«الأمم المتحدة» تبشر بانفراج سياسي وشيك في ليبيا

يشمل تعديلات في مجلس الرئاسة وتحديد دور حفتر في قيادة الجيش الموحد

«الأمم المتحدة» تبشر بانفراج سياسي وشيك في ليبيا
TT

«الأمم المتحدة» تبشر بانفراج سياسي وشيك في ليبيا

«الأمم المتحدة» تبشر بانفراج سياسي وشيك في ليبيا

بشر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر بانفراج وشيك محتمل في الأزمة الليبية، استنادًا إلى ظهور تقارب في الآراء المتعلقة بالتحديات الأساسية بين الأطراف المعنية، معربًا عن أمله في أن يكون عام 2017 هو عام الإعلان عن تلك القرارات.
وأشار كوبلر، في تصريحات صحافية نشرها موقع المنظمة الدولية، إلى أن التوافقات المتوقعة تشمل تعديلات في تكوين مجلس الرئاسة، والقيادة العليا للجيش، ودور المشير خليفة حفتر في سلسلة القيادة لجيش ليبي موحد يكون مسؤولاً عن جميع البلاد. وأضاف أن «القرارات المتوقعة تشمل كذلك الاتفاق على كيفية تشكيل قوة عسكرية وشرطة قوية؛ لأن ذلك في رأيه هو السبيل الوحيد لتفكيك الجماعات المسلحة على نحو فعال. كما تشمل الاتفاق على آلية للاستفادة من عائدات النفط والغاز لصالح كل الليبيين، وإنهاء الوضع الإنساني المتردي في البلاد».
وخلص المبعوث الدولي إلى أن التوصل إلى هذه الاتفاقات من شأنه تمكين مجلس النواب الليبي من المصادقة على حكومة الوفاق الوطني.
وشدد المسؤول الدولي على أن الليبيين لا الأمم المتحدة من سيقرر مستقبل ليبيا، لكن المنظمة الدولية تتولى فقط تيسير العملية، والقيام بالوساطة، وإجراء المناقشات مع الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي.
وكان كوبلر قد أبلغ مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء بتوقيت نيويورك، بأن تقدمًا ملموسًا قد تحقق في ليبيا من ضمنه تعاون مجلس الرئاسة والمؤسسات الاقتصادية الليبية بشأن الإنفاق من ميزانية عام 2017. مضيفًا أن الميزانية ستمكن مؤسسات الدولة من توفير الكثير من الخدمات الأساسية اللازمة. وأضاف أن إنتاج النفط ارتفع إلى أكثر من 700 برميل يوميًا. وهذا يوفر للدولة الليبية الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها.
وعلى الصعيد الأمني أكد الممثل الخاص أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا، على الرغم من فقده الأماكن التي كانت تحت سيطرته. وقال: «على الرغم من هذه المكاسب، فالليبيون ليسوا في وضع يمكنهم من معالجة الأسباب الجذرية للانقسامات. يجب أن يكون 2017 عام القرارات؛ قرارات وتوافقات على القضايا الجوهرية. وفي تصريحاته لموقع «أخبار الأمم المتحدة»، ألقى كوبلر الضوء على أن النقاشات الحالية المتعلقة بالاتفاق السياسي الذي أكمل عامه الأول تبحث خيار تعديل الاتفاق وخيار إبقائه على حاله، مضيفًا: «نحن نقوم بدور الوساطة منذ شهرين، وقد طلبنا من الليبيين تحديد التحديات الرئيسية، وهل يجب أن تكون هناك تعديلات محدودة أم لا؟، فعلى سبيل المثال في تكوين مجلس الرئاسة، والقائد الأعلى للجيش، ودور المشير خليفة حفتر في سلسلة القيادة لجيش ليبي موحد يكون مسؤولاً عن جميع البلاد. هذه هي الأسئلة التي يجب أن يقرر الإجابة عنها الليبيون أنفسهم».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.