اتفاق يقضي بخروج «جند الأقصى» من حماه وإدلب إلى الرقة

اتفاق يقضي بخروج «جند الأقصى» من حماه وإدلب إلى الرقة
TT

اتفاق يقضي بخروج «جند الأقصى» من حماه وإدلب إلى الرقة

اتفاق يقضي بخروج «جند الأقصى» من حماه وإدلب إلى الرقة

توصلت «هيئة تحرير الشام»، أمس، إلى اتفاق مع «جند الأقصى» يقضي بخروج الأخير إلى الرقة، بعد أيام عدة من الاشتباكات الدامية بين الفصيلين في ريفي حماه وإدلب، التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وراح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. وأفادت مصادر مطلعة على الاتفاق لـ«شبكة الدرر الشامية» المعارضة، أن عضو اللجنة الشرعية في «هيئة تحرير الشام» عبد الله المحيسني ضمن لعناصر «جند الأقصى» السماح لهم بالخروج باتجاه مناطق سيطرة تنظيم داعش في الرقة بسلاحهم الخفيف فقط، مع إبقاء السلاح الثقيل، وكذلك إطلاق سراح من تبقَّى من الأسرى لدى التنظيم، وتوقعت المصادر أن يتم البدء بالتنفيذ فجر اليوم الجمعة، أو بعد غد على أبعد تقدير.
من جهته، قال الشيخ صالح، القيادي السابق في «جبهة النصرة» في تغريدات له على حسابه في «تويتر»»: «(جند الأقصى) يجمع سلاحه الثقيل والمجنزرات في الخزانات استعدادًا للانسحاب باتجاه الرقة، وحتى الآن لا يعلم هل (سيسلموا) الثقيل للهيئة أم لا»، لافتا كذلك إلى أنهم بدأوا يبيعون أسلحتهم وأغراضهم استعدادا للانسحاب. وتحدث عن «غضب شعبي عارم في ريف حماه وغليان في الشارع ضد (جند الأقصى) ومطالبات بالقصاص من عناصرهم ثأرًا لتصفية 140 أسيرا من الجيش الحر من أبناء حماه»، واصفا الاتفاق بـ«وصمة عار في جبين (هيئة تحرير الشام)»، عادًا أن «أكثر المتضررين (بالاتفاق) هم فرع الشرقية لـ(هيئة تحرير الشام)؛ إذ عبور (الجند) إلى الرقة سيكون من مناطقهم وسيعودون بالمفخخات واللواصق عليهم»، وفق قوله. وتقدر أعداد القتلى في صفوف «هيئة تحرير الشام» و«جند الأقصى» خلال أكثر من 4 أيام من الاشتباكات، بأكثر من 120؛ غالبيتهم من «الهيئة»، حيث أعدم «لواء الأقصى» في خان شيخون وحدها أكثر من 40 عنصرًا، بعد سيطرته على مقر الحسبة التابع لـ«الهيئة»، فيما أكّدت معلومات إقدام «الأقصى» أول من أمس على إعدام أكثر من 150 أسيرا لديه، معظمهم من «جيش النصر» و«هيئة تحرير الشام». وأعلن موقع «سايت» الذي يراقب أنشطة الجماعات المتشددة على الإنترنت، ومقره الولايات المتحدة، أول من أمس، أن جماعة منبثقة عن جماعة «جند الأقصى» المتشددة، قتلت أكثر من 150 عضوا في فصائل معارضة بمدينة خان شيخون بجنوب محافظة إدلب.
وأضاف الموقع، نقلا عن حساب على موقع للتواصل الاجتماعي لجماعة مناصرة لتنظيم «القاعدة» المتشدد، أن عشرات من الذين أعدموا كانوا أعضاء في جماعة تنضوي تحت لواء «الجيش السوري الحر». وقال: «باقي الذين أعدموا ينتمون لتحالف (تحرير الشام) الذي تنتمي إليه أيضا (جبهة فتح الشام) التي كانت فرع تنظيم القاعدة في سوريا وكانت تعرف باسم (جبهة النصرة)». قيادي في «الجيش الحر» في إدلب قال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا نفذ الاتفاق، فعندها من المرجح أن يعبروا طريق إثريا - خناصر الذي يصل بين حماه وحلب ويقع تحت سيطرة النظام».
من جهتها، أشارت مصادر من تجمع «الرقة تذبح بصمت»، لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لا معطيات تشير إلى إمكانية انتقال «جند الأقصى» إلى المدينة، لافتة إلى أن المعلومات التي وصلت إليهم تشير إلى احتمال نقلهم إلى ريف حماه الشرقي، مضيفة: «قد يتم بعدها نقلهم إلى الرقة».
وتعد جماعة «جند الأقصى» قريبة فكريا من تنظيم داعش المنافس الرئيسي لتنظيم القاعدة.
واشتد القتال بين «جند الأقصى» و«تحرير الشام» خلال الأسبوع الماضي في معارك قال مراقبون للحرب في سوريا إنها أوقعت عشرات القتلى. وأضافت تلك الاشتباكات مزيدا من التعقيد على مشهد تناحر فصائل المعارضة السورية في غرب البلاد.
كما تقاتل جماعتا «تحرير الشام» و«جند الأقصى» ضد الجيش السوري الحر المدعوم من الخارج. وهاجمت جماعات متشددة الجيش السوري الحر لإرساله مندوبين إلى محادثات السلام في كازاخستان الشهر الماضي.
ويقاتل كثير من الجماعات التابعة للجيش السوري الحر تحت لواء «حركة أحرار الشام الإسلامية» القوية والأكثر اعتدالا.
وكان الإعلان عن إعدام الأسرى قد فاقم المواجهات بين الطرفين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس: «اشتباكات عنيفة وقعت بين (هيئة تحرير الشام) من جهة؛ وتنظيم (جند الأقصى) من جهة أخرى، في قرية الصياد، وتلتها بريف حماه الشمالي، إثر هجوم لمقاتلي (الهيئة) على تمركزات لـ(جند الأقصى) في المنطقة، أجبر فيها الأخير على الانسحاب إلى مورك وخان شيخون»، لافتا إلى أن تنظيم «جند الأقصى» لا يزال يسيطر على 5 قرى أخرى بريف حماه الشمالي.



المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.