مباراة دورتموند ولايبزيغ... عنصرية تعدت كل الحدود

بعد الاعتداءات الجسدية واللفظية التي شهدتها المواجهة بين الفريقين مؤخرًا

«ألتراس» دورتموند يحملون اللافتات العدائية ضد فريق لايبزيغ في مواجهة الفريقين الأخيرة (أ.ف.ب)
«ألتراس» دورتموند يحملون اللافتات العدائية ضد فريق لايبزيغ في مواجهة الفريقين الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

مباراة دورتموند ولايبزيغ... عنصرية تعدت كل الحدود

«ألتراس» دورتموند يحملون اللافتات العدائية ضد فريق لايبزيغ في مواجهة الفريقين الأخيرة (أ.ف.ب)
«ألتراس» دورتموند يحملون اللافتات العدائية ضد فريق لايبزيغ في مواجهة الفريقين الأخيرة (أ.ف.ب)

اشتهر استاد «سيغنال إيدونا بارك»، معقل فريق دورتموند الألماني، أو «الجدار الأصفر» حسب شهرته، بصخبه والصيحات العالية المنطلقة في جنباته. ومع ذلك، لم يشهد قط صخبًا بقدر ذلك الذي وقع السبت الماضي، وحتى دون مساعدة أجهزة تكبير الصوت، وذلك مع استعداد بوروسيا دورتموند لبدء مباراة نهاية الأسبوع أمام لايبزيغ، في الوقت الذي ارتفعت فيه اللافتات داخل الملعب؛ بعضها كبير وبعضها صغير وبلغ إجمالي عددها قرابة مائة أو أكثر. ومع أن حرارة المشاعر المتوهجة المنبعثة من أكبر شرفة وقوف على مستوى القارة الأوروبية، معروفة بالفعل، يبقى المناخ العام الذي ساد الاستاد تلك الليلة مختلفًا عن أي يوم سابق.
اللافت أن جميع اللافتات حملت الرسالة ذاتها: «الثور الأحمر» و«عدو كرة القدم»؛ بل وحملت بعض اللافتات عبارات بالإنجليزية كانت أكثر تهذيبًا: «لايبزيغ موضة». في الواقع، لم يكن هذا القدر البالغ من العداء والكراهية الواضحة، مفاجأة، ذلك أن الفريق الزائر الذي حقق مؤخرًا نجاحًا بالغًا قد استثار مظاهرات ضد أسلوب إدارته في كل مكان ذهب إليه الفريق هذا الموسم. ورغم ذلك، فإن أيًا من هذه المظاهرات لم تشهد حدة التنديدات التي وجهت إلى نموذج «الثور الأحمر» كتلك التي اندلعت في دورتموند.
وطالب يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، بتوقيع عقوبات صارمة على أنصار نادي بوروسيا دورتموند (أولتراس)، على خلفية اعتدائهم على جماهير نادي لايبزيغ مطلع الأسبوع الحالي. وقال لوف: «يجب طرد هؤلاء الأشخاص من بيننا وتوقيع عقوبة صارمة عليهم». وأضاف المدرب الألماني، الذي انتقد أيضا مسؤولي نادي دورتموند، الذين أطلقوا رسالات عدائية ضد نادي لايبزيغ: «يجب أن تكون هناك عقوبات قاسية». وتابع: «يجب أن نلتزم بالحيطة والحذر قبل المباريات، وأن ننظر بعين الاعتبار للعبة التصريحات، لن أذكر أسماء، ولكن وصف ناد معين بأنه نادي المعلبات، لا يساهم في تهدئة الأوضاع، ولكن يفعل العكس تماما». ويعد هانز يواخيم فاتزكه، رئيس نادي بوروسيا دورتموند، أحد أبرز المعارضين لوجود لايبزيغ في الدوري الألماني (بوندسليغا). وقال فاتزكه في وقت سابق: «هنا تلعب كرة القدم من أجل الدعاية لمعلبات المشروبات».
يذكر أن نادي لايبزيغ تعود ملكيته إلى شركة «ريد بول» الشهيرة لمشروبات الطاقة. وطبقا لرواية شرطة مدينة دورتموند، قام بعض من جماهير نادي بوروسيا دورتموند مساء السبت الماضي بالاعتداء بشكل مبالغ فيه على أنصار لايبزيغ، الذين كان من بينهم نساء وأطفال، وذلك في مباراة جمعت الفريقين ضمن منافسات الدوري المحلي.
أما الأمر المثير للدهشة بعض الشيء، فكان حجم الكراهية الذي تجلى خلال الفترة السابقة مباشرة للمباراة. خارج أسوار «سيغنال إيدونا بارك»، وقبيل انطلاق المباراة بساعات قلائل، علقت مجموعة «أولتراس» لافتة خاصة بها على جدار تحوي نصيحة للزائرين بأن «كرة القدم تنتمي لنا»، وساندت قرابة 20 مجموعة «أولتراس» أخرى هذه اللافتة، في الوقت الذي كالت فيه الإهانات لأي من مشجعي لايبزيغ كان يتصادف مروره بالجوار؛ حتى الأطفال لم يسلموا منهم.
وكان الوضع أسوأ بمناطق أخرى، مع تعرض مجموعات من مشجعي لايبزيغ للضرب بالمعلبات والحجارة، تبعًا لتقارير معتمدة على شهادات شهود عيان أكد كثير منهم تعرضهم لإلقاء علب عصير باتجاههم أو البصق عليهم. ووصل الأمر حدًا دفع قوات الشرطة لاستخدام رشاش الفلفل لاستعادة النظام ببعض المناطق، مع تأكيد مشجعين من كلا الجانبين أنهم وجدوا أنفسهم محصورين في المنتصف دون ذنب. وفي وقت لاحق، أصدرت الشرطة بيانًا تضمن معلومات تفصيلية حول توجيه اتهامات إلى 28 شخصًا، تتضمن الاعتداء والإضرار بممتلكات. وكان من بين المصابين 4 من ضباط الشرطة، جاءت إصاباتهم طفيفة، لحسن الحظ.
من جانبه، أصدر نادي لايبزيغ بيانًا ندد فيه بالهجمات التي وقعت، سرعان ما أعقبه بيان رسمي من بوروسيا دورتموند «يدين بشدة» الهجمات. وخلص البيان إلى أنه: «لتوضيح الأمور تمامًا، أيًا من كان الذي يعبر عن رأيه من خلال العنف والإهانة بدلاً من الحجة، فلن يكون أبدًا جزءا من أسرة بوروسيا دورتموند».
من ناحية أخرى، كان اتحاد كرة القدم الألماني أعلن بالفعل فتح تحقيق في الحوادث التي وقعت قبيل المباراة، وإن كانت وكالة الأنباء الألمانية توحي بأن التحقيق سيركز بصورة أساسية على اللافتات داخل الاستاد، وليس الأعمال غير المقبولة التي وقعت خارج جدران الاستاد، والتي تعد خارج نطاق الولاية القضائية للنادي.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.