظات المحررة، لكنها مكشوفة ولن تؤدي غرضها».
وأشار اليافعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدن «مدينة متحضرة ومدينة التعايش السلمي منذ مئات السنين بين جميع الديانات والطوائف، وتاريخها مليء بالشواهد».
وذكر اليافعي أن «اليمنيين يكنون كل التقدير لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وإلى جانبها دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصًا بعدما اختلط الدم اليمني بالخليجي في سبيل تحرير الأرض اليمنية من دنس الميليشيات التابعة لإيران».
ويشهد اليمن تحولات ميدانية كثيرة، على أكثر من صعيد، أبرزها الانتصارات التي تحققت في جبهات القتال التي أدت إلى دحر الميليشيات الانقلابية من مناطق استراتيجية.
وأخيرًا لجأ الانقلابيون إلى تنفيذ عمليات إرهابية على غرار عمليات تنظيم القاعدة، مطلع الألفية الراهنة، عبر استهداف البوارج والفرقاطات وسفن الإغاثة في الممر المائي الدولي (باب المندب)، كما حدث مع الفرقاطة السعودية، أخيرًا، وقبلها سفينة المساعدات الإماراتية التي كانت تقل جرحى حرب الميليشيات على اليمنيين.
وكان الرئيس هادي غادر عدن إلى الرياض لإجراء مباحثات مع القيادة السعودية، بعد أن بدأت بعض الأطراف افتعال مشكلات، في محاولة لإفشال جهود دول التحالف العربي. وحسمت مواقف التحالف والقيادة اليمنية كل تلك المحاولات التي «سعت إلى خدمة الانقلابيين»، حسب تعبير المصادر اليمنية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.