بحث مشاريع سعودية ـ تركية في الطاقة المتجددة والدفاع والسيارات

بحث مشاريع سعودية ـ تركية  في الطاقة المتجددة والدفاع والسيارات
TT

بحث مشاريع سعودية ـ تركية في الطاقة المتجددة والدفاع والسيارات

بحث مشاريع سعودية ـ تركية  في الطاقة المتجددة والدفاع والسيارات

تنطلق جولة جديدة من المباحثات الاقتصادية السعودية – التركية في نهاية فبراير (شباط) الجاري بجدة، بهدف استكشاف 8 فرص استثمارية جديدة تشمل قطاعات الطاقة المتجددة ومجالات التنمية العمرانية وصناعة السيارات وقطع الغيار، إضافة إلى مشاريع الصناعات الدفاعية.
وأكد مازن رجب رئيس مجلس الأعمال السعودي – التركي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، أن الفترة المقبلة ستشهد انطلاق مشروعات استثمارية مشتركة في أكثر من ثماني فرص بالبلدين، مشيرًا إلى عقد اجتماع في جدة نهاية فبراير الجاري بين مجلس الأعمال المشترك ووفد جمعية رجال الأعمال المستقلين الذي يزور السعودية لهذا الغرض.
ولفت إلى أن الرياض ستشهد أيضًا، اجتماعًا اقتصاديا في 21 مارس (آذار) المقبل، بين اللجنة الاقتصادية المشتركة ومجلس الأعمال المشترك، بهدف بحث كيفية إطلاق مشروعات في قطاعات الطاقة المتجددة ومجالات التنمية العمرانية وصناعة السيارات وقطع الغيار، إضافة إلى مشاريع الصناعات الدفاعية والصناعات العقارية والصحية.
وأوضح رئيس مجلس الأعمال السعودي – التركي، أن اجتماع الرياض سيشهد أيضًا حضور وفود متخصصة في مجالات الإمدادات الدوائية اللوجيستية والصناعية، ويبحث سبل التعاون مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في هذه المجالات، معربًا عن تفاؤله بخروج الاجتماعات بنتائج مهمة تصبّ في تمتين العلاقات الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا، في ظل توقيع 8 اتفاقيات سابقة شملت عددا من القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وتوقع رجب زيادة التبادل التجاري بين الدولتين إلى أكثر من 8 مليارات دولار، مبينًا أنه أدنى بكثير من مستوى العلاقات بين البلدين، ولا يعكس حجم الناتج المحلي للبلدين والبالغ أكثر من 1.5 تريليون دولار، مشيرا إلى أن الاستثمارات في البلدين بلغت أكثر من 7 مليارات دولار، منها 6 مليارات عبارة عن استثمارات سعودية في تركيا في قطاعات عدة أهمها الطاقة والبنوك والاتصالات والعقار.
ويتطلع رئيس مجلس الأعمال المشترك إلى زيادة المجالات الاستثمارية والتجارية بين البلدين وفقا للرؤية 2030، خصوصًا في قطاعات الإسكان والصناعات الدفاعية وصناعة الطاقة وصناعة السيارات وصناعة السياحة والعمرة والطيران والنقل، مشيرًا إلى وجود اتفاقية الإعفاء من الازدواج الضريبي، ويجري العمل على إرساء اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج وتركيا.
ونوه إلى أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا، تسير في الاتجاه الصحيح في ظل توفر الإرادة السياسية لقيادتي البلدين، مشيرًا إلى أن اجتماع المجلس التنسيقي الذي عقد مؤخرًا سيعزز دخول الرياض وأنقرة مرحلة جديدة من العمل المشترك، نتيجة المباحثات التي تهدف إلى تقوية العلاقات والعمل على الارتقاء بها إلى مستوى أعلى في المجالات كافة.
وتطرق إلى أن كل هذه الاجتماعات الاقتصادية والسياسية، تنعكس إيجابا على طبيعة العلاقات المتميزة، متحدية الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
يذكر أن مجلس التنسيق السعودي - التركي تأسس خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا في أبريل (نيسان) الماضي، في ظل تفاؤل بأن يعزز هذا المجلس العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث يبلغ حجم التبادل 5.6 مليار دولار بينما يبلغ حجم الاستثمار 11 مليار دولار.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.