لوس كابوس... سوق عقارية مكسيكية تنهض من كابوس أزمات

نشاط زائد مع ارتفاع المبيعات بنحو 30 % خلال 2016

فيلا مكونة من أربع غرف نوم بالقرب من الشاطئ في لوس كابوس المكسيكية (نيويورك تايمز)
فيلا مكونة من أربع غرف نوم بالقرب من الشاطئ في لوس كابوس المكسيكية (نيويورك تايمز)
TT

لوس كابوس... سوق عقارية مكسيكية تنهض من كابوس أزمات

فيلا مكونة من أربع غرف نوم بالقرب من الشاطئ في لوس كابوس المكسيكية (نيويورك تايمز)
فيلا مكونة من أربع غرف نوم بالقرب من الشاطئ في لوس كابوس المكسيكية (نيويورك تايمز)

يقع هذا المنزل المشيد على طراز منزل المزرعة، والذي يعرف باسم فيلا «ميغيل»، في منتجع الغولف «كابو ديل سول» المكسيكي. وتم بناء هذا المنتجع، الذي يمتد على مساحة 180 ألف فدان، على طول ميلين من ساحل بحر كورتيز، على بعد دقائق من وسط مدينة كابو سان لوكاس. وينقسم المنزل إلى وحدات فرعية مطلة على المحيط، أو الممر الملاحي.
وتتكون فيلا ميغيل من أربع غرف نوم، وأربعة حمامات كبيرة، وحمام صغير؛ وتمتد على مساحة أكثر من 3,800 قدم مربع، وتقدم فرصة لعب الغولف، وأيضًا مشهد يطل على الخليج. تم تشييد المنزل عام 2001 في بوينا فيستا من الخرسانة، ويتكون من طابقين لهما سطح مغطى ببلاط طيني، ويضم مرآبين لصفّ السيارات، ويقع في مواجهة الشاطئ، وأيضًا الممر الملاحي الثامن. ويتم عرض المنزل للبيع مقابل 2.9 مليون دولار بما يحويه من أثاث على حد قول إندرو ستيفنسون، مدير المبيعات في شركة «إنجيل أند فولكرز سنيل ريال ستيت» التي تتولى عرض المنزل للبيع.
وكانت الفيلا منزلاً للعطلات لكاثي كريستوفرسون وزوجها مايكل، وبعد وفاته عام 2007 تم تأجير الفيلا في البداية. وقالت كريستوفرسون، وهي سيدة أعمال متقاعدة من ليليديل في ولاية مينيسوتا: «لم أرغب في أن تظل خالية». وشيدت منزلاً أصغر لها على قطعة أرض قريبة. وأضافت كريستوفرسون: «الأمر أشبه بامتلاك فندق صغير».
وتقدم فيلا ميغيل الكثير من المرافق الفندقية، إضافة إلى مرافق الغولف والتنس في المنتجع. ويقع المنزل على بعد عشرة أميال من الشاطئ، وبه حوض سباحة على شكل حرف «إل» ملحق به جاكوزي، إلى جانب مطبخ في الخارج، وحفرة للنار، ومناطق للجلوس في شرفة متسعة. ويوجد في كل غرفة من غرف النوم مساحة خارجية خاصة تطل على المحيط.
ويمكن دخول المنزل عبر بوابة من الحديد المزخرف تنفتح على باحة كبيرة بها نافورة على الطراز الإسباني التقليدي خلال الحقبة الاستعمارية. ويقول ستيفنسون عن المنزل إنه طراز «مزرعة مكسيكية أصيلة».
دخول المنزل يتم عبر باب أمامي منحوت عتيق من شجر الصمغ تم جلبه من غوادالاخارا ستجد الردهة، ودرج منحوت، وسقف مذهل ذي قبة من الحجر. وتوجد غرفتا نوم رئيسيتان في الطابق العلوي، في حين توجد غرفة نوم رئيسية أخرى، وغرفة نوم أصغر ملحق بها حمام صغير في الطابق السفلي. ويوجد في الطابق السفلي، الذي به أسقف مقوسة شديدة الارتفاع، غرفة للمعيشة، وغرفة تناول الطعام، ومطبخ، على مساحة مفتوحة متصلة بالشرفة.
وتحمل غرفة المعيشة أيضًا بصمات الجمال العتيق بما تحتويه من عوارض خشبية بارزة، وأعمدة، وجدار حجري شديد الارتفاع به مدفأة تعمل بالوقود. وإذا ألقينا نظرة عن كثب على الأرضيات المغطاة بالبلاط الطيني «يمكن للمرء رؤية آثار أقدام الحيوانات عليها حقًا»، كما توضح كريستوفرسون.
ويقع منتجع «كابو ديل سول» في «الممر الذهبي»، الذي يمتد على نحو 20 ميلا من كابو سان لوكاس إلى سان خوسيه ديل كابو، حيث تمت إقامة الكثير من بطولات الغولف، ومنشآت المنتجع. وتُعرف منطقة لوس كابوس بدفء جوها، ومناخها المشمس، والأنشطة التي يمكن ممارستها خارج المنزل، مثل صيد الأسماك، والغوص العميق، ومشاهدة الحيتان.
وتقع الفيلا على بعد نحو سبعة أميال من كابو سان لوكاس، الوجهة السياحية الشهيرة التي تضم ملاهي ليلية صاخبة، وعلى بعد نحو 25 ميلاً من مطار لوس كابوس الدولي.
* نظرة عامة على السوق
شهدت سوق المنازل في لوس كابوس حالة من الجمود بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وعانت المنطقة من انتكاسات أخرى بعد إعصار أوديل عام 2014. ومع ذلك تستعيد السوق انتعاشها بخطى ثابتة مع استمرار أعمال البناء الجديدة، وزيادة الطلب على منازل العطلات، بحسب ما أوضح وكلاء عقاريون.
وقال ماركو إيرينبيرغ، وكيل في «لوس كابوس سوثبي إنترناشونال ريالتي»: «تجذب السوق الكثير من المشترين. إنها سوق نشطة للغاية». وقال إن حجم المبيعات قد ازداد بنحو 30 في المائة خلال عام 2016 مقارنة بالعام السابق له.
مع ذلك، أوضح أن السوق لا تزال بوجه عام تفضل المشترين خاصة في حالة العقارات التي يقل سعرها عن مليوني دولار. وقال: «يتم عرض الكثير من المنازل، التي شيدت منذ ست إلى أربع سنوات، للبيع. يمكنك العثور على صفقة جيدة بين هذه المنشآت القديمة».
في الوقت ذاته لا يزال هناك طلب جيد على المنازل الفخمة، على حد قول ماركو، ووكلاء عقاريين آخرين. من أعلى العقارات سعرًا في السوق حاليًا هي العزبة ذات الشاطئ الخاص، حيث يبلغ السعر المطلوب 16 مليون دولار بحسب «مالتبيل ليستينغ سيرفيس» في ولاية باخا كاليفورنيا سور. ومع ذلك يقترب متوسط سعر المنازل الفخمة من 3 ملايين دولار على حد قول الوكلاء العقاريين.
من الذي يشتري
في لوس كابوس؟
أكثر المشترين من الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وهناك اهتمام متنامٍ من جانب الأستراليين، على حد قول ستيفنسون. كذلك هناك رحلات طيران مباشرة من الكثير من المدن الأميركية الكبرى إلى مطار لوس كابوس الدولي، ومن هذه المدن نيويورك، ولوس أنجليس، وشيكاغو، وأتلانتا.
المبادئ الأساسية للشراء
تتم المعاملات الخاصة بالعقارات، التي تتضمن مشترين أجانب، نقدًا في أكثر الحالات. وتقدم بعض المصارف المحلية تمويلاً، ولكن بشروط أقل جاذبية من تلك التي تقدمها المصارف الأميركية، على حد قول لويس إسبينوزا، محامي عقارات مقيم في سان خوسيه ديل كابو.
وينصّ القانون المكسيكي على أن تتم عمليات الشراء، التي يقوم بها أجانب، بضمان المصرف إذا كان العقار يقع على بعد 50 كيلومترا، أو نحو 31 ميلا من الساحل، وينطبق هذا الأمر على لوس كابوس أيضًا. ويكون لدى المصرف خطاب ضمان للمشتري، الذي سيصبح المنتفع، ويتمتع بكل حقوق الملكية، وما ينتج عنها من مسؤوليات كما يوضح إسبينوزا.
ويقوم الموثق العام بإعداد كل الوثائق، والتصديق عليها؛ ومع ذلك قد يرغب المشترون أيضًا في الاستعانة بمحامٍ ليمثلهم عند إتمام التعاقد.
المواقع الإلكترونية
«مالتبيل ليستينغ سيرفيس» في ولاية باخا كاليفورنيا سور: mlsinbajasur.com
مجلس السياحة في لوس كابوس: visitloscabos.travel
مجلس السياحة في المكسيك: visitmexico.com

اللغات والعملة
الإسبانية، البيزو المكسيسكي (1 بيزو = 0.047 دولار)
الضرائب والرسوم
يدفع البائع عمولة للوسيط، عادة ما تكون 6 في المائة؛ وأحيانًا يتم دفع عمولة أقل تتراوح بين 3 و4 في المائة له في حالة العقارات التي يزيد ثمنها على 5 ملايين دولار. وتتضمن تكاليف إتمام العملية، التي يدفعها المشتري، ضريبة استحواذ تدفع مرة واحدة للمجلس المحلي، وعادة ما تبلغ 2 في المائة من سعر البيع، إضافة إلى عدة رسوم أخرى تدفع للموثق العام، ولإتمام إجراءات التوثيق.
بالنسبة لفيلا ميغيل، تبلغ تكاليف إتمام العملية نحو 88 ألف دولار، بحسب حسابات إسبينوزا. وتبلغ رسوم الاشتراك السنوي في اتحاد الملاك 3,788 دولار، في حين تبلغ رسوم إدارة العقار شهريًا 500 دولار، وتبلغ الضريبة العقارية السنوية على العقار 924 دولارًا.

* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»