«المركزي التونسي» يرفع توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 3.2 %

تفاؤلاً بإنتاجية إيجابية للقطاع الزراعي

حقول زيتون في تونس
حقول زيتون في تونس
TT

«المركزي التونسي» يرفع توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 3.2 %

حقول زيتون في تونس
حقول زيتون في تونس

أعلن البنك المركزي التونسي عن مراجعة توقعاته بالنسبة للنمو الاقتصادي المنتظر تسجيله في تونس خلال السنة الجديدة، وأضاف نسبة واحد في المائة لتوقعات أصدرها خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية.
وأكد في تقرير أصدره بداية هذا الأسبوع أن نسبة النمو سترتفع في تونس من 2.2 في المائة، إلى 3.2 في المائة خلال سنة 2017.
وفسر البنك مراجعة هذه التوقعات بصفة مبكرة، بالنتائج الإيجابية المنتظَر تحقيقها في القطاع الفلاحي (الزراعي)، إذ من المتوقع أن تؤثر العوامل المناخية المناسبة على إنتاج الحبوب وعلى إنتاج قطاع الزيتون، وهو ما ينعكس إيجابيًا على نسبة النمو الاقتصادي للسنة الحالية. وفي حال عدم احتساب النتائج الإيجابية التي قد يعرفها القطاع الفلاحي، فإن نسبة النمو لن تتجاوز حدود 2 في المائة سنة 2017، على أن ترتفع قليلاً خلال السنة التالية لتصل نحو 2.5 في المائة. وتختلف هذه النسب التي أعلنها المركزي التونسي مع النسبة التي توقعتها وزارة المالية التونسية، المقدَّرَة بنحو 2.5 في المائة خلال هذه السنة.
وفي المقابل، حافظ البنك، في تقريره حول «التطورات الاقتصادية والنقدية والآفاق على المدى المتوسط لشهر فبراير (شباط) 2017»، على توقعاته بالنسبة للنمو المنتظَر تسجيله خلال سنة 2018، وقال إنه سيكون في حدود 2.8 في المائة.
وتوقع المصدر نفسه زيادة في معدلات التضخم بالنسبة للسنة الحالية لتبلغ نحو 4.8 في المائة خلال الربع الأول من سنة 2017، و4.7 في المائة بالنسبة لكامل السنة الحالية.
وأعاد البنك المركزي التونسي التنبيه إلى الضغوط التي تعرفها ميزانية الدولة نتيجة ارتفاع النفقات مقابل ضعف الموارد، وهو ما يؤثر على تدخلات الدولة لدفع النمو الاقتصادي ومغادرة دائرة الانكماش الاقتصادي. وأكد البنك كذلك على هشاشة الميزان التجاري التونسي نتيجة تواصل العجز على مستوى الطاقة وارتفاع الواردات الاستهلاكية. وتعرض تقرير البنك المركزي التونسي إلى تواصل الضغوط على السيولة في البنوك، مما نتج عنه عدم توازن دائم بين العرض والطلب على العملة الأجنبية والتدخل المتنامي للبنك المركزي في السوق للحد من هذه الظاهرة، إضافة إلى زيادة الأوراق النقدية المتداولة في الأسواق التونسية.
على صعيد متصل، أكد كل من البنك المركزي التونسي ووزارة المالية نجاح تونس في الحصول على نحو 850 مليون يورو من الأسواق المالية العالمية، على أن يتم تسديدها خلال سبع سنوات وبنسبة فائدة مقدرة بنحو 5.625 في المائة.
وكانت لمياء الزريبي وزيرة المالية، والشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي، قد قاما بجولة ترويجية بأهم الأسواق المالية العالمية، في إطار تمويل حاجات الميزانية لسنة 2017، وتمكنا من إقناع 206 مستثمرين بتقديم قروض لفائدة الاقتصاد التونسي، غير أن المبلغ المالي الذي كان منتظرا توفيره كان في حدود 1.6 مليار يورو.
وبشأن مآل هذه القروض الجديدة، قال بسام النيفر المحلل المالي التونسي في تصريح إعلامي إن التمويلات التي تمكنت تونس من تعبئتها، البالغة نحو 850 مليون يورو، ستوجه بنسبة كبيرة نحو استيفاء التزامات الدولة خلال شهري فبراير ومارس، ولن يخصص قسط كبير منها للتنمية والاستثمار وخلق الثروات. وتوقع أن يذهب القسط الأكبر منها نحو توفير أجور نحو 650 ألف موظف ينشطون في القطاع العام، وتسديد قسط من الديون الخارجية.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).