«ناتو» يؤكد وقوع غارات في أفغانستان ويتعهد بالتحقيق في سقوط مدنيين

مقتل 8 وإصابة 15 في انفجار سيارة مفخخة في إقليم هلمند

«ناتو» يؤكد وقوع غارات في أفغانستان  ويتعهد بالتحقيق في سقوط مدنيين
TT

«ناتو» يؤكد وقوع غارات في أفغانستان ويتعهد بالتحقيق في سقوط مدنيين

«ناتو» يؤكد وقوع غارات في أفغانستان  ويتعهد بالتحقيق في سقوط مدنيين

أكدت مهمة الدعم الحازم، بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقوع غارات جوية أميركية ضد المسلحين في إقليم هلمند جنوب أفغانستان، طبقًا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية أمس. وذكر الحلف في بيان: «نفذت الولايات المتحدة غارات جوية بمنطقة سانجين بإقليم هلمند، خلال الساعات الـ24 الماضية، أثناء دعمها للقوات الأفغانية». ونقل البيان عن البريجادير جنرال تشارلز كليفيلاند قوله: «إننا على علم بالمزاعم بشأن سقوط خسائر بشرية بين المدنيين ونأخذ كل زعم على محمل الجد»، وأضاف: «سنعمل مع شركائنا الأفغان لمراجعة جميع المواد المعنية». وتابع أن القوات الأميركية لم تستخدم قاذفات «بي 52» لتنفيذ الغارة الجوية، رافضًا مزاعم من حركة طالبان. وأضاف: «رغم مزاعم (طالبان)، لم يكن هناك أي استخدام لقاذفات (بي 52) في تلك الغارات الجوية».
وإقليم هلمند من بين الأقاليم المضطربة في جنوب أفغانستان، حيث يعمل مسلحو «طالبان» بشكل نشط في عدد من مناطقه.
ذكر مسؤولون محليون وحكوميون أفغان أن انفجار سيارة مفخخة، استهدف جنودًا بالجيش الأفغاني في أحد أفرع بنك كابل في مدينة لاشكارجاه، عاصمة إقليم هلمند أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل أمس. وقال محمد كريم أتال، رئيس مجلس إقليم هلمند: «كان خمسة من جنود الجيش الوطني من بين هؤلاء القتلى»، وأضاف أن 15 شخصًا آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، أصيبوا في التفجير، الذي ضرب مدينة لاشكارجاه». غير أن المتحدث باسم الجيش، محمد رسول زازاي، قال إنه لم يُقتل سوى ثلاثة جنود بينما أصيب أربعة آخرون. وقال المصدران إن القنبلة انفجرت أمام البنك، بينما كان الجنود هناك لتسلم رواتبهم». ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. يشار إلى أن القوات الحكومية الأفغانية تخوض معارك لتطهير البلاد من الجماعات المسلحة، من بينها حركة طالبان.
إلى ذلك، أثنى وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وهو جنرال متقاعد بسلاح مشاة البحرية، بشكل كبير على أداء الجيش الألماني في المعارك، خلال استضافته وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، أول من أمس، في البنتاغون.
وأعرب ماتيس، الذي وضع دبوسًا مثبتًا على طية صدر سترته ويحمل علمي الولايات المتحدة وألمانيا، عن «التقدير لألمانيا باعتبارها حليفًا... صمدت على مر السنين، وفي وجه أي تحدٍ». وقالت فون دير لاين إن الولايات المتحدة وألمانيا «تواجهان تحديات مشتركة» وسط كون محاربة الإرهاب «أولوية رئيسية». واعتبرت أن زيارتها الأولى إلى وزارة الدفاع الأميركية، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تنصيب الرئيس دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، «إشارة قوية جدًا لعمق علاقتنا والصداقة طويلة الأمد الألمانية - الأميركية». وكان ترمب دعا حلفاء الولايات المتحدة للمساهمة بالمزيد من الموارد لجهود الدفاع الجماعية.
وقالت فون دير لاين إن حلف الناتو قد «قطع شوطًا طويلاً، ولكنه بحاجة لمزيد من التقدم».
وأشرف ماتيس، الذي قاد وحدات للبحرية في أفغانستان والعراق، على الحرب في أفغانستان بين عامي 2010 و2013 كقائد للقيادة المركزية الأميركية. وقال لفون دير لاين: «في وظائفي السابقة خدمت مع قواتكم مرات كثيرة، وأود فقط أن أخبرك أني أحمل لهم أقصى تقدير». وأضاف: «أي جيش يذهب إلى العمليات القتالية يتعرض لتقييم من قبل أصعب مدقق في العالم: ساحة المعركة. قواتكم في هيرات (بأفغانستان) - القيادة، والنضج، والأداء الأخلاقي من قبل القوات الخاصة بكم كانت مثالاً يحتذى للآخرين، كنت دومًا ممتنًا لها كقائد في منظمة حلف شمال الأطلسي وكقائد للقوات الأميركية».
وتواصل الولايات المتحدة وألمانيا المشاركة في مهمة تدريبية يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، حيث اتخذت الحكومة الدور الرئيسي في محاربة «طالبان» وغيرها من الجماعات المسلحة. وقال ماتيس إنه «يقوم بكثير من الاستماع» في الأسابيع الأولى له كوزير للدفاع. وأضاف: «إنه دومًا أسهل أن تجلس في الخارج كمراقب ناقد. لكن الأمر أكثر صعوبة عندما تواجه بخيارات صعبة يكون عليك في موقع المسؤولية، التعامل معها». وبعد اجتماعهما في البنتاغون، قالت فون دير لاين للصحافيين الألمان المرافقين لها، إنها وماتيس أدركا أنه بإمكانهما «التعبير عن رأى واحد».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.