السودان يترقب وفد مستثمرين صينيين بعد رفع الحصار الأميركي

يضم 37 مستثمرًا في الغاز والتعدين والزراعة والطاقة النووية

السودان يترقب وفد مستثمرين صينيين بعد رفع الحصار الأميركي
TT

السودان يترقب وفد مستثمرين صينيين بعد رفع الحصار الأميركي

السودان يترقب وفد مستثمرين صينيين بعد رفع الحصار الأميركي

يترقب السودان وصول وفد استثماري كبير من الصين نهاية الشهر الحالي، بوصفه خطوة تالية نحو الانفتاح على العالم اقتصاديا، بعد الإعلان عن رفع العقوبات الأميركية الشهر الماضي، التي كانت تمنع دولا واقتصادات ومنظمات عالمية من التعامل معه.
ويترأس الوفد الصيني نائب وزير الزراعة ونحو 37 مستثمرا ورجل أعمال، يشكلون اللجان المشكلة سابقا بين البلدين، وأعضاء مجلس الأعمال الصيني السوداني، الذي وقع عقودا نهاية العام الماضي، شملت مجالات الزراعة والتعدين، وإنشاء منطقة تجارة حرة على ساحل البحر الأحمر، ومشروعا زراعيا يزيد على مائة ألف فدان، ومطار الخرطوم الجديد، ومسلخا كبيرا في غرب البلاد، بجانب مشاركتهم وامتلاكهم حقولا نفطية وشركات تعدين.
وفي الخرطوم، التي استنفرت لاستقبال الوفد الزائر، أعلن السفير الصيني لي ليانغ، أن بلاده تعتبر السودان شريكا استراتيجيا، وستسعى مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات كاملة قبل الموعد المحدد له في يوليو (تموز) المقبل.
وأضاف ليانغ عقب لقائه بالخرطوم وزير المالية السوداني الدكتور بدر الدين محمود لبحث الترتيبات والأولويات لزيارة الوفد الاستثماري، أن الصين ستسعى مع السودان في مسيرته التنموية الجديدة بعد رفع العقوبات، موضحا أن بلاده ستظل تدعم موقف السودان في جميع المحافل والمنظمات المالية والاقتصادية والسياسية، وتعزيز العلاقات في الوقت الحاضر، وبخاصة في المجالات المالية والطاقة والزراعة والتعدين ودعم المشروعات المختلفة.
وأبدى السفير الصيني استعداد بلاده للتعاون مع السودان في مجال الطاقة التي تعتبر الركيزة الأساسية لأي نهضة اقتصادية، بما في ذلك الطاقة النووية، معربا عن أمله في أن تحقق زيارة الوفد الصيني إلى الخرطوم أهدافها، خصوصا أن السفارة الصينية في الخرطوم أبلغت عددا كبيرا من الشركات الصينية بفرص الاستثمار في السودان ودعتهم إلى ولوج هذا المجال في السودان، ملمحا إلى ضرورة توفير التسهيلات اللازمة للاستثمارات الصينية في السودان، وأن يكمل الجانب السوداني إجراءات واتفاق تمويل مطار الخرطوم الجديد.
من جهته، أبدى الدكتور بدر الدين محمود وزير المالية السودانية عقب لقائه السفير، ترحيبه وسعادته بالوفد الزائر، لما سيحققه من دفعة قوية وجديدة للعلاقات بين البلدين، في الطريق إلى الأمام، موضحا أن الصين وقفت مع السودان خلال فترة الحصار الأميركي الشامل طوال هذه الفترة الممتدة لـ20 عاما، وهي حاليا الشريك الأول الأجنبي الأول في مشروعات التنمية والبنية التحتية.
وحدد الوزير قائمة بالمشاريع الجديدة التي ستدخل فيها الصين في المرحلة المقبلة، وسيتم مناقشتها والتباحث لتنفيذها خلال زيارة الوفد الصيني التي تمتد خمسة أيام، وهي مشروع الرهد الزراعي البالغ مساحته مائة ألف فدان سيتم زراعتها قطنا بشراكة وتقنية صينية، ومطار الخرطوم الجديد، والمنطقة الحرة المشتركة لصالح البلدين في البحر الأحمر، ومشروع مسلخ كوستي المخصص للتصدير بطاقة إنتاجية تغطي نسبة كبيرة حجم الثروة الحيوانية في غرب البلاد، المقدرة بنحو مليون رأس من الأبقار والضأن والماعز.
ووفقا للوزير، فإن أبواب السودان مفتوحة للصينين في جميع المجالات، وقال سنسعى معهم لتطوير التعاون في مجالات جديدة في الطاقة والنفط، وبخاصة الحقول الجديدة، التي تعتبر إضافة جديدة للاستثمارات في هذا المجال الذي دخلته في السودان قبل أعوام، وتعتبر هي الرائدة في شركات البترول العالمية العاملة في البلاد.
وكان وفد من رجال الأعمال الصينيين قد زار السودان نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي لمدة خمسة أيام، وقع على 24 مشروعا.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».