باريس تجدد التنديد بالتدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت (رويترز)
TT

باريس تجدد التنديد بالتدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت (رويترز)

ندّد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت مجددًا اليوم (الأحد) بالتدخل الروسي أيًا كان شكله في الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن تفضيل روسيا مرشّحي اليمين واضح جدًا، و«مهاجمتها» المرشّح الوسطي إيمانويل ماكرون «مرفوض تمامًا».
وقال إرولت في مقابلة مع صحيفة «جورنال دو ديمانش»: «يكفي أن ننظر إلى المرشحين الذين تبدي روسيا أفضلية حيالهم، بين مارين لوبان أو فرنسوا فيون في الحملة الانتخابية الفرنسية، بينما يتعرض ماكرون الذي يُطوّر خطابًا أوروبيًا لهجمات إلكترونية، هذا الشكل من أشكال التدخل في الحياة الديمقراطية الفرنسية غير مقبول وأنا أندد به».
وكان ماكرون أعلن تعرض موقع حملته لـ«هجمات قرصنة متكررة» وغالبيتها أوكرانية، منددًا كذلك بهجمات تشنها عليه وسيلتا إعلام روسيتان هما «سبوتنيك» و«آر تي».
وأضاف أرولت أن «روسيا أول من أشار إلى أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو مبدأ أساسي في الحياة الدولية، وأنا أفهم ذلك، وفرنسا لن تقبل، والفرنسيون لن يقبلوا فرض خيارات عليهم»، مؤكدًا على أن «مصالح روسيا والولايات المتحدة وبقية العالم هي في وجود أوروبا مستقرة، تعمل وتتحمل مسؤوليتها وتؤدي دورها لمصلحة السلام والازدهار والتنمية المستدامة»، موضحًا أن أوروبا ستظل «مرجعية في هذا العالم المضطرب».
وكان أرولت حذر من أمام الجمعية الوطنية، من أن بلاده «لن تقبل أي تدخل، من أي نوع، في العملية الانتخابية، أكانت هجمات إلكترونية أو من خلال نشر معلومات كاذبة، وخصوصًا من جانب روسيا». وقال إن ذلك ينطلق «من ديمقراطيتنا وسيادتنا واستقلالنا الوطني».
وتوجه إلى الإدارة الأميركية الجديدة بالقول: «أنا أراهن على أن الميل إلى تفريق الأوروبيين من أجل إحكام سيادتها، لن ينجح ذلك لأن الولايات المتحدة ليست لديها الوسائل لتعويض المكاسب التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لأعضائه»، في إشارة إلى انتقاد ترمب لـ«الحلف الأطلسي» الذي «لا يفي بالتزاماته المالية».
وستشهد أوروبا في عام 2017 انتخابات مهمة، خصوصًا في ألمانيا وفرنسا، ويتهم كثير من الخبراء والمسؤولين عن أجهزة المخابرات وسياسيين، موسكو بأنها تريد التأثير في النتائج من خلال هجمات إلكترونية متطورة وحملات تضليل، خصوصًا وأنها اتُّهمت بقرصنة الانتخابات الأميركية لترجيح كفة الرئيس الحالي دونالد ترمب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الدفاع الفرنسي اجتماعًا استثنائيًا برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الأسبوع المقبل، لتعزيز الإجراءات ضد هذا النوع من التهديد.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.