رئيس الحكومة التونسية يدعو الولاة إلى الاستعداد للانتخابات

تواصل الاجتياح البري لمعاقل المجموعات الإرهابية في جبال الشعانبي

المهدي جمعة
المهدي جمعة
TT

رئيس الحكومة التونسية يدعو الولاة إلى الاستعداد للانتخابات

المهدي جمعة
المهدي جمعة

طلب المهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية من الولاة (المحافظين في الجهات)، العمل خلال هذه الفترة على مساعدة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حتى تكون جاهزة خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل. وتعد الأرضية المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية السنة.
وقال خلال ندوة الولاة التي أشرف على أشغالها أمس إن الحزم في التعامل مع كل من يعطل عجلة الإنتاج هو الطريق الأفضل لتهيئة البلاد لتلك الانتخابات، ودعا الولاة إلى أن يكونوا «جريئين في اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة حتى وإن لم تكن كلها على صواب»، على حد تعبيره. ودعاهم كذلك إلى التحلي باليقظة التامة فيما يتعلق بملف الإرهاب. وقال إن مقاومة هذه الظاهرة تمثل ثاني أولويات حكومته، تليها مقاومة ظاهرة التهريب.
وأضاف، في السياق ذاته، أن أولوية الحكومة التونسية الحالية هي قيادة البلاد إلى انتخابات نزيهة وشفافة، وقال إن على السلطات في الجهات الاستعداد خلال شهر يونيو المقبل للانتخابات، وأن تكون كل الظروف مهيأة وجاهزة لهذا الحدث المهم. وتوقع أن تجري الانتخابات في موعدها المحدد قبل نهاية السنة الحالية رغم الكم الهائل من المصاعب التي تعترض هذه العملية.
ولتهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات، دعا المهدي جمعة الولاة إلى التحري قبل اختيار من سيتولون مناصب المعتمدين والعمد (السلطات المحلية) وقال إن الحكومة ملتزمة بتطبيق خارطة الطريق المتفق عليها بين الفرقاء السياسيين، وخاصة ما يتعلق بمسألتي تحييد المساجد وحل رابطات حماية الثورة.
وخصص جمعة القسط الأكبر من خطابه الموجه إلى الولاة للمسائل الاقتصادية، وقال: «ليس من حق أي شخص تعطيل الإنتاج».
وتابع قائلا: «إن الحكومة ستتصدى لهذه الظاهرة السلبية في ظل احترام كامل لحقوق الإنسان». وأشار إلى الشروع قريبا في مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي ستعرض على المؤتمر الوطني للحوار الاقتصادي المزمع تنظيمه يوم 28 مايو (أيار) المقبل، وأهم تلك الإجراءات مراقبة كلفة الأجور وإعادة ترشيد الدعم الموجه إلى المواد الاستهلاكية، إضافة إلى إصلاح منظومة الجباية والمؤسسات البنكية الحكومية.
وقال جمعة إن أكبر إشكالية تعترض الحكومة الحالية تتمثل في المالية العمومية بسبب تراجع المداخيل وارتفاع النفقات نتيجة انتشار ظاهرة التجارة الموازية والتهرب الجبائي.
وقال إن الفرق بين المداخيل والنفقات يبلغ شهريا حدود مليار دينار تونسي (قرابة 625 مليون دولار أميركي).
في غضون ذلك، تخوض تونس معركة مفتوحة مع المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتحصن في جبال الشعانبي (وسط غربي تونس). وطورت المؤسسة العسكرية خلال الفترة الماضية تعاملها على الجبهة، وذلك عبر اللجوء إلى اكتساح بري انطلق منذ أربعة أيام في محاولة لاستئصال تلك المجموعات التي تقض مضجع الحكومة وتؤثر سلبيا على معظم المؤشرات الاقتصادية من استثمار وقطاع سياحي.
وفي هذا السياق، قال العميد توفيق الرحموني المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الاجتياح البري حققت تقدما مباشرا على الميدان وإن الطوق أحكم بالكامل على المجموعات الإرهابية المقدرة أعدادها بين 20 و50 عنصرا. وأضاف أن تونس ساعية لاسترجاع سلطتها الكاملة على جبال الشعانبي مهما كانت تكلفة العملية العسكرية.
وتوقع الرحموني في السياق ذاته، أن تتواصل المواجهات لأسابيع أخرى، وأشار إلى لجوء قوات الجيش إلى المدفعية الثقيلة والطائرات العسكرية لمواجهة تلك المجموعات.
وقال إن ملاحقة الإرهابيين تجري حاليا على مستوى بداية المنطقة العسكرية في جبال الشعانبي، ورجح أن يستمر التمركز العسكري هناك لأجل غير محدد.
وذكرت مصادر عسكرية جزائرية أن قرابة 12 ألف جندي جزائري قد انتشروا على طول الحدود التونسية - الجزائرية لمحاصرة إرهابيي الشعانبي على السفح المقابل من الناحية الجزائرية مساهمة في دعم وإسناد القوات التونسية. وبشأن ما أذيع حول استهداف معاقل الإرهابيين وتصفية البعض منهم والنتائج المحتملة لعملية الاجتياح البري، قال الرحموني إن قوات الجيش لم تتأكد من عدد الإصابات والقتلى في صفوف الإرهابيين، ورجح في المقابل أن خمسة إرهابيين على أقل تقدير قد أصيبوا أثناء محاولتهم التسلل من جبال الشعانبي واختراق الطوق الأمني المضروب على المنطقة برمتها.
على صعيد متصل، قال المختار بن نصر، العميد المتقاعد، في لقاء إعلامي نظمته أمس بالعاصمة التونسية جمعية قدماء ضباط الجيش التونسي بالتعاون مع جمعية التونسية للاقتصاديين، إن مواجهة ظاهرتي الإرهاب والتهريب تتطلب معالجة أمنية واقتصادية عاجلة.
ووصف بن نصر في مداخلته العلاقة بين الإرهاب والتهريب بأنها ثابتة ولا مجال للشك فيها، وذلك من خلال ما أجرته المؤسسة الأمنية والعسكرية من تحقيقات أمنية، وقال إن عددا من النقاط تجمع بين الإرهابيين والمهربين على مستوى الشريط الحدودي، على حد تقديره.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.