أوباما يصف كوريا الشمالية بـ«المارقة» ويهددها باستخدام «القوة العسكرية»

الرئيس الأميركي يزور ماليزيا في إطار جولته الآسيوية ويبحث فيها قضايا الأمن والتجارة

أوباما يسير مع ملك ماليزيا عبد الحليم والملكة حمينة ورئيس الوزراء عبد الرازاق (خلف) خلال حفل العشاء في كوالالمبور أمس (رويترز)
أوباما يسير مع ملك ماليزيا عبد الحليم والملكة حمينة ورئيس الوزراء عبد الرازاق (خلف) خلال حفل العشاء في كوالالمبور أمس (رويترز)
TT

أوباما يصف كوريا الشمالية بـ«المارقة» ويهددها باستخدام «القوة العسكرية»

أوباما يسير مع ملك ماليزيا عبد الحليم والملكة حمينة ورئيس الوزراء عبد الرازاق (خلف) خلال حفل العشاء في كوالالمبور أمس (رويترز)
أوباما يسير مع ملك ماليزيا عبد الحليم والملكة حمينة ورئيس الوزراء عبد الرازاق (خلف) خلال حفل العشاء في كوالالمبور أمس (رويترز)

بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس زيارة إلى ماليزيا، هي الأولى لرئيس أميركي منذ الستينيات من القرن الماضي، هدفها تحسين العلاقات لا سيما في الجانبين الأمني والتجاري. ويعد أوباما أول رئيس أميركي في منصبه يزور البلاد منذ ليندون جونسون عام 1966، وتأتي زيارته هذه في إطار جولته الآسيوية التي يسعى من خلالها لتعزيز تحالفاته والترويج لمشروعه من أجل اتفاق تجارة بين دول المحيط الهادي وسط قلق حول تزايد نفوذ الصين، لكن القضايا الساخنة الأخرى حول العالم تتدخل في برنامج جولته تكرارا.
وتضمن جدول أعمال أوباما في ماليزيا عقد اجتماع مع ملك البلاد السلطان عبد الحليم معظم وحضور عشاء دولة. أما في اليوم الثاني من الزيارة فسيزور المسجد الوطني في كوالالمبور ويعقد اجتماعا ثنائيا مع رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق قبل أن يلتقي مسؤولين من الشبيبة من مختلف دول جنوب شرق آسيا.
ووصل أوباما إلى ماليزيا قادما من كوريا الجنوبية وقبلها اليابان، وهما المحطتان اللتان اضطر فيهما إلى التعامل مع المواجهات المتصاعدة مع روسيا في أوكرانيا وتدهور محادثات السلام في الشرق الأوسط والعدوة القديمة كوريا الشمالية. وقال أوباما في ختام زيارة استمرت يومين إلى كوريا الجنوبية إن سعي كوريا الشمالية، «الدولة المارقة» بحسبه، المتواصل لحيازة السلاح النووي «طريق يؤدي إلى مزيد من العزلة». وأكد أن الولايات المتحدة لم تستخدم قوتها العسكرية «لفرض أمور» على الآخرين، ولكنها ستستخدم القوة إذا دعت الحاجة للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة أي هجوم من كوريا الشمالية.
وتحرص واشنطن على تعزيز علاقاتها مع ماليزيا التي تشهد ازدهارا اقتصاديا، بينما تعاني الولايات المتحدة من مشكلات بسبب صورتها في العالم الإسلامي. إلا أن ماليزيا شريك تجاري قريب من الصين واعترضت على نقاط أساسية من الاتفاقية التي يقترحها أوباما للتجارة بين دول المحيط الهادي. وبدا أوباما خلال زيارته حذرا بين التودد إلى رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق وبين إدراك أن فئات كبيرة من المجتمع المتعدد الثقافات سئمت حكم الفساد المنتشر على نطاق واسع مع حكومة الائتلاف الحاكمة منذ 57 عاما.
ويطمح عبد الرزاق إلى الحصول على موافقة الخارج، إذ هو يطرح نفسه مسؤولا إصلاحيا ومعتدلا دينيا، إلا أن زعيم المعارضة أنور إبراهيم قال في بيان أمس حث فيه أوباما على دعم «الحرية والديمقراطية» في ماليزيا، إن «الواقع هو أن النظام فاسد ومتسلط». وأضاف أنور إبراهيم: «ستكون فرصة مناسبة للارتقاء إلى مستوى المثل التي دعا إليها أوباما في حملته والأيام الأولى لتوليه الرئاسة».
وتعرضت حكومة عبد الرزاق إلى انتقادات متزايدة حول مضايقة المنافسين وقمع حرية التعبير، خصوصا بعد الانتخابات العام الماضي والتي حصدت فيها المعارضة تأييدا شعبيا كبيرا. إلا أن نجيب ظل في الحكم من خلال ما يقول النقاد إنه نظام انتخابات يعطي الأفضلية لائتلافه. وأدين أنور في 7 مارس (آذار) الماضي وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات بتهمة المثلية الجنسية التي أثارت جدلا والتي يقول إن دوافعها سياسية وشككت بها الولايات المتحدة. ويواجه عدد من الناشطين والمعارضين والعاملين في المجال الإنساني تهما متعددة تشمل التحريض.
ومن المتوقع أن يغادر ماليزيا صباح غد الاثنين للتوجه إلى الفلبين.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.