الاتحاد الأوروبي يطمئن المغرب... ويؤكد الأهمية الاستراتيجية للشراكة بينهما

التزم باتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان تنفيذ الاتفاق الزراعي

الاتحاد الأوروبي يطمئن المغرب... ويؤكد الأهمية الاستراتيجية للشراكة بينهما
TT

الاتحاد الأوروبي يطمئن المغرب... ويؤكد الأهمية الاستراتيجية للشراكة بينهما

الاتحاد الأوروبي يطمئن المغرب... ويؤكد الأهمية الاستراتيجية للشراكة بينهما

لم يتأخر رد الاتحاد الأوروبي على البيان الشديد اللهجة الذي أصدرته وزارة الزراعة المغربية أول من أمس، والذي لوحت فيه بإمكانية تخلي المغرب عن شراكته مع الاتحاد الأوروبي في حال استمرت المضايقات التي تتعرض لها منتجاته، وعدم اتخاذ السلطات الأوروبية لموقف صريح وواضح في هذا المجال.
وأكد الاتحاد الأوروبي على أعلى مستوى عزمه على اتخاذ الإجراءات المناسبة لصيانة شراكته مع المغرب، وضمان تنفيذ بنود اتفاقية التبادل الحر للمنتجات الزراعية التي تربط الطرفين. وجاء في بيان مشترك صادر عن فيديريكا موغريني الممثلة السامية ونائبة رئيس اللجنة الأوروبية، وناصر بوريطة، الوزير المغربي المنتدب في الخارجية، عقب اجتماع في بروكسل حضره جان كلود جانكير، رئيس اللجنة الأوروبية، أن الطرفين يؤكدان على أهمية الشراكة التي تجمعهما وعلى طابعها الرئيسي والاستراتيجي، وحرص المغرب والاتحاد الأوروبي على تطويرها وتنميتها والدفاع عنها وصيانتها.
ووصف البيان هذه الشراكة بأنها نموذجية وغنية ومتعددة الأبعاد، وأنها نتيجة عمل دؤوب استمر أزيد من نصف قرن من الزمن.
كما أكد الطرفان على أهمية الحفاظ على علاقات تجارية مستقرة بينهما، واتفقا على أن الفرق الفنية ستجتمع من أجل صياغة دقيقة للطريق الذي يجب اتباعه في هذا الصدد، مشيرين إلى أن المباحثات بين الطرفين تجري في جو من الهدوء والثقة المتبادلة من أجل التوصل إلى توافقات لضمان استمرار وتطوير العلاقات بينهما، خصوصًا في المجال الزراعي.
وأكد البيان على اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة، التي تقتضيها الضرورة من أجل تحصين وتنفيذ اتفاقية تحرير تجارة المنتجات الزراعية والأسماك بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والحفاظ على المكتسبات وعلى الشراكة بين الطرفين في هذا المجال.
وجاء الموقف المغربي كرد فعل على إعادة طرح موضوع عدم شمول الاتفاق الزراعي مع الاتحاد الأوروبي لمجموع التراب المغربي، داخل البرلمان الأوروبي، وسعي بعض الأطراف إلى استثناء المحافظات الصحراوية من الاتفاقيات التي تجمع المغرب مع الاتحاد الأوروبي.
وكانت محكمة أوروبية قد أصدرت حكمًا في هذا الاتجاه نهاية 2015 بطلب من جبهة البوليساريو، الداعية إلى انفصال الصحراء عن المغرب، غير أن المحكمة العليا الأوروبية ألغت القرار بحكم نهائي نهاية العام الماضي. وطالب المغرب في البيان الصادر عن وزارة الزراعة المغربية من الاتحاد الأوروبي التزام الوضوح والصراحة في خطابه ومواقفه وزجر محاولات الإساءة للمغرب والتضييق عليه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.