محاولة انتحار جماعية لأهالي «شهداء» حرب غزة في 2014

يعتصمون في مقر التلفزيون الرسمي في غزة مطالبين بدفع رواتبهم

محاولة انتحار جماعية لأهالي «شهداء» حرب غزة في 2014
TT

محاولة انتحار جماعية لأهالي «شهداء» حرب غزة في 2014

محاولة انتحار جماعية لأهالي «شهداء» حرب غزة في 2014

أقدمت مجموعة من أهالي فلسطينيين قضوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في صيف 2014، على محاولة الانتحار جماعيا في وقت واحد، داخل مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، بعد الاحتجاج على عدم صرف مخصصاتهم المالية، من قبل مؤسسة «أسر الشهداء والجرحى» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
واحتج المئات من الأهالي داخل المقر، في إطار سلسلة خطوات تصعيدية اتخذوها في الآونة الأخيرة، احتجاجا على ظروفهم المعيشية، نتيجة عدم اعتماد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كشوفًا ضمن «الشهداء» الذين تمنح منظمة التحرير أسرهم مخصصات مالية شهرية.
وتدفع المنظمة عادة، مخصصات مالية لأسر فلسطينيين قتلوا أو جرحوا، أو معتقلين في إسرائيل، وهو إجراء أثار غضب إسرائيل أكثر من مرة، متهمة المنظمة بدعم «الإرهاب».
ونقل عدد من الأهالي إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، بعد أن حاولوا الانتحار باستخدام الحبال، وكذلك تناول كميات كبيرة من الدواء، وتدهورت حالة بعضهم، قبل أن ينجح الأطباء في إنقاذ حياتهم.
وجاءت محاولة الانتحار بعدما اقتحم العشرات، من بين مئات المحتجين، مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون للمرة الثانية خلال أسبوعين، وأدى ذلك إلى تصاعد الأحداث.
وأكد الأهالي في بيان، أنهم سيواصلون «الاعتصام داخل مقر الهيئة، حتى يصدر الرئيس قرارا بحل مشكلتهم، وصرف رواتبهم المالية، ومساواتهم بباقي العائلات».
وقال الأهالي في البيان، إنهم «يطالبون برواتب أبنائهم فقط»، مؤكدين أن اعتصامهم داخل الهيئة مستمر حتى آخر نفس، للحصول على حقوقهم كباقي العائلات.
وعن الأسباب التي دفعتهم لاقتحام مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون في قطاع غزة، أكد الأهالي أن هذا المقر يتبع الرئيس محمود عباس، ومن خلاله يجب أن تصل رسالتهم.
وقالت مصادر مطلعة من مؤسسة أسر الشهداء والجرحى لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك محاولات حثيثة من قبل إدارة المؤسسة في غزة، وكذلك المسؤولة المباشرة عن المؤسسة أم جهاد الوزير، لحل الأزمة من خلال التواصل مع الرئيس عباس.
ووفقا للمصادر، فإن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في غزة، زكريا الأغا، يجري بدوره، اتصالات لحل الأزمة القائمة، بالإضافة إلى الأزمة المتعلقة بقضية الموظفين المقطوعة رواتبهم من عناصر حركة فتح، على خلفية علاقتهم السابقة بالقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.
وأشارت المصادر إلى أن هناك وعودا لحل الأزمة، وأنه سيجري طرحها مجددا على الرئيس عباس، من قبل الأغا والوزير.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».