رو: لا يمكن لوم المحكمة حتى وإن طالت قضية الحريري

أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تتخذ من لاندسخندام القريبة من لاهاي الهولندية، مقرا لها، أن رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة فرنسوا رو، اختتم زيارةً إلى لبنان استغرقت خمسة أيام، التقى خلالها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، الذي جرى إطلاعه على عمل مكتب الدفاع والدعم الذي يقدمه لفرق الدفاع ضمانًا لمحاكمة نزيهة وسريعة.
وزار رو أيضًا أثناء وجوده في لبنان رئيس الوزراء سعد الحريري، ووزير العدل سليم جريصاتي، والنائب وليد جنبلاط. كما التقى بعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في بيروت، ومدير عام قوى الأمن الداخلي إبراهيم بصبوص. وشدد رو أمام جميع المسؤولين الذين التقاهم على أنه، وإن طالت المحاكمة، لا يمكن لوم المحكمة بالقول إنه لم يكن لديها الوقت للنظر في جميع أدلة القضية وتحليلها بدقة.
وأضافت المحكمة في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أنه في إطار أنشطة التواصل الخارجي التي تنظمها المحكمة الخاصة بلبنان، ألقى رو كلمة في الطلاب المشاركين في البرنامج المشترك بين الجامعات بجامعة الروح القدس في الكسليك (ضواحي بيروت الشمالية). والتقى رئيسة الجامعة الإسلامية السيدة دينا المولى. وألقى رو أيضًا محاضرة عنوانها «المبادئ الأخلاقية وتحقيقات المحامين الذين يترافعون أمام المحاكم الجنائية الدولية: ما المساهمة التي يستطيع لبنان أن يقدمها؟» ونُظّمت هذه المحاضرة برعاية نقيب المحامين في بيروت أنطونيو الهاشم في معهد حقوق الإنسان في بيت المحامي. وسبقت هذه المحاضرة ورشةُ أدارها النقيب الهاشم وممثل عن نقيب المحامين في طرابلس. وهذه الورشة ورشة لبنانية منبثقة عن مجموعة العمل التي أنشأها الاجتماع الدولي لجهات الدفاع بهدف صياغة مدّونة سلوك مشتركة لجميع المحامين الذين يترافعون أمام المحاكم الجنائية الدولية.
وكانت رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا قد قامت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بزيارة إلى بيروت اجتمعت خلالها مع مسؤولين حكوميين وأعضاء في السلك الدبلوماسي وفي الأوساط القانونية والأكاديمية. وشاركت رئيسة المحكمة أيضًا في عدد من أنشطة التواصل الخارجي. وألقت محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت عن نشوء ومستجدات القانون الجنائي الدولي. وافتتحت القاضية هردليشكوفا الدورة السادسة للبرنامج المشترك بين الجامعات في القانون الجنائي الدولي والإجراءات الجنائية الدولية بإلقاء محاضرة في جامعة الحكمة. وتنظم المحكمة هذا البرنامج بالتعاون مع 11 جامعة لبنانية بارزة ومع معهد ت. م. س. أسَر في لاهاي. وقال بيان للمحكمة وقتها: «وسوف تواصل المحكمة القيام بدور في مستقبل لبنان، بإتاحة الفرصة أمام الشباب والخبراء اللبنانيين لتطوير إنجازاتها».
ويذكر أنه في منتصف يناير (كانون الثاني) 2014، بدأت في المحكمة الخاصة بلبنان جلسات المحاكمة فيما يعرف بقضية عيّاش وآخرين، في إشارة إلى المتهمين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وآخرين التي وقعت يوم 14 فبراير (شباط) 2005. وانطلقت الجلسات من خلال تصريحات تمهيدية لكل من المدعي العام والممثلين القانونيين للمتضررين المشاركين في الإجراءات، والفرصة متاحة أيضًا لجهة الدفاع. وكانت غرفة الدرجة الأولى بالمحكمة قد عقدت قبلها عدة جلسات إعداد للمحاكمة وأثناء ذلك صدقت المحكمة على قرار اتهام بحق متهم خامس في القضية هو حسن حبيب مرعي لينضم إلى الأربعة الرئيسيين سليم عياش ومصطفى بدر الدين وحسن عنيسي وأسد صبرا. وجرت جلسات المحاكمات غيابيًا، وفي ظل حرص على الحضور من جانب شخصيات دبلوماسية وسياسية واهتمام واضح من جانب وسائل الإعلام.