بعد انتهاء عملية الباب... رئيس هيئة الأركان الأميركية في أنقرة اليوم

وزير خارجية تركيا: نجاح عملية الرقة يتطلب تنفيذها مع قوات عربية

بعد انتهاء عملية الباب... رئيس هيئة الأركان الأميركية في أنقرة اليوم
TT

بعد انتهاء عملية الباب... رئيس هيئة الأركان الأميركية في أنقرة اليوم

بعد انتهاء عملية الباب... رئيس هيئة الأركان الأميركية في أنقرة اليوم

في حين أعلن رئيس هيئة أركان الجيش التركي، خلوصي أكار، انتهاء عملية تحرير مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، شمال سوريا، من أيدي تنظيم داعش، وبدء مرحلة تطهيرها من الألغام والعناصر الانتحارية، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أمس، إن الإدارة الأميركية الجديدة تتبنى نهجًا أكثر مرونة إزاء سوريا، ولا تصر على مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية السورية في عملية مزمعة لطرد تنظيم داعش من معقله في مدينة الرقة، كما أعلن عن زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية لأنقرة، اليوم، لإجراء مزيد من المباحثات حول التطورات في سوريا.
ونقلت القنوات التركية عن إيشيك، في بث مباشر من بروكسل، حيث يشارك في اجتماع وزراء دفاع «الناتو»، وحيث جرى بحث التوتر مع روسيا: «إذا أردنا النجاح لعملية الرقة، فيجب تنفيذها مع قوات عربية في المنطقة، ومن دون وحدات حماية الشعب الكردية». وأضاف أن للإدارة الأميركية الجديدة منهجًا مختلفًا إزاء الأمر؛ لم يعد لديهم إصرار على وجوب تنفيذ العملية بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية (القوات الغالبة على تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تحاصر الرقة من خلال عملية غضب الفرات)، لكنهم لم يحسموا أمرهم بعد.
وسيطر تحالف قوات سوريا الديمقراطية - الذي يضم جماعات عربية وغير عربية في شمال سوريا، إضافة إلى وحدات حماية الشعب - على منطقة على الحدود بين سوريا وتركيا، في أثناء قتالهم «داعش»، مما دعا تركيا إلى إطلاق عملية «درع الفرات»، في 24 أغسطس (آب) الماضي، التي كان أحد أهدافها، إلى جانب ضرب «داعش»، إبعاد الأكراد عن حدودها الجنوبية.
وتطالب أنقرة واشنطن بوقف تسليح وحدات حماية الشعب الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وإبعادها عن عملية تحرير الرقة، أو دخولها بعد تطهيرها من «داعش»، وتطرح بدائل أخرى كالعناصر المحلية والقوات العربية، مع مشاركة وحدات خاصة من الجيش التركي، على غرار عملية «درع الفرات».
وأحد أهم القرارات التي ستتخذها إدارة ترمب إزاء هذا الملف سيكون بشأن ما إذا كانت ستسلح وحدات حماية الشعب، رغم اعتراضات تركيا. وتقول الولايات المتحدة إن الأسلحة التي تم تقديمها حتى الآن لقوات سوريا الديمقراطية اقتصرت على العناصر العربية فيها.
وقال إيشيك: «ننسق مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب من منبج، في الوقت الذي تكتمل فيه عملية مدينة الباب. أولوية تركيا بعد عملية الباب ستكون التقدم صوب منبج والرقة».
وأعلن إيشيك أن جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية، سيزور تركيا، اليوم (الجمعة).
وتأتي زيارة دانفورد الذي زار أنقرة في أغسطس الماضي، بعد أيام من زيارة مدير المخابرات المركزية الأميركية مايك بومبيو لتركيا التي تطرقت إلى عملية الرقة، وإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، خططت لها تركيا من وراء عملية «درع الفرات». ومن المتوقع، بحسب مصادر تركية، أن يتطرق دانفورد، خلال مباحثاته مع المسؤولين الأتراك، إلى الخلاف بين أنقرة وواشنطن حول الموقف من وحدات حماية الشعب الكردية، ومشاركتها في عملية الرقة، والمرحلة المقبلة من عملية «درع الفرات»، التي تستهدف تطهير مدينتي الرقة ومنبج، والمنطقة الآمنة في سوريا.
كان إيشيك قد أعرب لنظيره الأميركي، جيمس ماتيس، عن انزعاجه من استخدام الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في العمليات ضد «داعش» بسوريا، تحت غطاء قوات سوريا الديمقراطية، وذلك خلال لقائهما على هامش اجتماع وزراء دفاع «الناتو» في بروكسل.
بدوره، أكد ماتيس أن الولايات المتحدة، والتحالف الدولي، سيقدمان مزيدًا من الدعم لعملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا بريف حلب، شمال سوريا، لتطهير المنطقة الحدودية من العناصر الإرهابية.
في الوقت نفسه، نقلت «رويترز» عن إلهام أحمد، رئيس مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، أن المقاتلين الأكراد على استعداد لمواجهة تركيا، إذا قررت الاقتراب من مدينة الرقة، حيث تخوض القوات الديمقراطية معركة الآن ضد تنظيم داعش.
وقالت بعد عودتها من الولايات المتحدة، حيث التقت مسؤولين في الخارجية والكونغرس، إن اقتراب تركيا من الرقة: «أمر غير مقبول... لن نسمح بذلك، وهذا سيعني زيادة التوتر، لكن إذا حاولوا، فستكون هناك اشتباكات بالطبع»، بحسب تعبيرها. وقالت أحمد، العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إن لقاءاتها في أميركا أوضحت أن واشنطن ستحافظ على دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، إن لم تزد هذا الدعم. وكانت واشنطن قد قدمت دفعة أسلحة ومعدات «غير مسبوقة» لقوات سوريا الديمقراطية، في عهد الرئيس الجديد دونالد ترمب، لكنها كانت مخصصة للمكون العربي حصرًا ضمن قوات سوريا الديمقراطية. تأتي هذه التطورات بعد أن أعلن رئيس الأركان التركي خلوصي آكار انتهاء عملية تحرير مدينة الباب من تنظيم داعش الإرهابي، في إطار عملية درع الفرات.
ونقل عن أكار قوله، ليل الأربعاء، خلال زيارته الدوحة مرافقًا للرئيس رجب طيب إردوغان، إن القوات التركية وعناصر الجيش السوري الحر يعملون الآن على تطهير المدينة من الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي.
من جانبه، أكد وزير الدفاع فكري إيشيك أن عمليات التطهير في الباب لا تزال مستمرة، بعد تطويق المدينة بالكامل. وفي السياق، أعلن الجيش التركي، في بيان له أمس (الخميس)، تحييد 15 من إرهابيي تنظيم داعش، في قصف بري وجوي طال 278 هدفًا للتنظيم، شمال سوريا، في اليوم الـ177 لعملية درع الفرات.
وأوضح البيان أن قوات المعارضة السورية تواصل فرض سيطرتها على مدينة الباب السورية، وتطهيرها من عناصر «داعش»، بدعم جوي وبري تركي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.