البرلمان البريطاني يهدد بسحب الثقة من اتحاد الكرة الإنجليزي

عندما يتعلق الأمر بمناقشة الإصلاحات فمن الصعب الثقة في أي شخص

كراوتش وزيرة الرياضة البريطانية تمسك بالكرة بينما يبدو كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي (يمين)
كراوتش وزيرة الرياضة البريطانية تمسك بالكرة بينما يبدو كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي (يمين)
TT

البرلمان البريطاني يهدد بسحب الثقة من اتحاد الكرة الإنجليزي

كراوتش وزيرة الرياضة البريطانية تمسك بالكرة بينما يبدو كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي (يمين)
كراوتش وزيرة الرياضة البريطانية تمسك بالكرة بينما يبدو كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي (يمين)

في بعض الأحيان، تشعر وكأن الحركة الوحيدة في الحياة العامة البريطانية تتمثل في أن توجه جهة ما اتهامات لجهة أخرى بأنها تعاني من أزمة وجودية، حتى تصرف الأنظار عن الأزمة الوجودية الخاصة بها هي. وينطبق هذا الأمر بالطبع على الصحف.
ومع ذلك، نتحدث اليوم عن الإدارة، ونشير إلى أن لجنة الثقافة والإعلام والرياضة بالبرلمان البريطاني تتكون من عشرة رجال بيض البشرة في منتصف العمر وامرأة واحدة، دون أن تضم أي شخص أسود أو آسيوي أو من أي عرق مختلف. لذا فإن السؤال الآن هو: من الذي سيطالب بإصلاح اتحاد كرة القدم؟ ربما تتذكرون أنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي كتب خمسة من الرجال البيض المسنين الذين يشغلون مناصب كبيرة في اتحاد الكرة خطابا إلى البرلمان للإشارة إلى أن اتحاد كرة القدم كان عاجزا عن الإصلاح من الناحية الثقافية بسبب الرجال البيض المسنين! وإذا كانت هذه الخطوة قد دقت ناقوس الخطر الغريب لديكم، فقد تدخلون في نوبة من الضحك والسخرية عندما تعلمون ما حدث بعد ذلك.
سوف يناقش البرلمان فشل اتحاد الكرة في الإصلاح، ويقول الاقتراح المقدم من البرلمان: «هذا البرلمان ليس لديه ثقة في قدرة اتحاد كرة القدم على الامتثال الكامل لمهامه كهيئة إدارة، إذ أن هياكل الإدارة الحالية في اتحاد كرة القدم تجعل من المستحيل على المنظمة أن تقوم بإصلاح نفسها، ويدعو البرلمان الحكومة لتقديم مقترحات تشريعية لإصلاح إدارة اتحاد كرة القدم».
وبعد التحذير الذي تلقاه الاتحاد الإنجليزي بسحب الثقة منه خلال مناقشة في البرلمان البريطاني الخميس بسبب عدم قدرته على إجراء إصلاحات، بات الجميع ينتظرون الخطوة المقبلة.
تريسي كراوتش وزيرة الرياضة استبعدت تدخلا قضائيا فوريا في شؤون أقدم اتحاد للعبة في العالم لكنها حذرت الاتحاد من خطر خسارته 30 مليون جنيه إسترليني (37.54 مليون دولار) من أموال الموازنة العامة مع إصدار تشريع يجبره على الإصلاح.
وقالت كراوتش إن النظام الحالي للاتحاد الذي تأسس قبل 154 عاما «لن يصمد أمام أي فحص دقيق».
وقالت كراوتش أمام أعضاء البرلمان الذين وصفوا الاتحاد المحلي بكلمات مختلفة منها «المخزي» و«القديم»: «الإصلاح مطلوب... مجلس إدارة الاتحاد يملك الفرصة للتخلص مما يدور حوله... لذلك أعتقد أن التصويت بسحب الثقة إجراء سابق لأوانه ستة أسابيع».
وأضافت: «لكن يجب عليهم أن يدركوا أن الوقت يمر سريعا والفشل في الإصلاح لن يؤدي فقط إلى إيقاف الأموال القادمة من الموازنة العامة لكن سيؤدي لمزيد من البحث في الخيارات التشريعية والتنظيمية والمالية لإحداث التغيير المطلوب».
وكما يتضح، فإن ما سبق يعد نقاشا حول «عدم الثقة» في اتحاد كرة القدم، وهي بالتأكيد خطوة أخرى لافتة للنظر من قبل رئيس اللجنة داميان كولينز، الأمر الذي جعل رئيس اتحاد كرة القدم، غريغ كلارك، الذي يقول إنه سيستقيل إذا لم تطبق الإصلاحات، يصدر بيانا وقائيا مطولا للغاية يقول فيه: «آمل أن يعكس نقاش البرلمان بصدق كل الأعمال التي يقوم بها اتحاد كرة القدم والأثر الإيجابي لكرة القدم على جميع أنحاء إنجلترا».
وأشار كلارك إلى أنه سيستقيل من منصبه إذا لم تدعم الحكومة مقترحاته لإصلاح الاتحاد. وستناقش لجنة الثقافة والإعلام‭ ‬والرياضة اقتراعا بحجب الثقة عن مسؤولي الاتحاد الذي حصل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على مهلة ستة أشهر لإجراء تغييرات على نظام إدارته.
وفي خطاب مفتوح نشر عبر موقع الاتحاد الإنجليزي - وهو أقدم اتحاد في اللعبة - أقر كلارك الذي تولى المنصب قبل خمسة أشهر بأن الاتحاد يحتاج إلى أن يكون أكثر تنوعا. ولكنه رفض الانتقادات بأن الاتحاد «يقف مكتوف الأيدي» بدلا من إجراء تغييرات.
وقال: «أعد الاتحاد الإنجليزي مجموعة مقترحات لتحسين إدارتنا سيتم التصديق عليها وبعدها سيتم إرسالها لوزارة الرياضة للحصول على موافقتها».
وتريد تريسي كراوتش وزيرة الرياضة أن يكون الاتحاد أكثر شفافية وتنوعا. وفي الوقت الحالي توجد امرأة وحيدة ضمن مجلس إدارته المؤلف من 12 عضوا بينما واجه مجلسه المؤلف من 120 عضوا اتهامات بأنه يتخلف عن مواكبة العصر ويعارض التغيير.
وقال كلارك في خطابه «التغيير لن يكون سهلا... ولكنني واثق من أنه سيحدث.... وسيكون جوهريا».
ومن المرجح أن تقر الحكومة في التشريع سحب 30 مليون جنيه إسترليني من الإنفاق العام على أساس أن الاتحاد الإنجليزي قد فشل في تنفيذ الإصلاحات بما يتماشى مع التوجيهات التي أصدرتها. ومرة أخرى، سوف يتعين على أي قانون أن يطبق نفس القواعد على الهيئات الإدارية الأخرى التي قالت وزيرة الرياضة، كراوتش، إنها فشلت أيضا في الإصلاح. وتشمل هذه الهيئات اتحادات ألعاب القوى والرغبي والفروسية واليخوت. المراقبون بالطبع يريدون رؤية تطور اتحاد الكرة ولكن هل سينتظر الناي حتى يموت أعضاء اتحاد كرة القدم ذوي العقلية القديمة، ثم يحل محلهم أعضاء آخرين ذوي عقلية قديمة أيضا وننتظر حتى يموتوا هم كذلك، وهكذا حتى نضع حدودا فاصلة وواضحة للتطوير بحلول عام 2093!
وتعليقا على تهديدات كلارك قالت كراوتش: «قال غريغ كلارك إنه سيستقيل في حال فشله في الاستجابة لما هو مطلوب... صحيح أنه فشل لكن ذلك سيكون نتيجة منطقية لفشل مجلسه وليس لأن الحكومة وضعت أمامه تحديا غير ممكن من أجل الوصول للإدارة الرشيدة. الأمر متروك للاتحاد وأعضائه. لو أرادوا المغامرة بأموال الشعب سيخسرون». وإذا كانت تلك الإصلاحات تعني الناحية التجارية في حقيقة الأمر، فيجب تذكير المصلحين الحكوميين بأن اتحاد كرة القدم كان دائما ما يختار اللجوء لأي شيء آخر غير الإصلاح، وكان يفلت من العقاب على مدى نحو 16 عاما. في الواقع، يمكن لاتحاد كرة القدم أن يعيش بسعادة تامة من دون الـ30 مليون جنيه إسترليني التي سيخسرها من دعم الحكومة، كما أشار كولينز. ويمكن القول إن الحل الوحيد الذي طرح حتى الآن يتمثل في إمكانية رفض الحكومة البريطانية أن تضمن من الناحية المالية العروض المقدمة لمسابقات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية.
ومرة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى اكتمال تلك الحلقة الساخرة التي تسير فيها اللعبة، فرغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يتغاضى عن أشياء كثيرة، فإنه لا يتهاون فيما يتعلق بتدخل الحكومات في شؤون اتحادات كرة القدم الأعضاء في الاتحاد الدولي. فهل يصدر الفيفا تحذيرا رسميا أو يفرض عقوبة على إنجلترا بسبب التشريعات الحكومية التي تطالب الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بالإصلاح؟ الأمر غير واضح حتى الآن في هذا الشأن. كل المهتمين المخلصين بكرة القدم يرحبون بمستقبل تغيب فيه إنجلترا عن بطولة كبرى بسبب تدخل الدولة على غرار جمهوريات الموز، بدلا من ترك الأمور على ما هي عليه الآن من دون أي تدخل!



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».