الرئيس الأميركي يتوعد بمرسوم جديد حول الهجرة الأسبوع المقبل

فتح النار على أجهزة الاستخبارات والإعلام والديمقراطيين

الرئيس الأميركي يخاطب الصحافيين في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي يخاطب الصحافيين في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الأميركي يتوعد بمرسوم جديد حول الهجرة الأسبوع المقبل

الرئيس الأميركي يخاطب الصحافيين في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي يخاطب الصحافيين في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إنه سيعلن، الأسبوع المقبل، عن أمر تنفيذي جديد بشأن الهجرة، سعيًا إلى المضي قدمًا، بعدما علقت محكمة فيدرالية قراره حظر دخول اللاجئين ومواطني 7 دول إسلامية.
وأضاف ترمب، خلال مؤتمر صحافي: «نحن بصدد إصدار أمر جديد وشامل جدًا، بغية حماية شعبنا»، نافيًا أن إدارته تعاني من فوضى، ومؤكدًا أنها أشبه بـ«ماكينة مضبوطة».
وقبل ذلك بساعات، هدّد الرئيس الأميركي بـ«القبض» على من يقف وراء التسريبات للصحافة، بعد الكشف عن اتصالات متكررة، العام الماضي، بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، وعن محادثات بين مستشاره السابق مايكل فلين ودبلوماسي روسي. كما فتح ترمب النار على الديمقراطيين، معتبرًا أنهم «اخترعوا قصة لتبرير فشلهم في الانتخابات، (والقصة هي) روسيا».
وكتب الرئيس الأميركي على «تويتر»، أمس، أن «الذين يقومون بالتسريبات باتوا أخيرًا مكشوفين... سيلقى القبض عليهم». وكان الرئيس الجمهوري قد انتقد التسريبات، أول من أمس، واصفًا إياها بأنها «أعمال إجرامية»، لكنه لم يتخذ موقفًا منها. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، إن «وسائل الإعلام قد تعاملت بطريقة بالغة السوء» مع مايكل فلين الذي استقال الاثنين من رئاسة مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وفي أجواء توتر بين البيت الأبيض ووكالات الاستخبارات، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يتعمدون حجب معلومات استخباراتية حساسة عن الرئيس ترمب لأنهم قلقون من احتمالات تسريبها، أو إساءة استخدامها. وتتعلق المعلومات التي تم حجبها بالمصادر والأساليب التي تستخدمها وكالات الاستخبارات لجمع المعلومات، والوسائل التي تستخدمها وكالات التجسس على الحكومات الأجنبية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين بأجهزة الاستخبارات أن قرار مسؤولي الاستخبارات حجب بعض المعلومات يؤكد حالة عدم الثقة العميقة التي نشأت بين أجهزة الاستخبارات والرئيس، على خلفية الاتصالات التي أجراها فريق ترمب الانتقالي مع الحكومة الروسية، إضافة إلى العداء الذي أبداه ترمب تجاه أجهزة الاستخبارات، والحرب الكلامية بين ترمب وتلك الوكالات التي اتهمها بتسريب معلومات أدت إلى استقالة مايكل فلين.
وقال آدم شيف، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا العضو البارز بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إنه لم يسمع عن هذه المخاوف في الماضي، وأضاف: «تحدثت مع المسؤولين في مجتمع الاستخبارات الذين لديهم مخاوف بشأن البيت الأبيض والرئيس، وأعتقد أن تلك المخاوف تتخذ عددًا من الأشكال، إلا أن الواجب المقدس لأجهزة الاستخبارات هو توفير أفضل حماية لأساليب جمع المعلومات، وحماية الشعب الأميركي».
من جهتها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأربعاء، أن وكالات الاستخبارات اعترضت اتصالات هاتفية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بين أعضاء فريق حملة ترمب ومسؤولين روس، لكنها لم تجد دليلاً على أن حملة ترمب تتعاون مع الروس حول التأثير على الانتخابات. وقال النائب جايسون شافليز، رئيس لحنة الرقابة بمجلس النواب، لقناة «فوكس نيوز»، إنه أرسل رسالة إلى وزارة العدل يطالبها بالتحقيق في التسريبات التي أدت إلى استقالة مايكل فلين.
وفي مواجهة تلك التقارير التي تناقلتها الأوساط السياسية والتقارير الصحافية، أصدر المتحدث باسم مدير مكتب الاستخبارات الوطنية بيانًا نفى فيه وجود خلافات بين أجهزة الاستخبارات والبيت الأبيض، كما نفى قيام أجهزة الاستخبارات بحجب معلومات عن الرئيس، وقال إن «أي ادعاءات بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية تقوم بحجب معلومات، ولا تقدم أفضل استخبارات ممكنة إلى الرئيس وفريقه للأمن القومي، ليست صحيحة».
وتناقلت وسائل الإعلام الأميركية أنباء عن خطط للرئيس ترمب للاستعانة بصديقه الملياردير ستيفن فاينبرغ، صاحب شركة «سيربيروس كابيتال مانجمنت»، للقيام بمراجعة واسعة لعمل وكالات الاستخبارات الأميركية، وهو توجه يثير مخاوف مجتمع الاستخبارات من احتمالات تقليص استقلاليته، والتقليل من تدفق المعلومات التي تتناقض مع رؤية وتوجهات الرئيس.
ويلقى خبر الدور المحتمل لصديق ترمب ستيفن فاينبرغ مقاومة شرسة من أجهزة الاستخبارات، ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن عن أيه تعيينات تتعلق بفاينبرغ، فإن الأخير أشار في اجتماع لشركته أنه يناقش أمر الانضمام إلى إدارة ترمب، وقبول وظيفة في المجلس الاستشاري الاقتصادي بالبيت الأبيض. ويمتلك فاينبرغ علاقات وثيقة مع ستيفن بانون كبير الاستراتيجيين بإدارة ترمب، وجاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره الخاص.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».